أردوغان يرفض الانتقادات الأميركية: الاعتقالات ليست شأنكم

29 يوليو 2016
التعليمات كانت تقضي بقتل أردوغان (عبد الله كوسكون/ الأناضول)
+ الخط -

وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات شديدة لقائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف فولتر، بعد تصريحات الأخير التي عبر فيها عن قلقه اتجاه العلاقات التركية الأميركية بعد اعتقال عدد من قيادات المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/ تموز الماضي.


وخلال الزيارة التي قام بها لأحد مقرات قوات الشرطة الخاصة، في العاصمة أنقرة، والذي تعرض للقصف من قبل الانقلابيين، قال أردوغان: "يقوم أحد الأشخاص والذي وهو في الوقت نفسه مسؤول في الجيش الأميركي، ويقول إني أرى وأسمع بأنهم يعتقلون القيادات العسكرية الكبيرة التي كنا معها على ارتباط وفي لقاءات مستمرة، وأنا أقول لك، إن الإنسان يمل، وإنّ اتخاذ القرار بحق هؤلاء ليس عملك، من أنت؟".

وأضاف أردوغان "بدل أن توجه الشكر لنا باسم الدولة الديمقراطية لدحرنا لعملية انقلابية  حصلت في بلادنا، تقوم باتخاذ موقف مؤيد للانقلابيين".

وتابع قائلا، إن "رأس الانقلابيين يقيم في بلدك، بل وإن الانقلابيين يحصلون على الدعم من بلادك"، في إشارة إلى زعيم حركة "الخدمة"، فتح الله غولن، المتهم بقيادة المحاولة الانقلابية، والمقيم في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية.

وكان الجنرال فولتر قد عبر، في لقاء أجراه مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن قلقه، على مستقبل العلاقات بين بلاده وتركيا، وذلك عقب اعتقال قادة محاولة الانقلاب الفاشلة، واصفا الضباط المتورطين في المحاولة الانقلابية بأنهم "حلفاء مقربون للولايات المتحدة الأميركية".

وأشار فولتر إلى أن هذه الخطوة ستضعف عمليات القوات الأميركية في المنطقة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أنه سيتم إغلاق جميع الثكنات العسكرية التي استخدمها الانقلابيون في كل من العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، مضيفاً أن عمليات الإغلاق ستشمل أيضاً قاعدة أكنجي العسكرية بالقرب من أنقرة، والتي استخدمها الانقلابيون مركزا لهم واحتجزوا فيها عددا من قيادات هيئة الأركان بما فيهم رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي أكار.

وفي الكلمة التي ألقاها أمام سكان منطقة قازان التي تقع فيها قاعدة أكنجي، قال يلدريم: "من هنا، من ميدان قازان أعلن للجميع، سيتم إغلاق القاعدة التي احتضنت أولئك الخونة، وسيتم بناء نصب تذكاري لشهدائنا هنا".

وأضاف يلدريم: "سنغلق جميع الثكنات العسكرية التي استخدمها الانقلابيون في كل من أنقرة وإسطنبول".

وأكد يلدريم بأنه سيتم جلب غولن إلى تركيا، قائلا: "أريدكم أن تعرفوا هذا أيضاً، لن يستطيع أي أحد أن يمزق هذه الأمة العظيمة وهذا الوطن، وسنحضر قائد هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة المقيم في أميركا لتركيا".

في غضون ذلك، نشرت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة التركية، اليوم، أجزاءً من الإفادة التي أدلى بها الضابط المشارك في محاولة الانقلاب الفاشلة، العقيد مراد بولات، أثناء استجوابه، والتي أكد فيها أن قادة محاولة الانقلاب أبلغوه أنه بالإمكان طلب مساعدة الأميركيين لتحديد مكان الرئيس أردوغان.

وقال بولات إن المجموعة المشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة سعت إلى اختطاف أردوغان، وبن علي يلدريم، ورئيس المخابرات حاقان فيدان، ووزير الداخلية إفكان ألا بصورة متزامنة. وأضاف بأنّ 9 مروحيات و90 جنديا، كانوا موكلين باعتقال أردوغان، وأنهم كانوا سيستعينون بالأميركيين من أجل معرفة مكان إقامة رئيس الجمهورية.

وأشار بولات إلى أنّ التعليمات كانت تقضي بقتل أردوغان في حال حدوث محاولة لتحريره بعد أخذه كرهينة.