كومي في مذكراته: ترامب يشكّل "تهديداً كبيراً لدولة القانون"

20 ابريل 2018
كومي: ترامب شخص مخادع وأناني (مات ماكلاين/Getty)
+ الخط -

اعتبر جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي آي"، الخميس، أنّ الرئيس دونالد ترامب يشكّل "تهديداً كبيراً لدولة القانون"، ملمّحاً إلى أنّ أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس "متواطئون" معه في سلوكه.

وقال كومي الذي أُقيل من منصبه، في التاسع من مايو/أيار 2017، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ دولة القانون "ليست في خطر بعد لأنّها متينة وصامدة، لكنّها تتطلّب تيقظاً في كل لحظة". وأتى ذلك في تسجيل لمقابلة أجريت معه للمدونة الصوتية "نيويوركر راديو آور"، من إنتاج إذاعة "دبليو إن واي سي" العامة ومجلة "ذا نيويوركر".

ويقوم كومي، منذ أسبوع، بالترويج لكتابه "ولاء أعلى: الحقيقة والأكاذيب والقيادة" الذي صدر الثلاثاء، ويتصدر المبيعات على موقع "أمازون".

وفي الكتاب يصف كومي (57 عاماً) ترامب بأنّه "شخص مخادع وأناني" وقارن أساليبه بسلوك "زعماء المافيا".

كما يعتبر أنّ الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس، متواطئون مع الرئيس، قائلاً "يجب أن يتساءل هؤلاء الأشخاص، وليس هم وحدهم (ماذا سأقول لأحفادي؟)"، وذلك رداً على سؤال حول الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين، ونظيره في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

ويتابع كومي "أتفهم أن يكون لديهم أولويات سياسية، لكن أحفادكم سيدرسون ذلك في أحد الأيام وسيتساءلون: كنتم هناك وماذا فعلتم؟".

إلى ذلك، يقول كومي في مذكرات تسرد محادثاته مع ترامب، العام الماضي، بحسب ما أوردت "رويترز"، إنّ ترامب تحدّث مراراً عن قلقه من مزاعم مشينة في ملف للمخابرات، والحاجة لضمان الولاء، واستبعاد من يقومون بتسريب أي معلومات.

وأمس الخميس، قدّمت وزارة العدل، المذكرات، إلى ثلاث لجان في مجلس النواب.

وتتضمن المذكرات، ملاحظات على اجتماع في برج ترامب في نيويورك، في يناير/كانون الثاني 2017، قبل وقت قصير من تنصيب ترامب، وتحدّث كومي خلال هذا الاجتماع بمفرده مع الرئيس المنتخب عن الملف الذي يشمل تفاصيل عن لقاءات مزعومة بين ترامب ومومسات في موسكو عام 2013.

بدوره، غرّد ترامب اليوم الجمعة على "تويتر"، قائلاً "إنّ مذكرات كومي صدرت للتو، وتظهر بشكل واضح أنّه ليس هناك تواطؤ أو عرقلة للعدالة. أيضاً، هو سرّب معلومات سرية". "هل ستستمر مطاردة الساحرات؟".

كما تشير مذكرات كومي، التي كتبها قبل إقالته، إلى عشاء جمعه مع ترامب في البيت الأبيض، بعد نحو أسبوع من حفل التنصيب، وقال كومي إنّ ترامب أبلغه حينها إنّه ينتظر منه الولاء.

وأقال ترامب، كومي، في مايو/أيار 2017 بينما كان يتولى التحقيق في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 وعن احتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروس.

واحتفظ كومي بمذكرات تفصيلية حول محادثاته مع ترامب، ويُعتبر بأنّه شاهد حاسم في التحقيق، إذ قد تشكّل تلك المذكرات مادة دسمة للتحقيق الذي يجريه مولر في احتمال عرقلة الرئيس مسار العدالة.


وينظر مولر، فيما إذا كان ترامب سعى إلى عرقلة العدالة في ملف التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات، عندما أقال كومي، في مايو/أيار الماضي.

كما يُعتبر ترامب موضع اهتمام لمولر، نظراً لكونه يحقق أيضاً فيما إذا كانت حملة الرئيس قد تواطأت مع روسيا خلال انتخابات عام 2016.

في المقابل، نفى ترامب، مراراً، تواطؤ حملته مع موسكو، ووصف تحقيق مولر في هذا الأمر بـ"مطاردة الساحرات".