وبحسب مقترح إدارة ترامب المعروض على الكونغرس الأميركي فإنه سيتم منح تونس، في موازنة العام 2018، مساعدة مالية تقدر بـ 54.6 مليون دولار، ما يمثل انخفاضا بـ 85.8 مليون دولار مقارنة بسنة 2017، وهو ما يمكن اعتباره ضربة موجعة للحكومة التونسية التي تعلق آمالاً كبيرة على واشنطن.
وتعمل المؤسسة العسكرية التونسية على مشاريع مكلفة جدا بعد أن تلقت وعودا بالدعم والمساندة من قبل أصدقائها وحلفائها، ومن بين هذه المشاريع تأمين الشريط الحدودي مع الجارتين الجزائر وليبيا، للتصدي لخطر تسلل المسلحين العائدين من بؤر القتال، أو المتوغلين بهدف القيام بعمليات "إرهابية".
وأكد، وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، في تصريح إعلامي بمناسبة الذكرى 61 لتأسيس الجيش الوطني، أهمية التجهيزات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية في مقاومة الإرهاب.
وأشار الحرشاني إلى مشروع قال إنه قيد الاستكمال، ويتعلق بالمراقبة الإلكترونية العصرية للحدود، بما يمكن من رصد كل التحركات المشبوهة سواء للأشخاص أو للعربات، وخاصة في مستوى المناطق الحدودية مع ليبيا، معرباً عن الأمل في أن يتوصل هذا البلد الشقيق إلى حل سياسي، وهو ما سينعكس إيجابيا على الوضع الأمني في ليبيا وتونس.
وتعمل وزارة الدفاع الوطني، على استكمال مشروع لدراسة آثار المتفجرات وحماية البناءات، حيث تم تركيز مخبر متكامل بالأكاديمية العسكرية لاستكمال هذه الدراسة، وخاصة المواد التي تمكن من امتصاص الموجة الصادمة التي تحدث بعد عملية التفجير.
ويستهدف من هذا المشروع إحكام تأمين المؤسسات السيادية كقصر مجلس النواب بباردو وقصر الحكومة بالقصبة وقصر الرئاسة بقرطاج، بالإضافة إلى المنشآت الحيوية للبلاد.
وقال الدكتور مازن الشريف الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية في تصريح لـ"العربي الجديد" إن مقترح الإدارة الأميركية المعروض على الكونغرس يمكن تعديله، لأنه ليس قراراً نهائياً، حيث لم تتم المصادقة على موازنة الولايات المتحدة الأميركية العام 2018 بعد، ولكن هذا الأمر يحتاج تحركاً غير مسبوق لأسطول الدبلوماسية التونسية، بهدف إقناع واشنطن بالإيفاء بوعودها في مواصلة دعم تونس عسكريا ولوجستيا.
وأضاف الشريف أن تحسن المؤشرات الأمنية والاستقرار الملحوظ قد يكون من بين أسباب التخفيض في حجم المساعدة، مبيناً أن تونس سجلت نجاحات عسكرية يشهد لها العالم، وخاصة معركة بن قردان التي التحم فيها الشعب مع الجيش، و"لقنوا قوات داعش الإرهابية درسا في الصمود والوطنية".
ويرى مراقبون أن مقترح إدارة الرئيس ترامب بالتخفيض من الهبة والمساعدة العسكرية لتونس بنسبة كبيرة "يشكل رسالة غير مشجعة، في الوقت الذي تسعى فيه تونس دون كلل لتحصين تجربتها الديمقراطية من مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار، لاعتبارات عديدة أهمها ان أمن تونس واستقرارها ونموها يخدمان مصالح واشنطن وأوروبا وكل أعداء الإرهاب وأصدقاء الديمقراطية في كل مكان من العالم".
وفي سياق متصل، رفعت وزارة الدفاع التونسي من درجات التأهب والحذر خلال كامل أيام عطلة العيد بسبب توقعات التهديدات الإرهابية، عبر مضاعفة تأمين منشآتها العسكرية والحيوية، وأغلقت الوزارة المسالك والطرقات المحيطة بمقرها في ساحة الحكومة في القصبة بحواجز حجرية ولوحات معدنية، مما أثر بشكل لافت على حركة المرور.