رسائل بوتين بسان بطرسبورغ: لا تغيير في السياسة الخارجية

26 مايو 2018
هيمنت ملفات السياسة الخارجية (Getty)
+ الخط -
هيمنت ملفات السياسة الخارجية على منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي هذا العام، والذي جاء كأول حدث دولي بمشاركة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد تنصيبه لولاية رابعة وسط أكبر حضور لقادة دول العالم منذ عام 2013، بمن فيهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، وغيرهما.

وفي هذا السياق، أرجع الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، السبب الرئيسي لزيادة اهتمام العالم بالحوار مع بوتين إلى الأوضاع الدولية الجديدة بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والتهديد بتوسيع رقعة العقوبات بحق الشركات الأوروبية المتعاملة مع طهران.

وفي مقال بعنوان "حوار الصم. سياسة بوتين الخارجية الجديدة باتت قديمة" نشر بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية اليوم السبت، أشار فرولوف إلى أن بوتين جاء أكبر المستفيدين من قرار ترامب في ظل ارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولارا، مما يحقق فائضا في الموازنة الروسية، بالإضافة إلى الإخلال بالتوازن في العلاقات الأميركية الأوروبية بعد أن تجاهلت واشنطن مصالح شركائها الأوروبيين في الإبقاء على الاتفاق النووي.

ويذكّر بأن روسيا والاتحاد الأوروبي باتا لأول مرة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، في خندق واحد في مواجهة واشنطن في قضية حيوية للأمن الدولي، بعد أن "دفع ترامب بأقرب حلفائه إلى حضن فلاديمير بوتين"، على حد تعبير كاتب المقال.

ومع ذلك، رأى فرولوف أن ردود بوتين على مبادرات ماكرون جاءت "بلا محتوى" سواء فيما يتعلق باقتراحه مناقشة تعديل الاتفاق النووي مع طهران، أو تأكيده على "احترام سيادة سورية"، أو انعدام أي أفكار جديدة بشأن أوكرانيا.

وخلص كاتب المقال إلى أن إجابات بوتين عن أسئلة بشأن إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا أو قضية تسميم العميل المزدوج الروسي، سيرغي سكريبال، في بريطانيا، "تظهر أنه لا ينوي الخروج عن الخطاب المعتاد للتلفزيون الروسي على مدى آخر أربع سنوات"، وأن "الحوار يجري في واقعين متوازيين لا مجال فيهما للتوصل إلى اتفاق وإبرام صفقة".

وكان بوتين قد تطرق خلال جلسة منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي ومحادثاته مع ماكرون في العاصمة الشمالية الروسية، إلى مجموعة من الملفات السياسية والاقتصادية، بما فيها سورية وأوكرانيا وإيران والأوضاع في شبه الجزيرة الكورية.

وخلال لقائه مع رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية، أعرب بوتين عن رفضه للضغوط على تركيا بسبب شرائها صواريخ "إس-400" (تريومف) الروسية للدفاع الجوي، معتبرا أن أنقرة تتخذ قراراتها في المجال الأمني "انطلاقا من مصالحها الوطنية ومع أخذ مسائل السعر والجودة بعين الاعتبار".



وعلى صعيد السياسة الداخلية، أكد بوتين أنه لا ينوي الترشح لولاية خامسة، مستشهدا بنص الدستور الروسي الذي يحظر الترشح لأكثر من ولايتين "متتاليتين". واقتصاديا، ذكر بوتين أن روسيا غير مهتمة بـ"ارتفاع أسعار موارد الطاقة والنفط إلى ما لا نهاية"، وأن السعر 60 دولارا يناسب بلاده.