جيولوجيون لرصد أنفاق حزب الله جنوبيّ لبنان في جيش الاحتلال

14 أكتوبر 2019
الاحتلال يحاول الاستفادة من حروبه السابقة (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال تستعين بخدمات مجموعة من الخبراء الجيولوجيين العسكريين، في محاولاتها لإحباط محاولات "حزب الله" في حفر الأنفاق على الحدود.

وفي تقرير نشره موقعها اليوم، أشارت الصحيفة إلى أن الجيش حرص منذ وقت بعيد على إعداد عدد من ضباطه ليكونوا جيولوجيين ليعملوا إلى جانب بقية القوات على الحدود مع الدول العربية، ولا سيما لبنان.
وأشارت إلى أن الجيولوجيين العسكريين الذين يعملون، ضمن المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية على الحدود الشمالية، اختيروا من بين أولئك الذين لديهم دراية كبيرة بالطبوغرافيا اللبنانية، ولا سيما في منطقة الجنوب، مشيرة إلى أن هؤلاء الجيولوجيين يساعدون الجيش والمخابرات في تحديد المناطق التي يمكن أن يعمد "حزب الله" إلى حفر أنفاق فيها.
وأوضحت الصحيفة أنه أُعِدَّت وحدة من الجيولوجيين العسكريين للعمل كقوة نظامية دائمة، كإحدى خلاصات حرب لبنان الثانية في 2006، مشيرة إلى أن أول وحدة من الجيولوجيين العسكريين ضمن القوات النظامية شرعت بالعمل في 2008.
واستدركت بأن الجيولوجيين العسكريين كانوا يعملون قبل ذلك الوقت ضمن قوات الاحتياط وفي فترات متباعدة.
ولفتت إلى أن الجيولوجيين العسكريين يعملون جنباً إلى جنب زملائهم الضباط في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وألوية الصفوة التي تنتشر على الحدود.
ونقلت "معاريف" عن جيولوجي عسكري يحمل رتبة "نقيب"، قوله إن وجود الجيولوجيين يساعد على تقليص الإمكانات المادية والمالية والوقت المستثمر في البحث عن الأنفاق، حيث إن الجيولوجي لديه القدرة على تحديد الأرض المناسبة للحفر، إلى جانب أن لديه القدرة على ملاحظة التحولات التي تنشأ جراء عمليات الحفر.
وحسب الضابط الذي أُشير إلى اسمه بـ "أ"، فإن الجيولوجيين العسكريين يقدمون توصيات لقيادة الجيش قبل خوض عمليات توغل خلف الحدود عبر تحديد المناطق الأكثر مناسبة لتحرك القوات، مشيراً إلى أنهم يقدمون توصياتهم لقائد المنطقة الشمالية أو قادة جهاز الهندسة الميدانية التابعة للمنطقة ولسلاح المدرعات.
ونقلت الصحيفة عن ضباط في قيادة المنطقة الشمالية قولهم إن عمل الجيولوجيين العسكريين مهم وحاسم، على اعتبار أنه قبل اتخاذ قرار بشنّ عمليات عسكرية خلف الحدود والإعداد لها، يجب معرفة طابع الوضع الطبوغرافي للمنطقة التي ستتحرك فيها القوات.
ولفت إلى أنه نظراً للتشابه الكبير بين الوضع الطبوغرافي لمنطقة "الجليل الأعلى" شماليّ فلسطين والمناطق اللبنانية التي تقابلها، فإن الجيولوجيين العسكريين يقدمون توصياتهم بشأن العمليات العسكرية في العمق اللبناني بناءً على معرفتهم بطبوغرافيا "الجليل الأعلى".
وأشار الضباط إلى أن عملية "الكرامة" التي نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي داخل الحدود الأردنية عام 1968 تُعَدّ مثالاً يعكس أهمية الدور الذي يلعبه الجيولوجي العسكري، على اعتبار أن غياب دور الجيولوجيين جعل قوات المشاة والدبابات التي شاركت في العملية تسلك مناطق ذات طبيعة طبوغرافية إشكالية. وحسب الضباط، فإن عدم الاستعانة بخدمات الجيولوجيين أفضى إلى تحرك القوات المشاركة في العملية في مسالك غير مناسبة، ما أفضى إلى سقوطها في كمائن، وتكبدها أكثر من 30 قتيلا وإسقاط طائرة، فيما اضطر الجنود إلى ترك عدد من الدبابات خلفهم.
وأشار الضابط إلى أن المعضلة تكررت في حرب لبنان الثانية، حيث إن الدبابات الإسرائيلية تحركت في مناطق تزخر بمياه الري والمياه الجوفية العميقة، ما أدى إلى تقليص فاعلياتها وأثّر سلباً بنتيجة الحرب.
وحسب الضباط، فإنه بفعل عملهم ضمن المنظومة الاستخبارية، تحظر الرقابة العسكرية الكشف عن أسماء الجيولوجيين العسكريين أو نشر صورهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيولوجيين العسكريين يرفضون الكشف عن طابع التجهيزات العلمية التي يستخدمونها في التعرف إلى طبوغرافيا الأرض اللبنانية التي على أساس عملها تُقدَّم التوصيات للقيادة العسكرية.


وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش يعمد إلى نشر إعلانات في الجامعات للبحث عن خريجي فروع الجيولوجيا، للعمل في إطار منظومته الاستخبارية في مجال تقديم توصيات في كل المجالات العسكرية التي تتأثر بالطبوغرافيا.