مباحثات مع إيران حول مستقبل الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي

10 مايو 2018
طالب روحاني زعماء العالم بإدانة الخطوة الأميركية (Getty)
+ الخط -


قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الخميس، إنّ "أمام الأوروبيين فرصة محدودة للتعويض عن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي وتقديم الضمانات لإيران"، مشدداً على أن "على أميركا أن تعلم أنها لا تستطيع نكث العهود أو الخروج من الاتفاقيات الدولية من دون دفع ثمن".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين روحاني ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية.

وطالب روحاني "زعماء العالم بإدانة الخطوة الأميركية، معتبراً أن الاتفاق النووي يصب لمصلحة ضمان تحقيق الاستقرار والأمن الدولي وعدم انتشار الأسلحة النووية". ورأى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في 11 تقريراً التزام طهران بما عليها من بنود في الاتفاق، بينما أصرت واشنطن على التصرف لوحدها وبمعزل عن الآخرين".


وذكر روحاني أنّ "فرض أي عقوبات أميركية جديدة على بلاده يعني انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية وللقرار 2231 الأممي"، داعياً إلى رفض إملاءات واشنطن على الدول الأخرى.

وركز الرئيس الإيراني، في شق من الاتصال على العلاقات الإيرانية - التركية، مؤكداً أن طهران وأنقرة وقفتا معاً مقابل الأساليب غير القانونية، وستكونان إلى جانب بعضهما بعضاً في مختلف الظروف، لافتاً إلى أهمية تطوير العلاقات تجارياً واقتصادياً واستخدام عملتي كلا البلدين في التبادلات بينهما بما يقلل الحاجة إلى العملة الصعبة.

من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب بيان الرئاسة الإيرانية، إن "خروج ترامب من الاتفاق خطأ، وإن الولايات المتحدة ستكون الطرف المتضرر من هذا القرار"، بينما اعتبر أن إيران تصرفت بحكمة ومنطق.

وتابع أنّ "تركيا تدعم الحوار الذي يهدف إلى حفظ الاتفاق النووي وتحقيق استقرار المنطقة"، داعياً إلى "منع تدخل الآخرين بما يضر بمصالحهما وعلاقاتهما الاقتصادية".

وفي طهران، التقى مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف نظيره الإيراني عباس عراقجي. وأجرى الطرفان مباحثات تتعلق بالاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي منه. وبحسب وكالات إيرانية، أكد الطرفان أهمية استمرار العمل بنص الاتفاق.

وعقد الاجتماع في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للخارجية الإيرانية، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن ريابكوف أكّد من طرفه التزام موسكو بتعهداتها والتزاماتها في الاتفاق النووي، واتفق مع عراقجي على استمرار التنسيق بما يخدم مصالح وعلاقات الطرفين.


خطاب "سخيف"

وفي سياق قرار ترامب، أصدرت الحكومة الإيرانية، مساء الخميس، بياناً رسمياً وصف الخطوة بالحلقة الأخيرة من مسلسل الانتهاكات الأميركية للاتفاق، كما وصف خطاب الرئيس الأميركي بـ"السخيف" والذي يدل على جهله. ونقل البيان أنه "من المؤسف أن يحكم شخص كهذا الأميركيين المتحضرين الداعين إلى السلام".

واعتبرت الحكومة الإيرانية أن "خطوة ترامب لا تعد تغييراً جذرياً، وإنما هي نتيجة لسياساته المتشددة التي كرر حديثه عنها منذ حملته الانتخابية، لكنها بالنتيجة تنهي مرحلة الوجود الأميركي المزعج في الاتفاق الذي أيده مجلس الأمن الدولي ولا يخص أميركا وحدها أو رئيسها الأسبق باراك أوباما بمعزل عن الآخرين".

وجاء في البيان أيضاً أن "خطوة أميركا تؤثر في صورتها أمام المجتمع الدولي، لكن إيران ستكون مضطرة للتعامل بالمثل في حال عدم ضمان مصالح شعبها، أو في حال لم يتم تعويض خروج واشنطن من الاتفاق، وهو ما يعني تلويحاً بخروج طهران المحتمل من الاتفاق أيضاً".

وانتقدت الحكومة الإيرانية ما وصفته بالإملاءات الأميركية المرتبطة بدور طهران في الإقليم، "فلا يحق لواشنطن الحديث عن دور إيران في دعم سورية والعراق وفي القضاء على المتطرفين المدعومين من أذنابها، كما لا يحق لها منع إيران من امتلاك أسلحة دفاعية وهي مستمرة بتوقيع صفقات التسليح التي تجعل المنطقة تجلس على برميل بارود".


وأكد البيان أن "الحكومة كلفت الخارجية الإيرانية بمتابعة مسألة الحوار مع بقية أطراف الاتفاق النووي، والشركاء الاقتصاديين، وأن تقدم تقاريرها بشكل سريع، كما كلفت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بتجهيز الأرضية اللازمة لإعادة استئناف التخصيب الصناعي من دون أي قيود وباستخدام آخر ما طوره علماء إيران النوويون بحال استدعت الحاجة لذلك بعد فترة".

وفي خطاب موجه للشارع الإيراني، ذكرت الحكومة أنها "جهزت كل الخيارات وستستمر بالتعامل البناء الذي يحفظ عزة الإيرانيين".

المساهمون