المجلس الانتقالي في اليمن: ماضون لدولة فيدرالية جنوبية

21 مايو 2017
أعلن المجلس أنه جزء من التحالف(صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

جدد ما يسمى بـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" في اليمن، اليوم الأحد، التزامه بالسعي لفصل جنوب البلاد عن شمالها وإقامة "دولة فيدرالية" جنوباً، وأشاد بدور الإمارات العربية المتحدة في "تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار". 

جاء ذلك، في بيان ألقي خلال حشد جماهيري أُقيم مساء اليوم، في عدن، تحت عنوان "مليونية تأييد المجلس الانتقالي الجنوبي"، وبالتزامن مع يُسمى بذكرى "فك الارتباط" عام 1994، وقبل يوم واحد من ذكرى توحيد اليمن في الـ 22 من مايو/ أيار 1990. 

وقال المجلس في البيان الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إنه "من هنا من العاصمة عدن، نوجه للعالم رسالتنا الواضحة كما كنا دوماً وأبداً، بأن الجنوب اليوم، هو جنوب جديد لكل أبنائه وبكل أبنائه". وأضاف "شعبنا الصامد قد اختار طريقه ومصيره، وعلى العالم الوقوف إلى جانبه بكل وضوح وشفافية، ومساعدته في تحقيق استقلاله وطناً ودولة وهوية، وإرساء ركائز دولته الفيدرالية الجنوبية".

وجدد المجلس الذي يترأسه محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، التزامه بخطوات الانفصال، قائلاً إنه يلتزم بـ"أهداف ثورة شعب الجنوب العربي ومقاومته الوطنية، المتمثلة في استكمال مهام التحرير والاستقلال وبناء دولته الفدرالية المستقلة كاملة السيادة".

 وأعلن أنه جزء من التحالف الذي تقوده السعودية قائلاً إن "أمن الجنوب يشكل الجزء الأهم في منظومة الأمن والاستقرار الاستراتيجي لدول المنطقة والعالم، ولذلك فهو جزء لا يتجزأ من التحالف العربي، وشريك معه في الوجود والمصير والتصدي لكل المخاطر المحدقة بالمنطقة، وفي مقدمتها المشروع الإيراني العدواني التوسعي وأدواته المحلية"، على حد قوله. 

وأشاد المجلس بدور الإمارات، والتي تعتبر الداعم الأساسي للخطوات الأخيرة في جنوب اليمن، وقال "تقدر هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدور المتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة في تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب كافة، مشيدة بالنجاحات المميزة التي تحققت على الأرض في محافظات حضرموت وعدن ولحج على وجه الخصوص". 

إلى ذلك، جدد المجلس موقفه بأنه لا يستهدف شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وتعهد بالمضي في استكمال بناء وتشكيل السلطة (الانفصالية في الجنوب)، قائلاً إن "هيئة رئاسة المجلس ماضية في استكمال بناء وتشكيل هيئاته ودوائره وفروعه". 

وفيما بدت رسالة لأطراف داخل الجنوب اليمني، حذر المجلس الانتقالي مما سماه "أعمال الفساد والتمادي في استخدام أساليب العقاب الجماعي للمواطنين بالعبث بالخدمات الأساسية والعامة، أو استخدامها للمكايدات السياسية أو لحسابات حزبية ضيقة"، وقال "ستعمل الهيئة في حال استمرار ذلك على اتخاذ الإجراءات المناسبة حياله". 

وشكر المجلس في ختام بيانه دول التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات "على مواقفها الشجاعة ودعمها المستمر لإنقاذ شعبنا من أطماع ومخططات إيران وقوى الهيمنة والفساد بكافة أشكالها وانتماءاتها". 

وجاء البيان، ككلمة وُجهت إلى المهرجان الجماهيري، والذي أقيم في "ساحة العروض"، بمنطقة "خور مكسر"، حيث أكبر ميادين عدن، وذلك تأييداً للمجلس الذي دعا في وقت سابق لتنظيم التظاهرة. 

ويوافق الذكرى الـ 23 لإعلان نائب الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض خلال الحرب الأهلية عام 1994 الانفصال عن الشمال، وهو ما يعتبره مناصرو الانفصال حالياً ذكرى "فك الارتباط". 

وكان اليمن حتى عام 1990 دولتين جنوبية وشمالية توحدتا في الـ 22 من مايو/ أيار من العام نفسه، بوحدة طوعية، لكن الوحدة تعرضت لشروخ مع الحرب الأهلية عام 1994.

 ومنذ عام 2007 تصاعدت الدعوات الانفصالية مجدداً في جنوب البلاد، قبل أن يعلن في الـ13 من الشهر الجاري، تشكيل مجلس انتقالي لفصل الجنوب عن الشمال، برئاسة عيدروس الزبيدي. 

 

 

المساهمون