تصفية مصريين في سيناء تسلمهم الأمن من العراق وسورية

16 فبراير 2020
تُستغَل التصفيات بسيناء لتحقيق عدة أهداف (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة تسلمت أخيراً عدداً من مواطنيها الذين كانوا يقاتلون ضمن صفوف تنظيم "داعش" في العراق والفصائل المسلحة في سورية، في إطار اتفاقات أمنية جرت أخيراً مع الجانبين العراقي والسوري. وبحسب المصادر نفسها، فإنه جرت تصفية عدد من هؤلاء في شمال سيناء أخيراً، وتصويرهم بأنهم مقاتلون ضمن صفوف تنظيم "ولاية سيناء" ("داعش" مصر)، وسقطوا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وقالت المصادر إن القاهرة تسلمت من أجهزة الأمن العراقية، عشرات من المصريين الذين أُلقي القبض عليهم، عقب القضاء على "داعش" في هذا البلد، بعضهم كان مودعاً في أماكن احتجاز تحت سيطرة قوات كردية في شمال العراق.

وبحسب المصادر، فإن القاهرة تسلمت أيضاً عشرات من المصريين كانوا ضمن صفوف فصائل مسلحة تقاتل النظام السوري، وذلك بعد السيطرة على مواقع كانت تتخذها تلك الفصائل للتمركز.


ومن بين العناصر الذين تسلمتهم القاهرة أخيراً، بحسب المصادر، أشخاص جرت تصفيتهم في شمال سيناء أخيراً، باعتبارهم مقاتلين ضمن صفوف تنظيم "ولاية سيناء"، سقطوا في تبادل لإطلاق النار مع قوات الجيش والشرطة المصرية في وقائع منفصلة. ولفتت المصادر إلى أن العناصر الذين تسلمتهم القاهرة خضعوا للاستجواب والتحقيقات في جهاز الاستخبارات العامة لساعات طويلة قبل تسليمهم بعد ذلك لجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية. وأوضحت أن جميع تلك الخطوات جرت دون إخطار أهالي هؤلاء العناصر بوصولهم إلى مصر، للبدء في خطوات قانونية وقضائية بشأن محاكمتهم.

وقالت المصادر إن القرار بعدم إعلان تسلُّم هؤلاء الأشخاص وتقديمهم للمحاكمات، وكذا تصفية عدد منهم في شمال سيناء، عقب عمليات استهداف قوات الجيش والشرطة هناك، "يرمي إلى ضرب أكثر من عصفور بحجرٍ واحد"، على حدّ وصفها. ولفتت إلى أن "تلك الخطوة تستخدم عادة لتبريد الشارع المصري عقب الحوادث والهجمات الإرهابية، بالإضافة إلى أنها تستخدم بعد ذلك كدليل على انتقال المقاتلين من العراق وسورية إلى سيناء بشكل يعزز أحاديث المصريين بشأن محاربة الإرهاب، وخطورة الظاهرة عالمياً".

وأوضحت أن التحقيقات مع هؤلاء الأشخاص تضمنت معرفة طريقة خروجهم من مصر، والمسؤولين عن ذلك وعن تجنيدهم، بالإضافة إلى معلومات أخرى بشأن التنظيمات التي انتموا إليها وهياكل اتخاذ القرار داخلها، وما إذا كانت لدى هذه المجموعات خطط بشأن الانتقال إلى مصر عقب سقوط "داعش" في سورية والعراق، وكيفية تمويلها.

وأوضحت المصادر أن عمليات التسليم جرت بعد عدد من الزيارات التي قامت بها وفود أمنية مصرية مشتركة من جهازي الأمن الوطني والاستخبارات العامة إلى كل من سورية والعراق. وكانت بداية تلك الاتفاقات في ما يتعلق بالجانب السوري مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، ومن الجانب العراقي مع مستشار الأمن الوطني العراقي، رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، فالح الفياض.

وجاء تفعيل الاتفاقات الأمنية مع الجانب العراقي، بحسب المصادر، بعد مباحثات أجراها في القاهرة فالح الفياض مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري عباس كامل في شهر يوليو/تموز الماضي، وتطرقت إلى ملف المصريين المنتمين إلى تنظيمات مسلحة في العراق، ممن ألقت بغداد القبض عليهم أخيراً في حربها ضد "داعش"، وإمكانية تسلُّم القاهرة لعدد من أولئك العناصر.

وبحسب المصادر، فإن الفريق الأمني الذي رافق الفياض في زيارته للقاهرة وقتها استعرض مع مسؤولين مصريين ملفات وأدلة ووثائق عثرت عليها أجهزة الأمن العراقية بشأن اتصالات بين مسلحين في العراق وآخرين موجودين في محافظة سيناء.