وقال بن بيتور في بيان نشره السبت: "دراستي للوضع العام للبلاد وبناءً عل التحاليل المستندة إلى أدوات علمية صارمة ودقيقة تؤكد خلاصة لا يرقى إليها الشك في أن تنظيم هذه الانتخابات كسابقاتها، لا يوحي بأي مؤشر للتغيير الجاد الذي يريده الشعب الجزائري، بل سوف يزيد من تعقيد الوضع واتساع دائرة المخاطر المحدقة بمستقبل الوطن والأمة وانزلاقها في مسار لا تحمد عقباه".
ويعد بن بيتور من أبرز رؤساء الحكومات في الجزائر، والأكثر تحكما في القضايا الاقتصادية بحكم تخصصه. وكان قد استقال من رئاسة الحكومة في أغسطس/ آب 2000، بعد أقل من سنة من تعيينه في منصبه من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب خلافات مع الأخير حول التوجهات الاقتصادية والإنفاق المالي.
وبرأي بن بيتور، أن السلطة تحاول تجاهل مجموعة من المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتهدد البلاد بسبب السياسات الخاطئة. وقال في هذا الإطار "هل ينبغي التذكير بما سينجر من تآكل مخزون العملة الصعبة والندرة التي سوف تشكل جميع المواد في السوق أو لتحريك عجلة الاقتصاد من هزات"؟ مشيرًا إلى أن هذه الهزات "سوف تزعزع بالتأكيد النسيج الاجتماعي الوطني دون أن تعير السلطات سواء لعدم وعي ولعجز في إدراك مخاطر ذلك، ما لا يجعل الانتخابات المزمع إجراؤها وسيلة لتفادي دخول البلاد في نفق مظلم، ما يدفعني إلى عدم المشاركة فيها".
لكن رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق أكد أن انسحابه من الترشح للرئاسة لا يعني انسحابه من المشهد السياسي، وأعلن عن سعيه لتشكيل جبهة سياسية قوية، لم يكشف عما إذا كان يقصد بها حزبا سياسيا. وقال "سأظل ملتزما بالعمل الذي انطلقت فيه من أجل تأسيس جبهة موحدة للمحافظة على الوطن وإنقاذه من المخاطر التي توشك أن تضرب وتنسف أسسه ومكتسباته التاريخية"، مشيرا إلى أنه "عمل جاد وشاق يتطلب الوقت والالتزام والجهد وفق استراتيجية محددة يلتف حولها كل من يؤمن بقدرة الشعب على التغيير".
وكانت شخصيات سياسية ومجموعات من المواطنين، وتنظيم سياسي يناوئ السياسات الفرنسية ويدعو إلى تخليص الجزائر من التبعية للنموذج الفرنسي يعرف باسم "الجبهة الشعبية لإنهاء الوصاية الفرنسية في الجزائر" قد تبنت ودعت بن بيتور إلى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وهذه هي المرة الثانية التي يتراجع فيها بن بيتور عن الترشح لانتخابات الرئاسة، بعدما كان قد أعلن في الثالث من مارس/ آذار 2014 عن تراجعه عن الترشح لانتخابات الرئاسة التي جرت تلك السنة، بسبب مؤشرات عن توجيه السلطة للانتخابات لصالح بوتفليقة.
وقدم بن بيتور في بيانه اليوم السبت امتنانه لكل "الشخصيات الوطنية والجمعيات والتنظيمات السياسية والإطارات من جميع أنحاء الوطن وفي الخارج، الذين طلبوا مني وألحوا بحماس وقناعة كبيرين للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ببرنامجي المعلن عنه".