ميركل وأوباما: نعمل لإيجاد حل سياسي في سورية

24 ابريل 2016
أوباما ينوه بسياسة ميركل تجاه اللاجئين (Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه يشعر بـ"قلق عميق" تجاه تصاعد العنف في سورية، خلال الآونة الأخيرة، وشدد خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده اليوم بألمانيا مع المستشارة أنجيلا ميركل، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي.

واتهم أوباما مباشرة النظام السوري بأنه لم يكن صادقاً، معتبراً أنه "الآن لا يمكن التفريق بين النصرة وداعش وغيرها".

وأشار أوباما إلى أنهم "يبذلون الجهد لحل الأزمات وحماية الناس في سورية، حتى تتمكن الأطراف من إيجاد تمثيل صحيح للشعب السوري".


كما لفت إلى أن جزءاً من المشاورات كان للتركيز على العمل لتطويق مناطق النزاعات والعملية الانتقالية، كي لا نهشّم ما هو موجود والمفهوم الذي نحاول بناءه الآن".

إلى ذلك، شدد أوباما على دور تركيا كبلد وصفه بحليف، وقال إنه تحدث مع المسؤولين هناك، لإعادة الهدنة وإطلاق المفاوضات السورية.

وبخصوص مأساة اللاجئين السوريين، نوه الرئيس الأميركي بتعامل ميركل مع قضيتهم، وتصرفها تجاه أزمة الهجرة التي واجهتها أوروبا، إذ وصف سياستها بخصوص هذا الملف بالقول إنها "تقف في الجانب الصحيح من التاريخ في هذه القضية"، وتابع أنه "في هذا العالم من الصعب جداً علينا أن نقوم ببساطة ببناء أسوار".

في سياق منفصل، تحدث أوباما عن آخر التطورات السياسية في الساحة الليبية، وقال إن المجتمع الدولي ملزم بدعم حكومة الوفاق الوطني، رغم أنه وصفها بـ"الهشة"، وذكر أن الدول التي تدخلت في ليبيا خلال قمع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لها، "تم بتفويض دولي لمواجهة السياسات الإجرامية للقذافي".

بدورها، عبّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن تأييد بلادها لإقامة مناطق آمنة في سورية، تحميها قوات أجنبية، وكشفت أنها تعتقد أن محادثات السلام في جنيف، قد تتمخض عن الاتفاق على مناطق يمكن أن يشعر فيها السوريون الفارون من الحرب بأنهم في مأمن من القصف.

وأضافت "أعتقد أنه إذا لاحظتم ما قلته بالأمس في تركيا، فالمناطق الآمنة يجب أن تتمخض عنها محادثات السلام في جنيف، ولا نتحدث عن مناطق آمنة تقليدية".

وسألت "هل بإمكان أحد عندما يتحدث عن وقف إطلاق نار، أن يحدد في المحادثات بين شركاء التفاوض في جنيف، مناطق يمكن أن يشعر فيها الناس بأنهم في أمان؟ لا يتعلق الأمر ببعض النفوذ من الخارج بل يجب أن يكون من داخل المحادثات". من جهته، رأى أوباما أن طرح إقامة "منطقة آمنة" في سورية يمثل مشكلة من الناحية العملية. 

وبخصوص معاناة الشعب السوري، قالت "نحن نعيشها كل يوم ونتابع معاناة الناس". وتابعت هناك الآلاف من اللاجئين على الحدود، وعلينا العمل على إعادة وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وشددت على أهمية إزالة كافة العراقيل التي تواجهها مفاوضات جنيف. 

وعن الأمن في أوروبا، وجهت ميركل الشكر لأوباما على الدعم الذي تقوم به القوات الأميركية ضمن قوات حلف الناتو. وأضافت "نحن نشعر بأننا معرضون للإرهاب وأمننا ليس مضموناً، وغيّرنا المنظومة الأمنية بعدما عمد تنظيم الدولة الاسلامية إلى استهدافنا في بلداننا، وعلينا بذل المزيد من الجهود وتوفير الأجهزة والمعدات. وحلف الأطلسي يقدم لنا الخطط، وهذا ما سيساعدنا لمواجهة التحديات".

في السياق ذاته، أكد أوباما أن أميركا وألمانيا حلفاء في مكافحة التنظيم الإرهابي "داعش"، ولفت إلى أنه ناقش مع المستشارة كيفية حماية مناطق النزاعات كون ألمانيا الشريك المهم لأميركا. كما شدد أوباما في حديثه، على "ضرورة العمل سويا (أميركا وألمانيا) لمحاربة الإرهاب".

وبخصوص العلاقات الأميركية الألمانية، اعتبر أوباما أنها من الأهم والأقوى خلال ولايته الأولى والثانية، واعتبر أنها تقوم على الثقة، لأن المستشارة، بحسبه، تفعل ما تقول، مضيفاً "أنا أثمّن القيادة التي تتميّز بها ميركل".

كذلك، رأى أن "ألمانيا تلعب دوراً كبيراً ومهمّاً بين أعضاء الأطلسي لتحقيق الأهداف، وللمحافظة على قدرتنا الدفاعية وتوجيه رسالة واضحة إلى تحقيق التزام الشراكة بيننا".