بولتون يحرض وزير الدفاع الفنزويلي على إطاحة مادورو مقابل رفع العقوبات عنه

01 مايو 2019
غوايدو دعا إلى "انتفاضة عسكرية" (فريديريكو بارا/ فرانس برس)
+ الخط -

توالت ردود الفعل الدولية منذ إعلان الحكومة الفنزويلية، يوم الثلاثاء، إحباط ما وصفته بـ"محاولة انقلاب صغيرة قام بها عسكريون خونة، بالتعاون مع معارضين يمينيين"، ودعوة زعيم المعارضة خوان غوايدو، في تسجيل مصور محاطاً بجنود مسلحين، إلى "انتفاضة عسكرية" ضد حكم الرئيس نيكولاس مادورو.

ترامب: أراقب الوضع

وفي السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه يتابع الوضع عن كثب في فنزويلا، وذلك عقب دعوة غوايدو إلى إطاحة مادورو.

وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "أراقب الوضع في فنزويلا عن كثب. الولايات المتحدة تقف مع شعب فنزويلا وحريته".

ودعا ترامب، في السياق ذاته، كوبا إلى التوقف عن دعم حكم مادورو في فنزويلا تحت طائلة فرض "حصار شامل" على الجزيرة.

ولمزيد من الضغوط على الرئيس الفنزويلي، دعا مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، إلى خلع مادورو.


وقال بولتون في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، موجهاً حديثه إلى وزير الدفاع: "إنها فرصتك الأخيرة، عليك أن تقبل عفو الرئيس المؤقت غوايدو، وحماية الدستور". وأضاف: "قم بإقصاء مادورو وسنرفعك من قائمة العقوبات". وأردف: "ابقَ مع مادورو وستغرق بك السفينة".

كندا تدعو مادورو إلى "التنحي الآن"

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، الثلاثاء، الرئيس الفنزويلي إلى "التنحّي الآن".

وقالت فريلاند في مؤتمر صحافي إنّ "الفنزويليين يعبّرون اليوم في الشوارع عن رغبتهم في العودة إلى الديموقراطية حتى في مواجهة القمع العنيف". وأضافت أنّ "كندا تنوّه بشجاعتهم وتدعو نظام مادورو إلى التنحّي الآن وإتاحة التوصّل إلى نهاية سلمية لهذه الأزمة وفقاً للدستور الفنزويلي".

وتابعت "حان الوقت لكي تعود فنزويلا إلى الديموقراطية". ولفتت فريلاند إلى أنّ مؤتمراً طارئاً عبر الهاتف سيعقد لاحقاً مع وزراء خارجية دول مجموعة ليما لمناقشة التطوّرات في فنزويلا.

وكندا هي إحدى 14 دولة منضوية في مجموعة ليما، التي شكّلت لإيجاد حلّ للأزمة الفنزويلية. ولا تعترف دول هذه المجموعة بالولاية الثانية للرئيس مادورو. 

وأعلنت فريلاند أنّها ستتواصل مع خوليو بروغيس، ممثّل غوايدو في مجموعة ليما، والموجود حالياً في كندا.

وكان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي، قد أطلق حملة إطاحة مادورو وقد اعترفت به رئيساً انتقالياً أكثر من خمسين دولة، بينها الولايات المتحدة. 

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى ضبط النفس

وقال الاتحاد الأوروبي إنه يتابع عن كثب التطورات المتعلقة بمحاولة الانقلاب في فنزويلا، داعياً الأطراف إلى "تجنب جميع أنواع العنف وضبط النفس".

وجاء ذلك في بيان الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، الثلاثاء، حول الأحداث المتعلقة بفنزويلا.

وأضافت موغيريني أن الحل الوحيد للأزمة في فنزويلا هو "عبر الوسائل السياسية والسلمية والديمقراطية". وأكدت أن الاتحاد الأوروبي "يرفض جميع أنواع العنف، ويدعو إلى ضبط النفس لتخفيف التوتر ولتجنب الخسائر في الأرواح".

وشددت على أن الاتحاد الأوروبي "يدعم بقوة تطلعات الشعب الفنزويلي المشروعة، وأنه على استعداد لتقديم الجهود الداعمة لاستعادة الديمقراطية وسيادة القانون".

وعلى صعيد متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "كل الأطراف في فنزويلا إلى تجنب اللجوء إلى العنف"، وطالبهم بـ"اتخاذ كل الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء".

ونقل المتحدث ستيفان دوغريك عن غوتيريس قوله أيضاً إنه "يحض كل الأطراف على الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس".

أردوغان يدين محاولة الانقلاب

وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولة الانقلاب في فنزويلا، داعياً العالم أجمع إلى "احترام الخيار الديمقراطي للشعب في فنزويلا".

وقال أردوغان، في سلسلة تغريدات له على حسابه في "تويتر"، الثلاثاء: "يجب أن يعلم أولئك الذين يحاولون تعيين حاكم استعماري ما بعد الحداثة في فنزويلا التي جاء رئيسها إلى السلطة عبر انتخابات أن كيفية إدارة بلد ما تتحدد من خلال انتخابات ديمقراطية فقط".

وأكد أن صناديق الاقتراع هي الأساس في الديمقراطيات، مضيفاً: "يتعين على العالم أجمع احترام الخيار الديمقراطي للشعب في فنزويلا".

وتابع: "باعتبارنا دولة كافحت الانقلابات وعانت من عواقبها السلبية ندين محاولة الانقلاب في فنزويلا".

ووجّه وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا، الشكر إلى الرئيس التركي على "الدعم الحازم والصريح" الذي أظهره لبلاده ضد المحاولة الانقلابية.

وأعاد أرياسا نشر صورتي تغريدتين لأردوغان أدان فيهما المحاولة الانقلابية بفنزويلا.

وعلّق على الصورتين قائلاً: "نشكر الرئيس أردوغان على دعمه الحازم والصريح للقانون الدولي والسلام، واحترامه للديمقراطية في فنزويلا".

وفي وقت سابق الثلاثاء، صرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل سيلا أمام الصحافة "ندعم عملية دبلوماسية سلمية وطلبت الدعوة إلى انتخابات فوراً". وأضافت "الحلّ في فنزويلا يجب أن ينبع من حركة سلمية، إسبانيا لن تدعم أبداً انقلاباً عسكرياً"، موضحةً أن رئيس الحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز سيتابع الوضع "عن كثب".

من جهتها، دعت كولومبيا العسكريين الفنزويليين إلى الانضمام لغوايدو، طالبةً اجتماعاً عاجلاً لمجموعة ليما حول فنزويلا. 

وقال زعيم المعارضة في فنزويلا، الثلاثاء، إنه حان الوقت لإطاحة مادورو من السلطة، ولا عودة عن هذا الطريق.

وجاء ذلك في تغريدة له على "تويتر" الثلاثاء كتب فيها "لقد حان الوقت، وسارت ولايات البلاد الـ24 على هذا الطريق، ولا عودة عنه، المستقبل لنا.. الشعب والقوات المسلحة متحدون لإنهاء اغتصاب السلطة".

على الوجه الآخر، حمل وزير خارجية فنزويلا خورخي أرياسا، مسؤولية محاولة الانقلاب في بلاده للإدارة الأميركية.

وأضاف أرياسا، في تصريح على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، أن "إدارة ترامب البائسة تريد خلق حرب أهلية في فنزويلا، لكن المؤسسات الفنزويلية الديمقراطية ستضمن السلام في البلاد".

(العربي الجديد، وكالات)