ويأتي ذلك وسط تكهنات بأن تقوم قوات النظام باقتحام تلك المنطقة، على غرار ما حصل في مدينة الصنمين قبل أشهر، على خلفية حوادث أمنية وأعمال عنف هناك، كان آخرها قتل 9 عناصر من شرطة النظام في بلدة المزيريب، بريف درعا الغربي.
ونقل الموقع عن أدهم الأكراد، أحد قادة فصائل المعارضة السابقين، القول إنه تم إعادة فتح قنوات التواصل مع النظام لنزع فتيل الحرب، مشيراً إلى التوصل لتهدئة ووقف التصعيد إلى حين الجلوس على طاولة المفاوضات. وكان جرى يوم أمس الجمعة اجتماع بين ممثلين ووجهاء من مناطق ريف درعا الغربي مع قائد شرطة قوات النظام، العميد ضرار الدندل، لبحث شروط تفادي هجوم محتمل من جانب قوات النظام التي تسعى إلى إعادة فرض سلطتها الأمنية الكاملة على الجنوب السوري.
وقال الناشط الإعلامي محمد الشلبي لـ"العربي الجديد" إن الاجتماع الذي تم بحضور ضباط روس استهدف وضع خطة أمنية لإعادة ضبط المنطقة، وتلافي حدوث عملية عسكرية، مشيراً إلى أن وجهاء المنطقة طلبوا مهلة لتسليم القيادي السابق في المعارضة، المدعو قاسم الصبيحي، المتهم بالمسؤولية عن تصفية عناصر شرطة النظام التسعة في المزيريب. وقاسم الصبيحي هو قيادي سابق كان ضمن صفوف "لواء الكرامة"، والذي كان يتمركز في ريف درعا الغربي وريف القنيطرة.
تحريض إيراني لاقتحام غرب درعا
من جهته، رأى موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن النظام يتأهب منذ شهور، بدعم وتحريض إيرانيين لاقتحام المنطقة الغربية في درعا، موضحاً أن إيران تعمل منذ اتفاق التسوية بدرعا في يوليو/ تموز 2018 على تجنيد خلايا أمنية لاغتيال المعارضين للمشروع الإيراني في المنطقة، وتصفية خصوم النظام.
وذكر الموقع أن إيران عملت خلال سنتين على جعل الفلتان الأمني سيد الموقف في الجنوب، ليكون لديها الحجّة لاقتحام المنطقة، مستخدمة بشكل خاص أذرعها الأمنية في النظام السوري المتمثلة بالمخابرات الجوية والفرقة الرابعة، إضافة إلى الإفراج عن العشرات من عناصر وقياديي تنظيم "داعش" الإرهابي من فروع النظام، ونشرهم في المنطقة الجنوبية، "لتكون الفوضى مضاعفة، والحجة في محاربة داعش، مبرراً للاقتحام"، حسب الموقع.
وتتصاعد في محافظة درعا عمليات الاغتيال التي ينفذها مجهولون، تطاول عناصر وضباطاً في قوات النظام السوري، إضافة إلى استهداف النقاط الأمنية والحواجز العسكرية للنظام في المنطقة، فضلاً عن الاغتيالات التي طاولت المدنيين المقربين من النظام السوري أو مقاتلين وقادة سابقين في فصائل المعارضة.
ووثق ناشطو المنطقة خلال شهر إبريل/نيسان الماضي أكثر من 25 عملية ومحاولة اغتيال قُتل خلالها 14 شخصاً.