لقاء جنيف 2 حول الصحراء... كوهلر يواجه "المهمة المستحيلة"

02 فبراير 2019
كوهلر يحافظ على تفاؤل كبير لإيجاد تسوية سياسية(فرانس برس)
+ الخط -

يعتزم هورست كوهلر، مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء، القيام بزيارات مكوكية جديدة، خلال شهر/فبراير شباط الحالي، إلى كل من المغرب والجزائر وموريتانيا، كما يرتقب أن يزور مخيمات تندوف، وذلك تحضيرا لجلسة "مباحثات جنيف" في جولتها الثانية، خلال شهر مارس/آذار المقبل.

وكانت الجولة الأولى من مباحثات جنيف، أو "مائدة جنيف" كما يحلو للدبلوماسية المغربية أن تسميها، قد جرت في ديسمبر الماضي، وانتهت ببيان للأمم المتحدة، ورد فيه أن "اللقاء مر في جو من الانفتاح والالتزام والاحترام المتبادل، وأن وفود الأطراف الأربعة اتفقت على أن التعاون والتكامل الإقليمي وتفادي المواجهة، هو أفضل سبيل للتصدي للتحديات الكثيرة التي تواجه المنطقة".

وتبنّى مجلس الأمن الدولي، أول من أمس الخميس، بيانا أعرب فيه عن دعمه للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، للقيام بمهمته في تيسير التوصل إلى حل سياسي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، وذلك في أعقاب إحاطة قدمها كوهلر لمجلس الأمن، في 29 يناير الماضي، حول آخر تطورات العملية السياسية لحل نزاع الصحراء.

ولنقاش مدى تمكّن المبعوث الأممي من حلحلة الوضع الجامد في ملف الصحراء، وإقناع الأطراف المعنية بضرورة التفاوض خلال جولته الجديدة المرتقبة، أفاد الخبير في الملف الصحراوي، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، بأن كوهلر "بات اليوم يتوفر على دعم وتأييد كبير من مجلس الأمن الدولي، لمتابعة تنفيذ رؤيته بشأن عقد مائدة مستديرة جديدة في جنيف، تسبقها جولة دبلوماسية للأطراف لترتيب جدول أعمال أكثر تقدما من سابقه".

ويرى الفاتحي، خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "كوهلر مازال يحافظ على تفاؤل كبير بشأن الوصول إلى إيجاد تسوية سياسية وسلمية لنزاع الصحراء، وهو تفاؤل يجعله مقتنعا أيما اقتناع بأن المائدة المستديرة يرجى منها خلق مزيد من أجواء الثقة للانطلاق في جولات حاسمة مقبلة".

ولفت المتحدث إلى أن "أولى الصعوبات وردت من تأكيد المغرب أنه لا يقبل إضاعة الوقت في موائد كوهلر المستديرة، ما لم تتأسس على مناقشة الحكم الذاتي كمقاربة واقعية بحسب تقييمات قرارات مجلس الأمن الدولي، منذ أن تقدم به المغرب مقترحا لحل النزاع في الصحراء".

وكان عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، قد صرح، قبل أيام قليلة، للصحافة الدولية بأن "مقترح الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة، هو أقصى ما يمكن تقديمه لحل نزاع الصحراء"، وأنه "خارج حل الحكم الذاتي، فإن المغرب غير مستعد للتفاوض حول أي شيء"، وفق تعبيره.

ويرى الفاتحي أن "مهمة كوهلر، خلال جولته المقبلة، قد تكون صعبة للغاية، خاصة عند طرح المغرب حدود أي مرجعية لعقد أي مائدة مستديرة أخرى بمقاربة الحكم الذاتي"، موردا "أن المغرب لم يعد له من تنازلات يمكن أن يقدمها في هذا الباب، ولذلك فما على كوهلر سوى البحث عن تنازلات من الأطراف الأخرى، وهي الجزائر وجبهة البوليساريو".




ووصف الخبير مهمة كوهلر بأنها "مستحيلة"، لأسباب عدة، منها صعوبة التفريق بين الموقف الجزائري الذي له حسابات النزاع الإقليمي مع المغرب عبر ملف الصحراء، والفصل بين موقف جبهة البوليساريو المتماهي مع الجزائر، فلا تصل طموحاته إلى حدود إيجاد تصور مستقل لحل نزاع الصحراء من دون مباركة جزائرية.

وذهب المحلل إلى أن الجزائر اليوم تبحث عن طريقها السياسي لما بعد مرحلة عبد العزيز بوتفليقة، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في إبريل/نيسان القادم، "وبالتالي تبقى مهمة كوهلر صعبة جدا"، مؤكدا أن هذا واقع يزيد من صعوبة الالتئام من جديد حول مائدة جديدة في جنيف، وحتى وإن نجح كوهلر في عقدها، فإن مصيرها لن يتعدى نتائج سابقتها.

المساهمون