"هدفنا استعادة دولتنا كاملة السيادة التي بذلت من أجلها الكثير من التضحيات ولا عودة عن هذا الهدف، فنحن نحمل قضية شعب وليس منصباً هنا أو وزارة هناك"، بهذه العبارات خاطب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي عيدروس الزبيدي حشداً من القيادات الموالية له في عدن جنوب اليمن، حيث تبرز ملامح انقلاب ثانٍ مدعوم من الإمارات، غير أنه هذه المرة ضد "اتفاق الرياض"، الذي رعته السعودية.
وكان الزبيدي يتحدث، أمس الأحد، في اجتماع موسع، قال بيان صادر عن المجلس إنه ضم أعضاء هيئة رئاسته وكذلك "مركز صنع القرار ورؤساء اللجان في الجمعية الوطنية ورؤساء دوائر الأمانة العامة والقيادات المحلية" في المحافظات الجنوبية. وأوضح البيان أن الزبيدي تحدّث إلى المجتمعين بشأن "اتفاق الرياض"، ومستجدات زياراته إلى الرياض وأبوظبي خلال الشهرين الماضيين. وخلافاً لما ينصّ عليه "اتفاق الرياض" من عودة الحكومة اليمنية إلى عدن وغيرها من الخطوات، اعتبر الزبيدي أن الاتفاق "مكسب وانتصار سياسي لشعب الجنوب وقضيته، بمباركة دول العالم للاتفاق، واعترافها بتمثيل المجلس الانتقالي لشعب الجنوب في المحافل الدولية". وشدّد على أنه لا عودة عن الانفصال، أو ما وصفه بـ"هدف استعادة دولة الجنوب". وألمح إلى أن المشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها على ضوء الاتفاق لن تثني المجلس عن طريقه، قائلاً "نحن نحمل قضية شعب وليس منصباً هنا أو وزارة هناك".
وفي أعقاب الاجتماع العسكري لـ"الانتقالي"، أول من أمس السبت، قام قائد قوات التحالف في عدن، والذي يقود القوات السعودية، العميد مجاهد العتيبي، بزيارة إلى مقر المجلس، حيث عقد اجتماعاً مع الزبيدي. وقالت مصادر قريبة من الحكومة، لـ"العربي الجديد"، إن المندوب السعودي، الذي اجتمع في اليوم ذاته مع رئيس الحكومة الموجود في عدن معين عبد الملك، نقل إلى قيادة المجلس مطالبات بالالتزام بالملحق العسكري الخاص بـ"اتفاق الرياض"، والذي يقضي بالانسحاب من مدينة عدن وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى معسكرات يشرف عليها التحالف بعدن، وغيرها من المضامين.
وكان الزبيدي قد ترأس الوفد المفاوض لـ"الانتقالي"، في اجتماعات جدة السعودية، وحتى التوقيع على الاتفاق في الرياض، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي، التي بقي فيها أياماً قبل أن يعود إلى عدن أخيراً. وأظهرت مختلف تحركاته وتصريحاته أن "المجلس الانتقالي الجنوبي" ما يزال يرفض مقتضيات الاتفاق، العسكرية والأمنية على نحو خاص، على الرغم من قوله إن المجلس سيعمل "كل ما في وسعه" لتسهيل عمل اللجان العسكرية والأمنية المعنية بتنفيذ الاتفاق في عدن.