ونقلت صفحة عملية "بركان الغضب" في فيسبوك عن قنونو قوله إن مليشيات حفتر استهدفت بالقصف العشوائي، صباح الأربعاء، مناطق السبعة، وباب بن غشير، ورأس حسن وطريق السور، وبئر التوتة بطرابلس، بالإضافة إلى مقر جهاز الإسعاف والطوارئ. ومنذ ليلة أمس الثلاثاء، تشهد العاصمة طرابلس قصفا صاروخيا ومدفعيا عشوائيا عنيفا، وحتى ساعات صباح اليوم الأربعاء، قبل أن تؤكد عملية "بركان الغضب" إصابة ثلاثة مواطنين جراء "قصف مليشيات مجرم الحرب حفتر" عدة أحياء في العاصمة طرابلس.
Facebook Post |
وأدى القصف العشوائي من جانب قوات حفتر أيضا إلى إصابة أربعة أفراد من الشرطة القضائية، أمس الثلاثاء، إثر قصفها لسجن الرويمي بمنطقة عين زارة، في العاصمة الليبية طرابلس.
Facebook Post |
وقبلها، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، وقوع 12 ضحية في صفوف المدنيين، خلال اليومين الماضيين، موضحاً، في إيجاز صحافي نشرته صفحة "عملية بركان الغضب" على "فيسبوك"، أن الضحايا هم 6 قتلى، من بينهم نساء و6 مصابين، بينهم أطفال.
وتسمع حالياً أصوات المدفعية والاشتباكات القادمة من جنوب العاصمة بشكل واضح، فيما أشار المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي عملية "بركان الغضب"، عبد الملك المدني، في تصريح مقتضب لــ"العربي الجديد"، أن العملية التي أطلقتها حكومة الوفاق فعليا دخلت في مراحل متقدمة، لكنه استدرك بالقول إنه "من السابق لأوانه الحديث عن نتائجها، فأمامنا الكثير الآن لإبعاد مليشيات حفتر عن الأحياء السكنية".
"الوفاق" تسيطر على قاعدة الوطية
وفي آخر التطورات العسكرية الميدانية، أكد آمر غرفة العمليات المشتركة، اللواء أسامة الجويلي، سيطرة قوات الحكومة على قاعدة الوطية، جنوب غرب طرابلس، في عملية عسكرية موازية اطلق عليها مسمى "عاصفة السلام".
Facebook Post |
ونشرت الصفحة صورا لعدد من المقاتلين الأجانب الذين قبض عليهم داخل القاعدة، مشيرة إلى أن عملية "عاصفة السلام" جاءت "ردا على القصف المتواصل لأحياء العاصمة طرابلس، وتأديبا لميليشيات المرتزقة على نقضهم المتكرر لوقف إطلاق النار".
وتعد قاعدة الوطية الجوية ثاني أهم مركز عسكري لقوات حفتر غرب البلاد، وتعتمد عليها قواته في تسيير الطائرات من دون طيار، كما تتوفر على مراكز قيادة عمليات مرتزقة شركة فاغنر الروسية.
وكان قنونو قد أشار، خلال إيجاز صحافي نشرته صفحة العملية الاثنين، لرصد عملية "بركان الغضب" لتحركات وتحشيد مريب لقوات حفتر في جنوب طرابلس ومحيطها، مؤكدا أن قوات الحكومة "في خطوط القتال قد صدرت لها التعليمات بالرد فورا".
بدوره، قال مصدر عسكري مقرب من حكومة الوفاق إن جبهات القتال جنوب طرابلس وشرقي مصراته تشهد تحشيدات عسكرية متزايدة، مرجحا إمكانية تصعيد عسكري وشيك بين الطرفين. وأوضح المصدر العسكري لــ"العربي الجديد" إن قيادة قوات الحكومة الأخيرة أعطت أوامرها لوحداتها بالاستعداد لتنفيذ أي أوامر للتقدم في حال استمرت مليشيات حفتر في خرقها والقصف العشوائي.
الانشغال بفيروس كورونا
أيضا، أكد المحلل السياسي الليبي، مروان ذويب، أن طرفي القتال يستغلان انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا الجديدة، مرجحا أن تشهد جبهات القتال تصعيدا أكبر، وتحديدا على مستوى المشاة والمواجهات المباشرة. وأشار ذويب، في حديثه لــ"العربي الجديد"، إلى أن تصريحات لبعض موظفي البعثة الأممية في ليبيا أشارت إلى قناعة البعثة بتورط حفتر في قصف الأحياء المدنية أخيرًا، مضيفًا أن ذلك قد يطور موقفا للبعثة بشكل علني ضده.
ولفت ذويب إلى تصريحات قادة قوات حفتر، التي اعتبرت الهدنة الماضية التي دعت إليها الأمم المتحدة، منذ 12 من يناير/ كانون الثاني الماضي، "فترة راحة"، كما جاء على لسان أحمد المسماري المتحدث باسم قيادة حفتر.
كما استدل ذويب بتصريحات آمر ادارة التوجيه المعنوي بقيادة حفتر، خالد المحجوب، التي أكد أن حفتر سيدخل طرابلس قبل حلول شهر رمضان المقبل، مؤكدا أن اللواء المتقاعد "كان يجمع السلاح ويحشد القوى والجنود"، مشيرا إلى أن انشغال العالم بمجابهة كورونا الجديد "يعد أفضل الفرص بالنسبة لحفتر، لا سيما وقد أصبحت البعثة الأممية معطلة تماما بعد استقالة رئيسها غسان سلامة".
وكان المركز الإعلامي لـ"عملية الكرامة" التابعة لحفتر قد أكد إحراز تقدمات عسكرية وصفها بـ"المهمة" في الآونة الأخيرة، ما يعد اعترافا بعدم التزام حفتر بـ"الهدنة الإنسانية" التي أعلن عن قبولها بناء على دعوة دولية لإتاحة المجال للسلطات المحلية لمجابهة فيروس كورونا الجديد.
لكن الخبير الأمني الليبي، محيي الدين زكري، يعتبر أن خوض حفتر لمعركة جديدة سيتأخر قليلا، لافتا إلى أنه يعول حاليا على القصف المدفعي والصاروخي كمرحلة أولى لتدمير قدرات قوات الحكومة الجوية. وأوضح زكري رأيه لــ"العربي الجديد" بالقول إن "قوات حفتر لم تتمكن من التقدم على الأرض في العديد من المرات"، مشيرا إلى أن انشغال الإماراتيين والمصريين وغيرهم من حلفائه بمقاومة كورونا في دولهم جعل الطيران المسير يختفي تماما من سماء طرابلس".
كما أشار زكري إلى امتلاك قوات الحكومة دفاعات جوية قللت من قدرة الطيران أيضا، ولذا فهو يرى أن المرحلة الحالية التي يركز فيها حفتر على القصف المدفعي تستهدف مراكز القوى والقدرات العسكرية أكثر من استهدافها للمقاتلين، ولو كانت صواريخها تطاول المدنيين أيضا.