اقتحمت قوات الأمن العراقية، فجر اليوم السبت، ساحة الاعتصام في البصرة وأحرقت خيم المتظاهرين واعتقلت عددا منهم، بينما تفرق الباقون باتجاه الأزقة القريبة واحتموا بالمنازل.
وباغتت "قوة الصدمة" بشكل مفاجئ ساحة اعتصام البحرية وسط البصرة، وأطلقت النار في الهواء وأطلقت قنابل الغاز، وأقدمت على إضرام النار في خيم المحتجين وطاردتهم داخل الساحة، واعتقلت عددا منهم.
ووفقا لناشط مدني، أكد لـ"العربي الجديد" أن "القوة حاولت محاصرة المعتصمين واعتقالهم، لكن أغلبهم تمكنوا من الانسحاب نحو منطقتي الأندلس والجنينة القريبتين من الساحة، وفتح الأهالي أبواب منازلهم للمعتصمين"، مؤكدا أن "القوة اعتقلت عددا من المعتصمين ممن لم يتمكنوا من الانسحاب".
وأضاف أن "القوة التي اقتحمت الساحة بعشرات العجلات، استعانت بآليات عسكرية وأزالت الحواجز عن الساحة بشكل كامل"، مشيرا إلى أن "الوضع مرتبك حاليا، ولا نعلم فيما إذا سقط ضحايا من المعتصمين أم لا نتيجة إطلاق النار".
وانتشر المئات من عناصر الأمن في ساعة متأخرة من ليل أمس في محيط ساحات التظاهر في المحافظة وفي عدد من الشوارع الحيوية، وكانت قيادة عمليات البصرة (المسؤولة عن أمن المحافظة) قد وجهت الجيش، ليل أمس بالانتشار الواسع في المحافظة لـ"تأمين المحيط الخارجي لساحات التظاهر"، وقالت القيادة في بيان لها، إنها "وجهت كذلك بمنع دخول المندسين والمخربين ومثيري الشغب إلى ساحات الاعتصام".
وأكدت أنها "طلبت أكثر من مرة من اللجان التنسيقية للتظاهرات، عدم التظاهر خارج الأماكن المخصصة، لكن عدم التزام البعض منهم يضعنا بموقف محرج، ويعرضهم إلى استهداف مباشر من قبل الخارجين عن القانون".
وشهدت ساحات التظاهر في عدد من المحافظات الجنوبية، ليل أمس، عمليات كر وفر بين عناصر الأمن والمتظاهرين، وتطورت المشاهد في محافظة كربلاء، التي استمر عناصر الأمن فيها عدة ساعات بمطاردة المتظاهرين في فلكة الأحرار، ما تسبب بتسجيل حالات اختناق في صفوفهم، نتيجة لقنابل الغاز التي استخدمها الأمن.
وخرج المئات من أهالي واسط بتظاهرات في مدينة الكوت (مركز المحافظة) وسط انتشار أمني مكثّف، وهتف المتظاهرون ضد أحزاب السلطة المرتبطة بأجندات خارجية، كما طالبوا بمحاكمة الفاسدين، وجاب المتظاهرون الشوارع الرئيسة بالمدينة.
وفي بغداد استمر المتظاهرون بقطع شارع محمد القاسم السريع، بعدما تعرضوا ليلا، لهجوم من قبل عناصر الأمن أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 25 آخرين. يجري ذلك في ظل تسويف من قبل حكومة تصريف الأعمال والجهات الداعمة لها، لمطالب المتظاهرين، ومحاولة كسب الوقت والمماطلة.
ودعا رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، في بيان له، الأحزاب إلى "عقد اجتماع وطني موحد لحل المشاكل العالقة في البلد، وأن يجنبوا العراق مزيدا من الألم والمعاناة والتضحيات"، مشددا على "ضرورة الكف عن المماطلة والتسويف، كونهما يزيدان من محنة أبناء الشعب".