فلسطينيو الداخل في يومهم ضد العنصرية الإسرائيلية: "القادم أصعب والمواجهة ستصبح مباشرة"

31 يناير 2018
بركة دعا إلى مساءلة إسرائيل على عنصريتها (العربي الجديد)
+ الخط -
بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، استضافت مدينة طمرة في الجليل، مساء الثلاثاء، المهرجان المركزي بمناسبة اليوم العالمي الثالث لدعم حقوق فلسطينيي الداخل.

وشهد اليوم أربعة مهرجانات في طمرة وغزة ونابلس وبيروت، إلى جانب نشاطات في عشرات الدول في العالم. وركزت فعاليات هذا العام على قضيتي القوانين العنصرية التي سنتها إسرائيل ضد فلسطينيي الداخل، لا سيما في السنوات الأخيرة، أو التي تعمل على سنها، وعلى قضية القدس، خاصة بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال.

وتحدث رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، محمد بركة، عن المهرجان "اللافت والمهيب" الذي شارك فيه في نابلس قبل وصوله إلى طمرة، إضافة إلى المسيرة في غزة والفعاليات حول العالم، قائلًا: "شغلنا في اليوم هذا كل مركبات الوطن والعالم". ووجه التحية للفلسطينيين في كل مكان، خاصة في الشتات.


وأوضح أن "الهدف من هذا اليوم العالمي أن نخرج إلى العالم لإماطة اللثام عن العنصرية الإسرائيلية. ها نحن هنا مليون ونصف مليون فلسطيني موجودون على أرضنا ونسعى لتحصيل حقوقنا. اليوم العالمي هو صوتنا في العالم وإلى العالم. نريد أن تقول إن الأكاذيب التي تروّجها إسرائيل عارية عن الصحة".

وحذّر بركة من عملية تهجير لنحو ثمانية آلاف إنسان من فلسطينيي الداخل، من خلال مخطط المؤسسة الإسرائيلية لإقامة مصنع للفوسفات على أرض قرية الفرعة في النقب، مؤكدًا أن "هذه معركتنا المقبلة".


وأضاف أنه "آن الأوان لأن تجري مساءلة إسرائيل على عنصريتها والأبرتهايد الذي تمارسه ضدنا"، مستدركًا: "ركزنا في هذا العام على قانون القومية الذي يعطي أفضلية لليهود، وهو الإعلان الرسمي عن حكومة الأبرتهايد. والموضوع الثاني هو قضية القدس. القدس مع تفاوض أو بدونه هي عاصمة دولة فلسطين. هكذا كانت وستكون. القدس من الثوابت. لا يستطيعون إخراج القدس من وجداننا. مواطنتها مشتقة من وطننا. نحن نطالب بحقوقنا المدنية ولكن أيضًا بحقوقنا القومية، ولا يمكن أن يساومنا أحد على ذلك".

واعتبر بركة أن فلسطينيي الداخل "أمام مرحلة مصيرية. القادم يتطلب تعزيز دور لجنة المتابعة واللجنة القطرية وأعضاء الكنيست". وحذر من "استعمال البذاءات في تراشق الاتهامات بقضايا معينة بين جماهيرنا عبر مواقع التواصل وغيرها، الأمر الذي يلعب في مصلحة المؤسسة الصهيونية. يجب أن يكون نقاشنا حضارياً. المؤسسة تسعى إلى تفتيتنا وعلينا الحذر من السقوط في الهاوية في هذه المرحلة الصعبة".

واختتم حديثه في المهرجان الخطابي في طمرة بالقول "يريدون أن يعيدونا إلى نقطة الصفر. سلطة مهووسة تترصد لنا بدعم مهووسين مثل ترامب وغيره. وهذا وقت الوحدة. اليوم العالمي لا يأتي لتجزئة الداخل عن الكُل الفلسطيني وإنما لتسليط الضوء على قضاياه".

رسائل للداخل والخارج

من جانبه، وجّه رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، الشيخ كمال خطيب، رسائل للداخل الفلسطيني، والقيادات الفلسطينية في الضفة وغزة، كما هاجم المملكة العربية السعودية.


وقال: "في ذروة الاستعداد لإحياء اليوم العالمي الأول عام 2016، أقدمت المؤسسة الإسرائيلية على حظر الحركة الإسلامية. وفي اليوم الثاني مطلع 2017 قتلت الشهيد يعقوب أبو القيعان في النقب، وهدمت بيوتاً في مدينة قلنسوة. وقبل هذه المناسبة (اليوم الثالث) أعلن ترامب قراره المزعوم بشأن القدس".

وتحدث خطيب عن صمود فلسطينيي الداخل، مؤكداً أن "بقاء نحو 154 ألف فلسطيني بعد النكبة، الذين يشكّلون اليوم نحو مليون ونصف مليون، هم شوكة في حلوقهم (الإسرائيليين) وصخرة على صدورهم". وأكد على أهمية وحدة جميع مركبات الداخل الفلسطيني، مشددًا على أن "القادم أصعب والمواجهة ستصبح مباشرة".


وتطرّق إلى الوضع السياسي الراهن في المنطقة، قائلًا "اليوم هناك جهات ودول عربية تلعب إلى جانب المؤسسة الإسرائيلية علانية وبلا خجل، وإن كانت لسنوات نسّقت بالخفاء. السعودية متواطئة ضد شعبنا. وبعض كُتّابها جزء من مؤامرة تحاك ضد شعبنا منذ سنوات. شعبنا لن يساوم على حقوقه حتى وإن تم تجويعه وازدادت محاولات تركيعه، ولكنه وإن جاع لا يركع".

وأضاف في سياق آخر: "اليوم جرت جلسة محكمة في حيفا لتمديد اعتقال شابين من أبناء شعبنا تعتقلهم المؤسسة الإسرائيلية إداريًا منذ 6 أشهر. هذا واقع جديد نحاكم فيه على أفكارنا ونوايانا".


ووجه خطيب كلمة للقيادات الفلسطينية في الضفة وغزة: "نعتز بكل من يتضامن معنا ومع كل صاحب ضمير، لكن لأننا نعرف أنفسنا ووزنها نؤكد على ثوابتنا، كما نقول إن فلسطين ليست لحركة فتح ولا حماس وإنما لكل فلسطيني ويجب تغيير حساباتنا، وتفعيل المصالحة وإجراء الانتخابات لكي تكون قيادة يختارها شعبنا. لانتخاب قيادة للمشاريع التي يراها مناسبة، وهذا أول بند في المصالحة التي يجب أن تطبق. يجب فرز قيادة جديدة قادرة على قيادة المرحلة".


الرقم الصعب

ومن جانبه تحدّث مفتي القدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، خلال المهرجان قائلاً إن "القدس فلسطينية، ولا يمكن أن تكون غير ذلك. ولا تخضع لإرادة هذا الحاكم أو ذاك. أبناء الأمة وكل أحرار العالم وقفوا نصرة للقدس. أهالي الداخل دائما كانوا في الميدان. هذا الجزء من شعبنا لم يخرج من ثوبه العربي الفلسطيني وأثبت أنه ينتمي لهذه الأرض، وآلامه جزء من آلام شعبنا".

وتساءل: "أين الديمقراطية حينما تسن القوانين العنصرية بحق أبناء الداخل الفلسطيني، الذين يشكلون الرقم الصعب بالنسبة للمؤسسة الإسرائيلية؟ كنتم دائمًا الرديف الحقيقي لإخوانكم في القدس والضفة وغزة وكل مكان. وكان لكم دوركم في الانتفاضات والهبات لأجل القدس والأقصى. نحن أبناء الشعب الفلسطيني حيثما كنا كلنا نتطلع لنكون جسدًا واحدًا".

أما رئيس بلدية طمرة، سهيل ذياب، فألقى كلمة باسم البلد المضيف واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في الداخل، مركّزًا على "التضييق الذي يزداد أكثر فأكثر كل يوم في ظل وجود حكومة متطرفة. طمرة مثال حي لمعاناة الأقلية الفلسطينية في الداخل. وزير الإسكان الإسرائيلي المتطرف يوؤاف غالانت أوقف مخططاً إسكانياً في طمرة لمنع شق شارع يحاذي مستوطنة".

وقال إن أمورًا مماثلة تحدث في معظم البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، في قضايا الأرض والمسكن وغيرها. وتساءل ذياب "هل هناك انتهاك أكثر من هذا؟ لكننا أصحاب الأرض وسنبقى نطالب بكل حق لنا". وتحدث رئيس بلدية طمرة عن أهمية إطلاق نشاطات واستحداث أدوات ضغط على الحكومة الإسرائيلية وأذرعها. وعرج على القوانين التي تسعى لتشديد وزيادة عمليات هدم البيوت العربية بحجة عدم الترخيص.

واختتم حديثه بالقول: "نحن نُمنع من توسيع مسطحات بلداتنا حسب القانون من جهة، ونُعاقب إذا بنينا بدون تراخيص من قلة الحيلة". 

المساهمون