بعد أيام من ضرب مجمع "أرامكو" النفطي في شرق المملكة العربية السعودية، ووسط توترات وقراءات متشائمة لحالة "الشرق الأوسط" (كما يصف محللون عسكريون)، لا يزال الحدث يستحوذ على اهتمام خبراء عسكريين وفي المجال الدفاعي الاستراتيجي.
ويقدم خبير دنماركي ومركز دراسات استراتيجي أسترالي افتراضات عن أن دقة الاستهداف تتطلب تقنيات وإحداثيات جوفضائية لا تمتلكها سوى 3 قوى عالمية: روسيا والصين وأميركا.. وأن المهاجمين حصلوا عليها بطريقة ما، ويربط هؤلاء بين من هو المستفيد من ارتفاع أسعار النفط، بين تلك القوى، والإحداثيات التي وصلت لإيران، إن بشكل مقصود من روسيا، أو سوء استخدام لتبادل معلومات.
ويذهب هؤلاء إلى مطابقة الصور التالية للضربات، للتدليل على دقة الاستهداف للخزانات في نفس الزاوية وبنسبة مائة في المائة، ما يعني وجود إحداثيات لا تملك التحكم بها سوى قوى دولية كبرى.
وفي هذا السياق اعتبر أحد الخبراء الدنماركيين من مركز الدراسات العسكرية في كوبنهاغن أن "الهجوم على السعودية (يوم السبت الماضي) بطائرات بدون طيار لا يمكن أن ينفذ بهذه الدقة دون مساعدة (المهاجمين) من واحدة من القوى الثلاث الكبرى في العالم".
ووفقاً لادعاء الخبير العسكري، هانس بيتر ميكلسن، في لقاء تفصيلي، نشر مساء أمس الأربعاء، مع إحدى كبريات المؤسسات الإعلامية في الدنمارك، "بيرلنغسكا"، فإن "السعودية شهدت سابقاً محاولات للإضرار بإنتاجها النفطي بضربات صاروخية غير دقيقة، فيما الطائرات المسيرة أثبتت نجاعتها في الهجمة الأخيرة، لأن الرادارات لا تستطيع اكتشافها".
اقــرأ أيضاً
وبعد الحديث عما سماه "حرباً بالوكالة، بين السعودية وإيران في اليمن، ما يعيد إلى الذاكرة حرباً باردة كانت قائمة فعلياً بين معسكر غربي وشرقي (سوفيتي)"، أشار إلى أن "قوتين إقليميتين كبريين في الشرق الأوسط، السعودية وإيران، تخوضان نزاعاً طويلاً، يدعم كل طرف فيه أذرعه، فطهران تدعم الحوثيين، بينما تدعم الرياض قوات الحكومة اليمنية، ما جعلهما تغرقان في حروب بالوكالة".
واستعرض الخبير العسكري إياه أموراً عديدة، بما فيها "تحول الحرب الباردة إلى ساخنة"، وخوف الطرفين من ارتفاع منسوب التوتر "بشكل عنيف، مرتبط بالنفط"، واعتبار هذا الخبير أن الدعم الأميركي للرياض لعقود يعود لاعتبارات، من بينها أنها "مستورد كبير للسلاح، إلى جانب استيرادها من بريطانيا وفرنسا، ولكن الاستقرار في السعودية أمر مهم جداً للغرب، ولواشنطن التي وإن لم تكن تستورد النفط بكثرة كما في السابق، إلا أن ارتفاع أسعاره سيضرّ أميركا نفسها، مثلما يضر الاقتصاد الأوروبي والدنمارك كبلد يملك أكبر أسطول شحن بحري (عبر مجموعة ميرسك)".
واللافت للانتباه، وسط تحليل أمور كثيرة وعديدة، أن ميكلسن، وهو من مركز دراسات معروف في الشمال، يميل نحو فرضية وجود "واحدة من القوى العظمى تتحمل مسؤولية الضربات الأخيرة في أرامكو". ففي سياق استعراضه القوتين السعودية والإيرانية، يذكر ميكلسن أن "مسعى إيران لامتلاك سلاح نووي على طريقة كوريا الشمالية، بحيث لا يستطيع أحد مهاجمتها، يقابله وجود تكنولوجيا تسليح مختلف في السعودية، فصحيح أن طهران لا تمتلك سلاحاً ذرياً، لكنها تمتلك أنظمة صاروخية تستطيع استهداف البواخر، إلى جانب وجود طائرات مسيرة كثيرة"، ويخلص إلى احتمال "وجود لاعب عالمي في الضربة الأخيرة".
وشأنه شأن غيره من خبراء عسكريين غربيين، لا يؤمن ميكلسن بأن أياً من قام بضرب "آرامكو" أخيراً "يستطيع القيام بذلك بدون مساعدة من الخارج". ولفهم نظريته يستشهد ميكلسن بدراسة صور الأقمار الصناعية لما بعد الضربة: "إذا ما نظرت بدقة إلى الأماكن التي استهدفت في البقيق؛ فستجد أن كل خزان أو مكان استهدف أصيب مائة في المائة بنفس المكان والزاوية، وهذا لا يمكن أن يتم من دون إحداثيات دقيقة جداً ومن طرف يعرف الدفاعات السعودية الجوية".
روسيا متورطة؟
"بيرلنغسكا" نشرت الصور التي أشار إليها الخبير العسكري، مع استشهاده بدراسة من "المركز الأسترالي للدراسات الاستراتيجية"، والتي نشرت أمس الأربعاء، وتشير إلى فرضية أنه "لا يملك الإيرانيون مطلقاً قدرات فضائية توفّر لهم تلك الإحداثيات من أجل إصابة دقيقة كالتي نشاهدها في الصور... وبالتالي هم مضطرون للحصول عليها من طرف آخر".
وفي ذات الاتجاه يتساءل ميكلسن "من هو الذي لديه اهتمام بارتفاع أسعار النفط؟. وتالياً يذهب، كما تذهب دراسة المركز الأسترالي، إلى قول صريح: "من يملك تقنيات تحديد الإحداثيات هم الصين وروسيا وأميركا، ولا أظن بطبيعة الحال أن الأميركيين سيعطون الإيرانيين صوراً فضائية وبإحداثيات دقيقة، إذ هم ليسوا مهتمين مطلقاً بارتفاع أسعار النفط، ولا الصين كذلك مهتمة بارتفاع الأسعار، ويبقى السؤال: هل قام الروس بإعطاء إيران إحداثيات فضائية... وبالتالي يمكن للمرء أن يتعمق بتفكيره بالطرف الذي يؤجج ما يجرى لمصلحة ارتفاع أسعار النفط".
ومن ناحيتها فإن الدراسة الأسترالية تترك الباب مفتوحاً بشكل واضح أمام التخمينات، وهي تشير إلى قدرات الروس الفضائية، وتفترض أنها ساعدت إيران للحصول على صور فضائية. وتعتبر الدراسة أن "المؤشرات تشير إلى تورط لاعب/ لاعبين يملكون من بين أشياء أخرى التالي: القدرة الاستخباراتية المكانية من برامج جوفضائية، والقدرة على مخادعة نظام الدفاع الجوي السعودي، أو التخفي عنه".
ومضت الدراسة المنشورة أمس على موقع المركز الأسترالي في افتراضاتها تلك، عن الدور الروسي، بالقول إنه "من المحتمل أيضاً أن الإيرانيين أساؤوا استخدام بيانات فضائية قدمها الروس لهم أثناء تبادل معلومات استخباراتية كجزء من شراكتهما في سورية، بمعنى أنه يمكن الافتراض ألا يكون الجهد الروسي متعمداً لاستهداف البنية التحتية الحيوية".
واعتبرت الدراسة أن الفرضية الثانية لطريقة الاستهداف "تتطلب الوصول إلى مشاهد ذات دقة أخرى غير تلك التي يوفرها (غوغل)، ما يعني أن المهاجمين تمكنوا من الوصول إلى صور فضائية عالية الاستبانة وقاموا بمهمة استطلاع فضائي، وهو أمر غير محتمل لدى المهاجمين (الحوثيين)".
واستعرض معدّو الدراسة صوراً فضائية لما بعد الضربة، مذكرين أنه "كما هو موضح في الصورة، ارتطام (الأجسام المهاجمة) يتكرر في الخزانات الأربعة. الدقة الرأسية لنقاط الارتطام ملاحظة بوضوح، وهو ما يفترض استخدام إحداثيات رأسية دقيقة منسقة تتطلبها الأسلحة الموجهة عبر نظام جي بي أس العالمي لتحديد المواقع".
ويقدم خبير دنماركي ومركز دراسات استراتيجي أسترالي افتراضات عن أن دقة الاستهداف تتطلب تقنيات وإحداثيات جوفضائية لا تمتلكها سوى 3 قوى عالمية: روسيا والصين وأميركا.. وأن المهاجمين حصلوا عليها بطريقة ما، ويربط هؤلاء بين من هو المستفيد من ارتفاع أسعار النفط، بين تلك القوى، والإحداثيات التي وصلت لإيران، إن بشكل مقصود من روسيا، أو سوء استخدام لتبادل معلومات.
ويذهب هؤلاء إلى مطابقة الصور التالية للضربات، للتدليل على دقة الاستهداف للخزانات في نفس الزاوية وبنسبة مائة في المائة، ما يعني وجود إحداثيات لا تملك التحكم بها سوى قوى دولية كبرى.
وفي هذا السياق اعتبر أحد الخبراء الدنماركيين من مركز الدراسات العسكرية في كوبنهاغن أن "الهجوم على السعودية (يوم السبت الماضي) بطائرات بدون طيار لا يمكن أن ينفذ بهذه الدقة دون مساعدة (المهاجمين) من واحدة من القوى الثلاث الكبرى في العالم".
ووفقاً لادعاء الخبير العسكري، هانس بيتر ميكلسن، في لقاء تفصيلي، نشر مساء أمس الأربعاء، مع إحدى كبريات المؤسسات الإعلامية في الدنمارك، "بيرلنغسكا"، فإن "السعودية شهدت سابقاً محاولات للإضرار بإنتاجها النفطي بضربات صاروخية غير دقيقة، فيما الطائرات المسيرة أثبتت نجاعتها في الهجمة الأخيرة، لأن الرادارات لا تستطيع اكتشافها".
واستعرض الخبير العسكري إياه أموراً عديدة، بما فيها "تحول الحرب الباردة إلى ساخنة"، وخوف الطرفين من ارتفاع منسوب التوتر "بشكل عنيف، مرتبط بالنفط"، واعتبار هذا الخبير أن الدعم الأميركي للرياض لعقود يعود لاعتبارات، من بينها أنها "مستورد كبير للسلاح، إلى جانب استيرادها من بريطانيا وفرنسا، ولكن الاستقرار في السعودية أمر مهم جداً للغرب، ولواشنطن التي وإن لم تكن تستورد النفط بكثرة كما في السابق، إلا أن ارتفاع أسعاره سيضرّ أميركا نفسها، مثلما يضر الاقتصاد الأوروبي والدنمارك كبلد يملك أكبر أسطول شحن بحري (عبر مجموعة ميرسك)".
واللافت للانتباه، وسط تحليل أمور كثيرة وعديدة، أن ميكلسن، وهو من مركز دراسات معروف في الشمال، يميل نحو فرضية وجود "واحدة من القوى العظمى تتحمل مسؤولية الضربات الأخيرة في أرامكو". ففي سياق استعراضه القوتين السعودية والإيرانية، يذكر ميكلسن أن "مسعى إيران لامتلاك سلاح نووي على طريقة كوريا الشمالية، بحيث لا يستطيع أحد مهاجمتها، يقابله وجود تكنولوجيا تسليح مختلف في السعودية، فصحيح أن طهران لا تمتلك سلاحاً ذرياً، لكنها تمتلك أنظمة صاروخية تستطيع استهداف البواخر، إلى جانب وجود طائرات مسيرة كثيرة"، ويخلص إلى احتمال "وجود لاعب عالمي في الضربة الأخيرة".
وشأنه شأن غيره من خبراء عسكريين غربيين، لا يؤمن ميكلسن بأن أياً من قام بضرب "آرامكو" أخيراً "يستطيع القيام بذلك بدون مساعدة من الخارج". ولفهم نظريته يستشهد ميكلسن بدراسة صور الأقمار الصناعية لما بعد الضربة: "إذا ما نظرت بدقة إلى الأماكن التي استهدفت في البقيق؛ فستجد أن كل خزان أو مكان استهدف أصيب مائة في المائة بنفس المكان والزاوية، وهذا لا يمكن أن يتم من دون إحداثيات دقيقة جداً ومن طرف يعرف الدفاعات السعودية الجوية".
روسيا متورطة؟
"بيرلنغسكا" نشرت الصور التي أشار إليها الخبير العسكري، مع استشهاده بدراسة من "المركز الأسترالي للدراسات الاستراتيجية"، والتي نشرت أمس الأربعاء، وتشير إلى فرضية أنه "لا يملك الإيرانيون مطلقاً قدرات فضائية توفّر لهم تلك الإحداثيات من أجل إصابة دقيقة كالتي نشاهدها في الصور... وبالتالي هم مضطرون للحصول عليها من طرف آخر".
وفي ذات الاتجاه يتساءل ميكلسن "من هو الذي لديه اهتمام بارتفاع أسعار النفط؟. وتالياً يذهب، كما تذهب دراسة المركز الأسترالي، إلى قول صريح: "من يملك تقنيات تحديد الإحداثيات هم الصين وروسيا وأميركا، ولا أظن بطبيعة الحال أن الأميركيين سيعطون الإيرانيين صوراً فضائية وبإحداثيات دقيقة، إذ هم ليسوا مهتمين مطلقاً بارتفاع أسعار النفط، ولا الصين كذلك مهتمة بارتفاع الأسعار، ويبقى السؤال: هل قام الروس بإعطاء إيران إحداثيات فضائية... وبالتالي يمكن للمرء أن يتعمق بتفكيره بالطرف الذي يؤجج ما يجرى لمصلحة ارتفاع أسعار النفط".
ومن ناحيتها فإن الدراسة الأسترالية تترك الباب مفتوحاً بشكل واضح أمام التخمينات، وهي تشير إلى قدرات الروس الفضائية، وتفترض أنها ساعدت إيران للحصول على صور فضائية. وتعتبر الدراسة أن "المؤشرات تشير إلى تورط لاعب/ لاعبين يملكون من بين أشياء أخرى التالي: القدرة الاستخباراتية المكانية من برامج جوفضائية، والقدرة على مخادعة نظام الدفاع الجوي السعودي، أو التخفي عنه".
ومضت الدراسة المنشورة أمس على موقع المركز الأسترالي في افتراضاتها تلك، عن الدور الروسي، بالقول إنه "من المحتمل أيضاً أن الإيرانيين أساؤوا استخدام بيانات فضائية قدمها الروس لهم أثناء تبادل معلومات استخباراتية كجزء من شراكتهما في سورية، بمعنى أنه يمكن الافتراض ألا يكون الجهد الروسي متعمداً لاستهداف البنية التحتية الحيوية".
واعتبرت الدراسة أن الفرضية الثانية لطريقة الاستهداف "تتطلب الوصول إلى مشاهد ذات دقة أخرى غير تلك التي يوفرها (غوغل)، ما يعني أن المهاجمين تمكنوا من الوصول إلى صور فضائية عالية الاستبانة وقاموا بمهمة استطلاع فضائي، وهو أمر غير محتمل لدى المهاجمين (الحوثيين)".
واستعرض معدّو الدراسة صوراً فضائية لما بعد الضربة، مذكرين أنه "كما هو موضح في الصورة، ارتطام (الأجسام المهاجمة) يتكرر في الخزانات الأربعة. الدقة الرأسية لنقاط الارتطام ملاحظة بوضوح، وهو ما يفترض استخدام إحداثيات رأسية دقيقة منسقة تتطلبها الأسلحة الموجهة عبر نظام جي بي أس العالمي لتحديد المواقع".