مصر والأردن والمغرب تشارك في مؤتمر البحرين... ولبنان يقاطعه

11 يونيو 2019
تستضيف المنامة أعمال المؤتمر (فرانس برس)
+ الخط -
ذكر مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن مصر والأردن والمغرب أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتزامها حضور ورشة المنامة (مؤتمر البحرين)، التي يصفها البعض بأنها المدخل الاقتصادي لخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، وتواجه بمقاطعة فلسطينية واسعة، فيما أعلن لبنان عبر وزير خارجيته جبران باسيل، مقاطعته للمؤتمر.

ورفض المسؤول الأميركي الإفصاح عن مستوى تمثيل تلك الدول، فيما قال مسؤولون أميركيون في وقت سابق إنهم وجهوا الدعوة لوزراء الاقتصاد والمالية وكذلك لزعماء الأعمال من المنطقة والعالم.

وتعتزم المؤسسات المالية الدولية، ومنها صندوق النقد والبنك الدوليان، الحضور أيضاً، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

يأتي ذلك في وقت أكد فيه العاهل الأردني، عبد الله الثاني، خلال لقاء مع شخصيات سياسية وإعلامية أردنية في عمّان، اليوم الثلاثاء، أنه سيحضر ورشة البحرين الاقتصادية، "لمعرفة ماذا يحدث، وتفاصيل ما يحدث"، رغم إقراره بوجود تحفظات أردنية إزاءها، وفق ما نقلت مصادر حضرت اللقاء لـ"العربي الجديد".

ولم يتخذ الأردن، حتى الآن، موقفاً رسمياً بشأن المشاركة في الورشة التي ستعقد في أواخر يونيو/ حزيران الجاري في العاصمة البحرينية المنامة.

ونقل الكاتب الأردني مهند مبيضين، الذي حضر اللقاء، أن العاهل الأردني أبدى تحفظه، أيضاً، على الورشة، مشيراً إلى قوله في هذا السياق: "شهدنا آخر سنتين حملة من أصحاب الأجندات والمصالح الشخصية للتشكيك في الأردن ومؤسساته".

من جانبه، نقل الكاتب الصحافي فايز الفايز، وهو أيضاً ممن شاركوا في لقاء الملك، لـ"العربي الجديد"، أن الأخير أكد أن "المعضلة الحقيقية هي في التعنّت الإسرائيلي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومحاولتها الضرب بين جميع أطراف السياسة العربية".

وشدد العاهل الأردني، بحسب المصدر ذاته، على "أهمية التقارب العربي لمواجهة الضغوطات الدولية حول صفقة القرن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في قضية القدس، والمقدسات الإسلامية".

وفي المقابل، أكّد مصدر حكومي أردني مطلع أن حوار العاهل الأردني مع عدد من السياسيين والصحافيين، اليوم، لم يتطرق إلى مؤتمر المنامة.

ونفى المصدر، في حديث لموقع "هلا أخبار" التابع لإذاعة القوات المسلحة الأردنية، ما تم تداوله من أن ملك الأردن تحدّث حول موقف الأردن من المؤتمر الذي سيلتئم نهاية الشهر الحالي في العاصمة البحرينية.

ونقلت صحيفة "الأنباط" الأردنية عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سترد إن كان هناك بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، وليس أخباراً صحافية، في إشارة إلى ما نقلته "رويترز" عن مصدر مسؤول في البيت الأبيض.

وأكد العاهل الأردني، بحسب بيان صدر لاحقاً عن الديوان الملكي، "موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس ودعم الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، مشيراً، بهذا الخصوص، إلى التنسيق الأردني الفلسطيني المستمر، ومع مختلف الأطراف الدولية".
 
وأضاف أن بلاده "مستمرة في تأدية دورها الديني والتاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات".


وفي سياق آخر، وعد العاهل الأردني بـ"بشرى خير"، حينما سئل عن عدم وجود سفير أردني في الدوحة وسفير قطري في عمّان، واعداً الحاضرين بـ"مفاجأة قريباً"، بحسب المصادر ذاتها.

وقال الفايز إن حديث العاهل الأردني كان مقتضباً، لكنه أشار إلى آفاق جديدة في العلاقات مع مختلف الدول العربية، عبر السعي الدؤوب لتغيير النهج الشامل للسياسة العربية، وذلك إلى أن الفترة القادمة ستشهد متغيرات جديدة.

يشار إلى أن عمّان كانت قد قررت تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة في يونيو/ حزيران 2017، وأغلقت مكتب شبكة الجزيرة الإعلامية لديها بعد مقاطعة السعودية والبحرين والإمارات ومصر لقطر، وفرض حصار عليها من البحر والجو والبر، إثر حملة افتراءات بدأت بقرصنة وكالتها الرسمية للأنباء.

باسيل: لم نستشر حول "خطة سلام"

من جهته، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إن بلاده لن تشارك في مؤتمر البحرين لغياب الفلسطينيين عنه.

وأضاف باسيل، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية من لندن حيث يقوم بزيارة رسمية، "نفضّل أن تكون لدينا فكرة واضحة عن الخطة المطروحة للسلام، حيث إننا لم نُستشر بشأنها، ولم نبلغ بها". 

ولفت باسيل إلى أن "لبنان لديه أراضٍ محتلة، وفيه عدد كبير من اللاجئين منذ عام 1948، وليس أمراً طبيعياً عدم استشارته في ما يسمى خطة سلام". 

وشدد على ضرورة إدراك إسرائيل أن الوصول إلى السلام "لا يكون بالقوة، بل بإعادة الحقوق للبنان وسورية، والإقرار بحق الفلسطينيين في إقامة دولة". 

كما شدد على أن لبنان "مهتم بالحوار للوصول إلى حل بناء على القوانين الدولية، وهذه إشارة بأن لبنان يريد الاستقرار، فإسرائيل هي المعتدية علينا".