وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، إلى أنّ التحالف بقيادة السعودية، ينفّذ العملية العسكرية في الحديدة، بسبب عاملين:
العامل الأول، وفق الصحيفة، هو تنافس السعودية مع إيران والمصالح الإستراتيجية الأخرى، والثاني هو هيبة قادتها، لا سيما ولي العهد محمد بن سلمان، الذي هندس إطلاق الحرب في اليمن.
وقالت الصحيفة، إنّ "التحالف، يظنّ، وفق حساباته، أنّه بعد فترة طويلة من الجمود، قد يكون في أفضل وضع له، منذ بدء الحرب في اليمن قبل أكثر من ثلاث سنوات"، مضيفة أنّ التحالف "يتأمل في تغيير الحقائق على الأرض، ويبدو أنّه أقنع نفسه بأنّ الحديدة ستمثّل فوزاً سهلاً نسبياً، إذا كان الأمر بعيداً عن إيلام المدنيين".
ورأت الصحيفة، أنّ هذه المقاربة أمر مألوف، لافتة في هذا الإطار، إلى تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، هذا الأسبوع، أشار إلى أنّ "الفصائل المتحاربة في اليمن، لديها ثقة مفرطة في إمكانياتها العسكرية، وتكاد تضغط دوماً باتجاه حصد التفوق العسكري، بينما تكون هناك فرصة للتفاوض، وغالباً ما تكون غير مبالية، إلى حد كبير، بالآثار الإنسانية لأفعالها، ومحنة المواطنين العاديين".
— The Guardian (@guardian) June 17, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— The Guardian (@guardian) June 17, 2018
|
ورأت الصحيفة أنّ "الرياض وأبوظبي، قد تكونان على خط واحد تجاه الموقف من طهران، لكن الميدان المزدحم والمعقد على نحو متزايد في اليمن، بات ساحة لتعارض مصالحهما".
وذكّرت، بأنّ الجماعات اليمنية المدعومة من الإمارات كانت، قبل بضعة أشهر، تقاتل وتقتل القوات اليمنية المدعومة من السعودية، في مدينة عدن، بينما يتحرّك جنوب اليمن نحو الحكم الذاتي الكامل.
وتساءلت الصحيفة، "هل سيجرؤ أي من المسؤولين السعوديين والإماراتيين، على إخبار رؤسائهم بأنّ طهران ورّطتهم في حرب مكلفة، لا نهاية لها على ما يبدو، وبتكلفة قليلة نسبياً تعود عليها؟".
إحباط السلام
وذكّرت الصحيفة بأنّ الحرب في اليمن، أودت حتى الآن بحياة 10 آلاف شخص، بينما يهدّد الخطر حياة المتبقين، مشيرة إلى أنّ القانون الدولي يُلزم بمرور المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق، إلا أنّ كلاً من التحالف بقيادة السعودية، والحوثيين، لديهم "سجل شنيع" في الالتزام بقواعد الحرب.
ولفتت "ذا غارديان"، إلى أنّ منظمات الإغاثة اضطرت إلى الفرار من مدينة الحديدة، بينما هناك 22 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات، و8 ملايين معرّضون لخطر المجاعة.
ورأت الصحيفة، أنّ العملية العسكرية للتحالف في الحديدة، تبدو محاولة لإحباط عرض خطة السلام من قبل مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الذي كان قد حذر سابقاً من أنّ الهجوم على الحديدة يمكن أن "يسقط خيار السلام عن الطاولة بضربة قاضية".
وذكرت أنّه من المقرر أن يعرض غريفيث تقريراً على مجلس الأمن، اليوم الإثنين، بعد جولة محادثات طارئة، بينما قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي، إنّ المحادثات حول تولي الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة، "في مرحلة متقدمة".
وقالت الصحيفة، إنّه "حتى لو كان غريفيث قادراً على عرض خطة سلام رغم كل الصعاب، فإنّ فرص التمسّك بها ستكون ضئيلة، نظراً إلى سجل كلا الجانبين في اليمن بالتصرّف وفق سوء نية"، مرجّحة أن تكون تعقيدات تسليم الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة "هائلة".
"تواطؤ" الغرب
وجدّدت "ذا غارديان"، انتقادها "التواطؤ" البريطاني في الحرب باليمن، منبّهة إلى أنّ العملية العسكرية للتحالف في الحديدة، "لن تؤدي سوى إلى تعميق أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأشارت إلى أنّ 70 ٪ من واردات اليمن تمر عبر ميناء الحديدة غربي البلاد، معتبرة أنّ دعوة بريطانيا وفرنسا، للسعودية، عدم شنّ الهجوم على المدينة، هي بمثابة نفض غبار المسؤولية عن دورهما في الحرب.
وأضافت "ذا غارديان"، أنّ السعودية والإمارات، تنفذّان عمليتهما العسكرية في الحديدة، وتخوضان الحرب في اليمن، بأسلحة بريطانية وأميركية وفرنسية، وبالتدريب والمشورة العسكرية من الغرب.
وأشارت إلى أنّ ضباطاً بريطانيين وأميركيين كانوا متواجدين في غرفة قيادة الغارات الجوية للتحالف، مذكّرة أيضاً بما أوردته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، نهاية الأسبوع، حول تواجد قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن، معتبرة أنّ السعودية والإمارات تنّفذان عمليتهما العسكرية "بغطاء دبلوماسي من الغرب".
— العربي الجديد (@alaraby_ar) June 16, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — العربي الجديد (@alaraby_ar) June 16, 2018
|
وذكّرت الصحيفة بأنّ المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، أعاقتا، يوم الجمعة الماضي، دعوة من السويد لإصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في اليمن.
وفي هذا الإطار، أوردت الصحيفة قول وزير التنمية الدولية البريطاني السابق أندرو ميتشل، إنّ "بريطانيا، بصفتها تتولّى ملف اليمن في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتخذ مقاربة مؤيدة للسعودية بشكل صريح"، معتبراً أنّ هذا الموقف تمليه مبيعات الأسلحة والمصالح الأمنية.
وختمت الصحيفة بالقول، إنّ "المعاناة تستمر، وتزعزع هذه المنطقة غير المستقرة يتصاعد، بينما تتكاثر السخرية والغضب تجاه الغرب وحديثه عن حقوق الإنسان والقانون الدولي"، مضيفة "إذا التواطؤ بدا يوماً محل إنكار، فإنّ أحداث الأيام الأخيرة في الحديدة قد عرّته".