واشنطن تنسّق مع فصائل الأنبار لقتال "داعش"

11 يونيو 2015
توقعات بأن يثير القرار الأميركي غضب حلفاء إيران(فرانس برس)
+ الخط -
علمت "العربي الجديد" من مصادر عراقية موثوقة بوجود اتصالات أميركية مكثّفة مع فصائل مسلحة من المكون السني، تُجرى منذ السبت الماضي، لتنسيق الجهود في قتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من بينها فصائل إسلامية وأخرى عشائرية. ووفقاً للمصادر، فإن الاتصالات بدأت من دون أن ترجع واشنطن لبغداد في طلب الإذن كما اعتادت عند حوارها مع هذه الفصائل.

وأوضح مصدر حكومي عراقي رفيع أنّ "أطرافاً أميركية عسكرية واستخبارية بدأت الاتصال مع عدد من ممثلي الفصائل بواسطة دولة عربية مجاورة للعراق".
ولفت المسؤول، الذي يشغل منصباً وزارياً في حكومة حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "اجتماعات عقدت في العاصمة الأردنية عمان، وأخرى في عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، فضلاً عن اجتماع عقد في قاعدة عين الأسد العراقية غرب محافظة الأنبار".
ووفقاً للمصدر، فإن الاجتماعات الأخيرة "كانت جادة وليست ككل اللقاءات السابقة حيث تم التحدث عن طلبات تلك الفصائل السياسية والعسكرية مقابل مواجهة تنظيم داعش".
وأشار المصدر الحكومي إلى أنّ "الإدارة الأميركية باتت على قناعة أنّ داعش لا تهزمه إلا الفصائل المسلحة، كما فعلت سابقاً مع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العامين 2006 و2007 ضمن برنامج الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس".

اقرأ أيضاً: حرس ثوري عراقي لحماية بغداد وكربلاء

وبحسب المصدر، فإن"الخطة الأميركية الجديدة من المرجح أن تستقطب ثلاثة فصائل مسلحة في البداية، اثنتان إسلاميتان وواحدة عشائرية والتي تقاتل حالياً تنظيم "داعش"، لكن سيتم، بموجب الاتصالات، تسليح ودعم تلك الفصائل بأسلحة أميركية متوسطة وخفيفة وتمويل مالي كمرتبات للعناصر وتجهيز معدات نقل وتموين". وفيما رجّح المصدر أن يشهد الشهران المقبلان بداية البرنامج بشكل واسع، أكد أن تلك الفصائل تنشط حالياً في الأنبار وغرب نينوى على الحدود مع أربيل وفي جنوب تكريت وغرب وجنوب بغداد.

بدوره، أكد أحد زعماء عشيرة الجغايفة، المناهضة لتنظيم "داعش" في مدينة حديثة، لـ"العربي الجديد" أنه تم الاجتماع مع الأميركيين في قاعدة عين الأسد، مشيراً إلى حضوره اللقاء مع عدد آخر من الشخصيات، ومشدداً على أنه كان "صريحاً وبناء". وأوضح أن الاجتماع خلا من وجود أي مسؤول عراقي حكومي، واقتصر على الأميركيين وست شخصيات عراقية تم دعوتها من قبلهم". وأشار الزعيم القبلي لـ"العربي الجديد" إلى أن "الاجتماع الأخير لم يكن حديثاً عراقياً واستماعاً أميركياً بل كان حديثاً أميركياً حول عدد من النقاط واستماعاً عراقي".

ومن المؤكد أن تثير الخطوة الأميركية غضباً واسعاً من قبل إيران ومليشيات الحشد الشعبي والتحالف الوطني (الحليف لإيران)، على حد سواء والذين يعارضون تسليح الفصائل المناهضة لـ"داعش".
وتأتي هذه التسريبات بالتزامن مع دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على هامش اجتماع قادة الدول السبع في برلين، في الثامن من الشهر الحالي، إلى استقطاب القبائل من المكون السني، في الحرب على تنظيم "داعش". وطالب أوباما المشرعين العراقيين بسنّ قانون وطني يحل المشاكل الأمنية في الأنبار، ويسلم الأمن إلى السكان المحليين.
وفي السياق، رأى الخبير في الشؤون العراقية السياسية، وليد عبد الغفور العاني، أنّ "الخطوة الأميركية التي كانت تمهد واشنطن لها منذ أسابيع بتصريحات متعددة، ستكون بمثابة قلب الطاولة السياسية في البلاد".
وأوضح العاني أن "إيران تعارض وجود تشكيل من المكون السني، مسلح غير مدرج ضمن خانة الإرهاب دولياً، وهو ما نجحت فيه منذ سنوات". ولفت العاني إلى أن "وجود هذا التشكيل، مدعوماً غربياً وعربياً، لقتال داعش، يعني أنه سيكون قوة عسكرية وسياسية أيضاً من شأنها تغيير خارطة اللعبة في العراق. كما يشكل تهديداً للمليشيات التي أغدقت عليها إيران المليارات حتى أوصلتها لحجمها الحالي".
ووفقاً للعاني، فإنه من "المرجح عدم تمرير المشروع أو الخطة بهذه السهولة وبدون حدوث مشاكل سياسية وحتى أمنية، لكن بمجرد الشروع في الاتصالات مع الفصائل، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة والغرب بدأوا يعون الوضع في العراق بشكل صحيح".

اقرأ أيضاً: تغيير استراتيجية أوباما في العراق: إنشاء قاعدة عسكرية بالأنبار