"فاينانشال تايمز": الحرس الثوري لا يريد اتفاقاً نووياً

03 يوليو 2015
المصالح الاقتصادية للحرس الثوري يهددها الاتفاق النووي (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الحرس الثوري، المعروف بولائه للمرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، بات قلقا بشأن تداعيات الاتفاق النووي مع الغرب، وتأثيره المحتمل على الامبراطورية التجارية التي يديرها عناصره، والتي تدر دخولاً بمليارات الدولارات في قطاعات الاتصالات والبناء وتسويق المواد الاستهلاكية التي يتم استيرادها.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه في الوقت الذي تخوض فيه إيران المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين وألمانيا، بغية التوصل إلى اتفاق قبل موعد 7 يوليو/ تموز، يتخوف المتشددون في إيران بقيادة الحرس الثوري مما ستبدو عليه إيران بعد التوقيع على الاتفاق النهائي. وأضاف المقال أن ما يتخوفون منه تحديدا هو تداعيات الاتفاق المحتمل على المشهد السياسي الإيراني، والاقتصاد والنفوذ العسكري بالمنطقة بعد مرور أزيد من ثلاثة عقود على نشر الخطابات المعادية للغرب، وحالة العزلة الدولية.


في المقابل، لفت مقال "فاينانشال تايمز" إلى أن بعض الخبراء، الذين يميلون إلى ضرورة إصلاح الاقتصاد، يرون أن التخوف الحقيقي لدى المتشددين بإيران يرتبط أكثر بإمكانية فقدانهم لمصالحهم الاقتصادية الواسعة، بينما تستعد البلاد لفتح أبوابها أمام الاستثمارات الخارجية.

كما أوضح أنه يصعب معرفة حجم الثورة، التي كدسها عناصر الحرس الثوري، وذلك بسبب عدم شفافية تعاملاتهم المالية والاقتصادية، في وقت يعتبر فيه خبراء مستقلون أن تلك الثورة قد تكون قيمتها بمئات المليارات من الدولارات.

وبخصوص كيفية حصول الحرس الثوري على هذه الثروة الطائلة، ذكر المقال أن فترة حكم الرئيس المتشدد، محمود أحمدي نجاد، التي دامت ثمانية أعوام، وكذا تشديد العقوبات الدولية في 2011، منحت الحرس الثوري فرصة ذهبية لاستغلال تدهور علاقات إيران مع الغرب، موضحا أنه خلال تلك الفترة استفاد الحرس الثوري من عمليات خصخصة وصلت قيمتها إلى 120 مليار دولار.

كما أشار المقال إلى أن شركة تابعة للحرس قامت في 2009 باقتناء شركة اتصالات كانت تابعة للدولة بقيمة 7.8 مليارات دولار، وأصبحت تدر في الوقت الراهن أرباحا بعشرات المليارات من الدولارات سنويا نظير تقديم خدمات الهاتف الثابت، والمحمول، فضلا عن خدمات الإنترنت. وأضاف أن الحرس الثوري حصل على مشاريع كبرى للطاقة والبناء، وأصبحوا أهم مورد بإيران للسلع.

وبخصوص طبيعة رد فعل الحرس الثوري في حال التوصل لاتفاق نووي نهائي، ذكر المقال أن الأمر ما زال في مرحلة التخمينات رغم أنهم يدعمون على مضض التوصل للاتفاق مع القوى الغربية.

اقرأ أيضاً: 7 يوليو موعداً نووياً جديداً...تعقيدات المفاوضات تنتج "وثيقة سياسية"

المساهمون