ثلاثة انفجارات كبرى تهز القاهرة خلال أسبوعين: أين الأمن؟

11 يوليو 2015
انفجار يهز السفارة الإيطالية صباح اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -
في غضون أقل من أسبوعين، هزت ثلاثة انفجارات قلب القاهرة الكبرى، الأول في واقعة اغتيال النائب العام، والثاني انفجار في محيط قسم شرطة 6 أكتوبر، وأخيراً انفجار في محيط القنصلية الإيطالية.

وعلى الرغم من تنفيذ عمليات بسيارات مفخخة على أهداف بالقاهرة والمحافظات المختلفة وتحديداً في منطقة الوادي، بخلاف ما تشهده سيناء، فقد جاءت العمليات الأخيرة بوتيرة أسرع مما كانت عليه الأوضاع.

وعادت التفجيرات تستهدف مواقع حيوية وحساسة في القاهرة، باستخدام سيارات مفخخة، وهو أمر توقف منذ عدة أشهر بتوقف عمليات تنظيم "ولاية سيناء" خارج منطقة نفوذهم هناك.

ويفرض الواقع الجديد تخوفات شديدة من امتداد العمليات وكثرتها خلال الفترة المقبلة، في ظل عدم قدرة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على التعامل مع الوضع الجديد.

لكن السؤال الأبرز في العمليات هو من المسؤول عنها، خصوصا أنها تنفذ بدقة وتخطيط عاليين، وسط اتهامات بتورط النظام في مثل هذه التفجيرات.

اقرأ أيضا: "فاينانشال تايمز": قانون الإرهاب بمصر يمنح الشرطة سلطات أكبر 

ويبرز في هذا الصدد فشل الأجهزة الأمنية في ضبط الجناة في كل الوقائع التي تمت بسيارات مفخخة، فضلاً عن توجيه الاتهامات السياسية فقط إلى التيار الإسلامي المعارض للنظام الحالي، وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين.

وتذهب مصادر أمنية إلى أن التفجير الذي استهدف محيط القنصلية الإيطالية، تم بنفس طريقة اغتيال النائب العام، دون وجود رواية رسمية حول الحادث.

واستهدفت سيارة مفخخة صباح السبت محيط القنصلية الإيطالية في وسط العاصمة القاهرة، وأسفر ذلك عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

وقال نائب مدير الإدارة العامة للحماية، اللواء جمال حلاوة، إنّ "السيارة ربما كانت تسير في الشارع عندما انفجرت في شارع الجلاء بالقرب من مبنى القنصلية الإيطالية"، مضيفاً أنّه "جارٍ التحقق مما إذا كان هناك انتحاري في السيارة".

وطلبت نيابة شرق القاهرة من مسؤولي القنصلية الإيطالية الحصول على كاميرات المراقبة لتفريغها، والوقوف على حقيقة الانفجار، بعد أمر أصدرته النيابة بمباشرة التحقيقات في الانفجار.

وتشير مصادر في النيابة إلى أن الانفجار تم بنفس طريقة "اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، من خلال سيارة محملة بنحو 250 كلغ من مادة (تي إن تي)، تم تفجيرها عن بعد باستخدام هاتف محمول".

من جانبه، يقول الخبير الأمني، العميد محمود قطري، إن الأجهزة الأمنية لديها خلل شديد في التعامل مع أحداث العنف والتفجيرات.

ويضيف قطري لـ "العربي الجديد"، أنه ثبت فشل تلك الأجهزة في التعامل مع أي تهديد من قبل الجماعات الإرهابية على اختلافها، سواء الكبيرة منها أو قليلة الخبرات.

اقرأ أيضا: أبو الفتوح: النظام المصري الحالي تخطى النظم الفاشية


وتساءل: "كيف يتم وضع سيارة في أكثر المناطق حيوية في العاصمة المصرية، دون أن ينتبه لها أحد، وأين رجال الشرطة والمرور؟".

ويؤكد أن توالي الأحداث الإرهابية في القاهرة، ينذر بخطر شديد، خصوصا أنه حتى الآن لم تعلن جهة مسؤوليتها عن تلك الأحداث، وهو ما يثير مخاوف كبيرة.

ويطالب الخبير الأمني النظامَ والحكومة بسرعة التوجه لتدريب قوات الأمن على مواجهة الإرهاب، والذي يكون له طبيعة خاصة، وليس التعامل بمنطق العقود الماضية.

ويشير إلى وجود ضعف كبير لجهة المعلومات، وهو أكبر فشل للأجهزة الأمنية، لاسيما أن جهاز الأمن الوطني وأجهزة جمع المعلومات مشغولة بجماعة الإخوان المسلمين فقط.

ويذهب الخبير في الحركات الإسلامية، الدكتور كمال حبيب، إلى أن العمليات الإرهابية الأخيرة في القاهرة، أمر يقلق للغاية، في ظل تخوفات كبيرة سابقا من انتقال العمليات من سيناء إلى قلب العاصمة.

ويقول حبيب، إنه على الرغم من تنفيذ عمليات نوعية خلال فترة قصيرة جدا، لم تتحول إلى ظاهرة مثل سيناء، هناك يوميا عمليات ضد الجيش والشرطة.

وتعجب في حديثه لـ "العربي الجديد"، من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن التفجير في محيط القنصلية الإيطالية، وسط توقع بأن المسؤول هو "ولاية سيناء" أو أحد أفرعها في دلتا مصر.

ويضيف أن هناك خللاً أمنياً كبيراً في التعامل مع العمليات الإرهابية، وهو ما يستوجب تعاملاً مختلفاً من قبل وزارة الداخلية للسيطرة على الأوضاع قبل انفلاتها.

ويلفت إلى أن تلك الحوادث بالتأكيد ستؤثر على السياحة المصرية بشكل كبير، وبالتالي سيحجم المستثمرون الأجانب عن ضخ أموال في مصر.

اقرأ أيضا: السيسي يتسلّح بالزي العسكري... وغياب محيِّر لوزير الدفاع 

من جانبه، يلمح باحث في الحركات الإسلامية، إلى إمكانية وجود جماعة جهادية جديدة تعمل في إطار محافظة القاهرة، من باب تقسيم العمل.

وتوقع الباحث، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ "العربي الجديد"، أن تكون الجماعة الجديدة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، لأن التفجيرات التي حدثت تعمل بنفس تكتيك وفكر التنظيم الدولة.

ويشدد على خطورة استمرار هذه التفجيرات في العاصمة ومحافظات الوادي والدلتا، لأنه بذلك ستكون الأحداث التي تشهدها سيناء على بعد خطوات من تكرارها في القاهرة.

ويقلل من فكرة سيطرة جماعة على الأوضاع في القاهرة، نظرا لاختلاف الوضع بين سيناء والقاهرة، ففي الحالة الأولى يوجد حاضنة شعبية، أما الثانية فالأمر في غاية الصعوبة بالنسبة إلى تلك التنظيمات.

فيما ذهب البعض إلى اتهام النظام الحالي بتدبير حوادث التفجيرات في القاهرة، من أجل مصلحة شخصية، لكسب مزيد من التأييد الدولي في مواجهته لما يدّعي أنه إرهاب.