أنصار الصدر يهاجمون مقرات الأحزاب.. والعبادي يسعى لوساطة النجف

11 يونيو 2016
أنصار الصدر يقتحمون مقرات الأحزاب (Getty)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، تستمر هجمات أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على مواقع ومقرات أحزاب سياسية عراقية، أبرزها حزب "الدعوة" والمجلس الأعلى ومنظمة "بدر"، وطاولت اليوم، مقرات ومكاتب وتمثليات تلك الأحزاب في النجف وكربلاء والبصرة.

ووسط حالة التوتر، كشفت مصادر سياسية عراقية لـ"العربي الجديد"، عن إرسال رئيس الوزراء حيدر العبادي وفوداً إلى النجف للقاء المراجع الدينية بهدف إقناع الصدر التراجع عن التظاهرات ومهاجمة مقرات الأحزاب.

ودمر محتجون مقر حزب "الدعوة في ميسان، وأحرقوا مكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في محافظة بابل، في الوقت الذي تنتشر مليشيات، وعلى نحو غير مسبوق، في الصدر والكاظمية والشعلة ومنطقة الكرادة شرق وشمال وغرب ووسط بغداد، وسط عجز حكومي عن وقف التصعيد الجديد من قبل أتباع مقتدى الصدر.

وأصيب ثلاثة متظاهرين من أتباع التيار الصدري، مساء الخميس، بإطلاق نار خلال محاولة اقتحام مقر حزب "الدعوة" وسط مدينة النجف. ويرفع أنصار الصدر شعارات تطالب بعدم تسويف الإصلاحات واستغلال معركة الفلوجة لإسكات الشارع عن المطالبة بالقضاء على الفساد الإداري وتردي الخدمات والمحاصصة الطائفية والحزبية.

وفي وقت ما زال زعيم التيار مقتدى الصدر في معتكفه بمدينة مشهد الإيرانية للشهر الثاني على التوالي، توعد العبادي مساء الجمعة، بردع أي تجاوز من المتظاهرين على مكاتب حزب "الدعوة" الإسلامية الذي ينتمي إليه، ووجه وزارة الداخلية بالتصدي لأي محاولة من المتظاهرين لاقتحام مكاتب أحزاب في الجنوب.

من جهته، وصف نوري المالكي، زعيم حزب "الدعوة"، أنصار الصدر بأنهم مجموعات شغب تعيد للأذهان "عصابات حزب البعث" على حد وصفه.

في المقابل، أصدر مقتدى الصدر بياناً ليلة الجمعة، طالب فيها أتباعه بإبعاد مدينة النجف عن التظاهرات لقدسيتها وظرفها الخاص، مطالباً إياهم بـ"ضرورة أن يكون الضغط على مكاتب الأحزاب بشكل سلمي".


وتابع "أبعدوا النجف الأشرف عن التظاهر، فلها قدسيتها ولها ظرفها الخاص ومن شاء فليتظاهر في بغداد"، موضحاً أن "ثورتنا سلمية إلى النهاية". وحتى الآن، أغلقت وأحرقت تسعة مقار لحزب الدعوة وبدر والمجلس الأعلى وكتب على بعضها "مغلق بأمر الشعب".

وهدد زعيم مليشيا "بدر" بالرد وبقوة في حال تكرار الهجمات مرة أخرى على مقرات كتلة "بدر" التي تمتلك مليشيا بنفس الاسم، وتنشط في مناطق عدة من جنوب ووسط العراق، وتعمل ضمن مليشيات الحشد الشعبي.

وفي بغداد احتشد المئات في ساحة التحرير من أنصار الصدر بعد الإفطار من مساء اليوم وسط إجراءات مشددة، ونقل مراسلو "العربي الجديد" أن ناشطين من التيار المدني المستقل انضموا إلى أنصار الصدر في التظاهرات المطالبة بعد استغلال معركة الفلوجة لإسكات الأصوات المطالبة بالإصلاح وإنهاء الفساد.

ورفع المتظاهرون شعارات من بينها "يا عبادي معركة الفساد لا تقل عن معركتنا مع الإرهاب" و"لا تتهرب من الإصلاح". فيما أكدت مصادر أمنية أن انتشاراً أمنياً يصاحبه انتشار لمليشيا "سرايا السلام" و"اليوم الموعود" التابعة لمقتدى الصدر، في مناطق عدة من بغداد، ردت عليه مليشيات أخرى بالانتشار بشكل مماثل، مستعرضة أسلحة متوسطة وخفيفة.