هكذا سترد السلطة الفلسطينية على نقل السفارة الأميركية

14 مايو 2018
لا تفاؤل باستنساخ تجربة غزة في الضفة(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

يحيي الفلسطينيون الذكرى السبعين لنكبة فلسطين بألم مضاعف هذا العام، في ظل افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، في تنفيذ عملي لاعتراف واشنطن بالمدينة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي ترى فيه القيادة الفلسطينية أن المواجهة أصبحت أمراً واقعاً، وأنه لا بد من اتخاذ قرارات صعبة. وعلمت "العربي الجديد" من مصدر فلسطيني مسؤول أن "الرئيس محمود عباس سيقوم بالتوقيع على الانضمام إلى عدة هيئات ومنظمات دولية كانت تحظر الولايات المتحدة الأميركية انضمام فلسطين إليها، بموجب تفاهم بين الطرفين، في عهد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما". وأضاف المصدر أن "توقيع عباس على انضمام فلسطين لهذه الاتفاقيات الدولية سيتزامن مع فعاليات افتتاح السفارة في القدس المحتلة عصر الإثنين 14 مايو/أيار، خلال اجتماع طارئ تمت دعوة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إليه". وكان عباس أعلن، خلال اجتماع المجلس الوطني قبل أيام، أن "هناك مواجهة قادمة مع الولايات المتحدة الأميركية". وقال باللهجة الفلسطينية "في عنا بعد كم يوم لخة (حدث) كبيرة وبدنا نكون مستعدين".

وقالت مصادر متطابقة، لـ"العربي الجديد"، إن القيادة الفلسطينية أعدت العديد من الخطوات للرد على افتتاح السفارة في القدس المحتلة اليوم الإثنين. وكشف القيادي في الجبهة الديمقراطية، رمزي رباح، لـ"العربي الجديد"، عن أربع خطوات تعكف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على تنفيذها. وقال "هناك أربع خطوات تم إقرارها في اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة في اجتماعها في السابع من مايو. الخطوة الأولى تمثلت في دعوة كل السفارات والبعثات المعتمدة في إسرائيل لمقاطعة حفل افتتاح السفارة الأميركية، وبالفعل تم تنفيذ هذا الأمر بتوجيه رسائل لهذه البعثات الدبلوماسية بهدف مقاطعتها، وحسب ما نعرف فقد تجاوب نحو ثلثي هذه البعثات الدبلوماسية حتى الآن مع دعوة القيادة الفلسطينية للمقاطعة". وأضاف "أما الأمر الثاني، فقد بحثت اللجنة التنفيذية الخطوات الضرورية للبدء بإحالة ملف جرائم الحرب الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومطالبة المدعي العام بفتح تحقيق في الملفات المقدمة لها، وهي الاستيطان وحرب غزة وملف الأسرى، حيث ستكون الإحالة على أساس توجيه الاتهامات للأشخاص، ما يعني أن صفاً واسعاً من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ستقدم أسماؤهم إلى الجنائية الدولية لارتباطهم بجرائم حرب موثقة. وهذه الأسماء بالتأكيد ستتضمن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، اللذين دعيا أكثر من مرة لإبادة الشعب الفلسطيني ومارسا ذلك على أرض الواقع".




وأشار رباح إلى أن "الخطوة الثالثة تتمثل بانضمام فلسطين إلى المنظمات والهيئات الدولية التي كانت الولايات المتحدة تهدد بالانسحاب منها إذا انضمت دولة فلسطين لعضويتها، وهي الصحة والتغذية والملكية الفكرية والطيران الدولي وغيره، وتم بحث الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل البدء بالانضمام إلى بعض هذه الهيئات، وعددها نحو 20". وحسب رباح فإن "الخطوة الرابعة تتمثل بمطالبة الجامعة العربية بتفعيل قراراتها بمقاطعة كل من ينقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة. وفي هذا الإطار، فإن البدء بعملية التطبيق أصبح ضرورياً، ويجب أن تقوم الجامعة العربية بموقف تجاه هذا الأمر". وأكد أن الخطوات الأربع سيصار إلى تطبيقها خلال الأسبوع الحالي، لأنه سبق وتم اقرارها من المجلس الوطني الفلسطيني، واللجنة التنفيذية للمنظمة بحثت، الأسبوع الماضي، الإجراءات اللازمة لتنفيذها، ووضعت الآليات لذلك".

أما على الصعيد الشعبي، فرغم الاستعدادات التي تعكف عليها اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة في الضفة الغربية منذ نحو شهر، إلا أنه لا يمكن التفاؤل باستنساخ تجربة قطاع غزة التي باتت علامة فارقة في المقاومة الشعبية تؤرق الاحتلال. وقال منسق عام اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، محمد عليان، لـ"العربي الجديد"، إن الفعاليات المركزية ستبدأ عند الساعة 11 من قبل ظهر اليوم الإثنين، بمسيرة عنوانها "العودة والقدس"، وستنطلق من وسط مدينة رام الله باتجاه بوابة القدس، أي حاجز قلنديا العسكري جنوب رام الله الذي يفصل الأخيرة عن القدس. وحول مشاركة بقية المدن في هذه الفعالية المركزية، قال "هذه فعالية مركزية. سيأتي مواطنون من مدن أخرى، لكنها مشاركات محدودة". ولا تملك اللجنة الوطنية أي توقعات حول العدد الذي قد يشارك في هذه الفعالية المركزية، ليكتفي عليان بالقول "هذا في علم الغيب". وتمنى مشاركة قيادات من الصف الأول في مسيرة الإثنين الزاحفة نحو القدس.

وحسب قرارات اللجنة العليا، فإنه سيكون هناك فعاليات في كل مدن الضفة الغربية، إذ يتضمن برنامج اليوم مسيرات ستزحف من رام الله وطولكرم والخليل وبيت لحم نحو نقاط التماس، على أن تشمل الفعاليات جميع مناطق الضفة الغربية الثلاثاء، وذلك بعد إطلاق الصافرات والوقوف 70 ثانية من الصمت. وأكد عليان أن "الدعوات عامة في التوجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال في كل الضفة الغربية". وعند الحديث عن الفعاليات الشعبية في الضفة والزحف نحو نقاط التماس، فإنه لا يمكن عدم مقارنتها بما يجري في قطاع غزة من مقاومة شعبية يقبل عليها الآلاف. ويشير عليان إلى أن سبب ذلك يعود إلى أن "قطاع غزة يختلف جملة وتفصيلاً عن الضفة الغربية. هناك أصغر بقعة جغرافية مع أكبر كثافة سكانية في العالم".

يشار إلى أن السلطة الفلسطينية عمدت، خلال السنوات الماضية، إلى إقصاء كل القيادات الميدانية  أو احتوائها عبر توظيفها في السلطة، والسيطرة على كل النقابات واللجان الشعبية، ما تسبب بتراجع المشاركة الشعبية بشكل واسع، الأمر الذي جعل السلطة تستعين بموظفي الحكومة وعناصر الأمن وطلبة المدارس عند تنظيمها لأي فعاليات حاشدة. وبدوره، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "آلاف المواطنين سيشاركون في مسيرات الزحف نحو القدس من رام الله جنوباً، ومن بيت لحم شمالاً". وأضاف "سيكون هناك نحو 15 فرقة كشفية، فضلاً عن مشاركة كل الموظفين، فيما سيتم تعليق الدوام الحكومي الساعة الحادية عشرة، بالإضافة إلى مشاركة موظفي المنظمات الأهلية، والآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية". وأكد بكر أن "الأمناء العامين للفصائل وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سيشاركون في المسيرات الكبرى في المدن".