الفلسطينيون يتظاهرون ضد نقل السفارة الأميركية للقدس

19 يناير 2017
تظاهرات رافضة لنقل السفارة (العربي الجديد)
+ الخط -



تظاهر نحو 3 آلاف فلسطيني، اليوم الخميس، في مراكز مدن رام الله ونابلس والخليل، رفضاً لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، داعين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى العدول والتراجع عن هذه الخطوة التي من شأنها أن تقود باتجاه عواقب وخيمة.

وجاءت تلك التظاهرات والوقفات الرافضة لنقل السفارة الأميركية للقدس بدعوة من حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني الفلسطيني، بحيث تظاهر نحو ألف فلسطيني وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، رافعين لافتات وأطلقوا هتافات رافضة لهذه الخطوة الأميركية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وأكد المتحدثون في الوقفة الرفض الفلسطيني لمثل هذه الخطوة وما لها من خطورة على علاقة أميركا بفلسطين والعرب والعالم الإسلامي.

وقال رئيس اللجنة الإعلامية لمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح"، منير الجاغوب، لـ"العربي الجديد"، إن "القدس حجر الأساس في الحرب والسلام ولها شأن إسلامي وعربي، وأهمية استثنائية وفريدة على مختلف الصعد السياسية والدينية والروحية، وشكلت مركزاً للصراع في الشرق الأوسط، وإحدى القضايا الحاسمة لحل الصراع في الشرق الأوسط، فلا يمكن التساهل بأي قرار بشأنها ولا يمكن الاستهانة بعواقب القرارات المتخذة بخصوص مدينة القدس".

ودعا الجاغوب الإدارة الأميركية المرتقبة لتقييم عواقب هذه الخطوة بعناية على صورة الولايات المتحدة ومصالحها وأمنها، وأن تختار مصالح الشعب الأميركي وليس مصالح المستوطنين والإسرائيليين، وأن تفهم أن هذه الخطوة الاستفزازية ضد العرب والمسلمين الفلسطينيين تتعارض مع جميع الإدارت الأميركية المتعاقبة، خلال العقود الثلاثة الماضية، وأن هذه الخطوة تتعارض بشكل صارخ مع الإجماع الدولي ومن شأنها التأثير على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والعالم.

كما دعا الإدارة الأميركية المرتقبة برئاسة ترامب أن تختار إما الدفع باتجاه عملية السلام، أو الانحياز لليمين المتطرف، وهما موقفان متعارضان، وعلى ترامب أن يفهم أن نقل السفارة إلى القدس يعتبر أحد القرارات الحاسمة والخطيرة، التي من شأنها تحديد علاقة أميركا تحت رئاسته مع فلسطين والمنطقة العربية والعالم الإسلامي وبقية المجتمع الدولي.

وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تظاهر أكثر من ألف فلسطيني في ميدان الشهداء وسط المدينة، تنديداً ورفضاً للقرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها عبارات مثل "القدس مفتاح الحرب والسلام.. لا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس" بينما رددوا هتافات طالبت الرئيس المنتخب "ترامب" بالتراجع عن قرار نقل السفارة.



وألقى عدد من المسؤولين منهم محافظ مدينة نابلس، أكرم الرجوب، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمود العالول، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية؛ كلمات أكدوا فيها رفضهم القاطع لنقل السفارة، وأن الخيارات الشعبية والدبلوماسية ستكون مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني إذا ما تم تنفيذ القرار.

وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، نصر أبو جيش، لـ"العربي الجديد": "إننا في الفصائل الفلسطينية نعتبر قرار الرئيس الأميركي المنتخب ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، هو قرار خطير وبمثابة إعلان الحرب على الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية".

ولفت أبو جيش إلى أن مدينة القدس هي أرض عربية وإسلامية، وأن أي مساس بها يعتبر مساساً بالمشاعر الدينية لدى المسلمين، وتنفيذ القرار ينسف عملية السلام ويعيدها إلى المربع الأول مع الاحتلال الإسرائيلي، داعياً ترامب إلى الأخذ بعين الاعتبار كافة هذه المعايير لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة٬ تجمهر العشرات من الفلسطينيين عند دوار ابن رشد وسط المدينة بمشاركة رسمية من حركة فتح٬ رافعين الأعلام الفلسطينية٬ ومطالبين بعدم تطبيق تصريحات "ترامب" الأخيرة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والتي قد تؤجج الوضع وتتسبب بأزمة سياسية في المنطقة.



ودعا الفلسطينيون٬ الذين قدموا من مدينتي بيت لحم والخليل ترامب إلى عدم تطبيق التصريحات التي أدلى بها خلال دعايته الانتخابية٬ رافعين شعارات قالوا فيها، إنهم "يؤيدون القيادة الفلسطينية والرئيس عباس في إلغاء اتفاقية أوسلو٬ وسحب الاعتراف بإسرائيل٬ والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال".

وألقيت، خلال التظاهرة والوقفة الرافضة للموقف الأميركي، كلمات عدة٬

أكد المتحدثون فيها، أن خطوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس٬ تؤدي إلى تدمير عملية السلام٬ ويقضي على حل الدولتين والحق الفلسطيني بإقامة الدولة وعاصمتها القدس.

واعتبروا أن القرار بمثابة ضوء أخضر لحكومة الاحتلال بممارسة الاعتداءات على الشعب الفلسطيني٬ وتطبيق قراراته العنصرية ضدهم٬ وأكدوا وضوح التحيز الأميركي لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.