ولم يتطرق اجتماع المركزية إلى موضوع قطع رواتب نحو 277 من الأسرى المحررين، وعدد من المعاد اعتقالهم في صفقة "وفاء الأحرار"، مكتفيًا بالذكر في البيان الختامي: "بعدم المساس بأبناء الحركة وحقوقهم التنظيمية والمالية"، فضلًا عن عدم نقاش موضوع حجب نحو 22 موقعًا فلسطينيًّا إعلاميًّا، وهو موضوع يشغل الرأي العام الفلسطيني بقوّة هذه الأيام.
وفي حين لم يتضح بعد ما يحمله غرينبلات في زيارته الثالثة للأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ بداية العام الجاري، أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، دلال سلامة، أنه "سيتم الوقوف على ما لدى الإدارة الأميركية من معطيات، وإذا ما كان من شأنها الدفع قدمًا بعملية السلام أم لا".
وأوضحت لـ"العربي الجديد" أن "عباس يريد أن يطّلع على ما لدى الإدارة الأميركية من معطيات تمهيدًا لاتخاذ القرار الخاص فلسطينيّا حولها".
وقالت: "هناك بعض النقاط التي تدرسها الإدارة الأميركية، وتريد أن تستمر بتدارسها مع القيادة الفلسطينية".
وحول التقارب ما بين "حماس" ودحلان، قالت: "لقد وقفت المركزية بجدية أمام سياسة تبادل الأدوار، واستمرار البحث عن بدائل لرعاية ما يجري في قطاع غزة ودفعها للانفصال، ورعاية كل الإجراءات التي تؤدي إلى انفصال القطاع بعيدًا عن المشروع الوطني الفلسطيني".
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للحركة جمال المحيسن: "هذا الموضوع تم نقاشه في اجتماع المركزية، وفتح تستهجن الوضع القائم، حيث كانت دولة قطر تدعم حماس ماليًّا في الفترة السابقة"، زاعماً أن "هناك دولة عربية أخرى تدعم حماس من خلال دحلان". ورفض المحيسن الإفصاح صراحة عن الدولة المقصودة.
وتابع في تصريحات لـ"العربي الجديد": "هذه الدولة تتحدث عن أن الإخوان المسلمين حركة إرهابية، وحماس جزء من الإخوان، ووزير خارجية السعودية (عادل الجبير) كان قد أصدر تصريحات ضد حماس، والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يتم دعمها بالنهاية من هذه الدولة في ضوء موقفها الواضح من الحركة والإخوان؟".
وتساءل المحيسن: "ما الذي سيقدمه المطرود محمد دحلان لعائلات المئات من شهداء حركة فتح، ومثلهم من الجرحى الذين تم قطع أرجلهم، في الذكرى العاشرة للانقلاب؟".
وأوضح: "حتى الآن، هناك من يقول إن هناك تفاهمات بين (حماس) ودحلان وهناك من ينكر، وما زالت الصورة غير واضحة، لكن الأكيد أن حركة (حماس) تريد أن تناكف الرئيس أبو مازن عبر تقاربها مع دحلان، والأمر الآخر أن (حماس) تريد المال الذي لدى دحلان، وهنا ما يفسر المصالح المشتركة بين الجهتين".
وقال المحيسن: "كل ما يجري في أزمة الخليج اليوم، سببه التدخل في شؤون الدول الأخرى، وبالنسبة لحركة فتح لدينا موقف واضح بعدم التدخل بشؤون أي دولة عربية، لكن نعلي صوتنا ونطالب الأشقاء العرب بعدم التدخل بشأننا الداخلي، البعض تدخل من أجل (حماس) والبعض الآخر تدخل من أجل دحلان، ونأمل من الدول العربية أن تبتعد عن تدخلها بالشأن الداخلي الفلسطيني".
وفي السياق ذاته، أكد المحيسن تعيين المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بعد اقتراحه من قبل عباس. وقال: "ستتم المصادقة على التعيين في اجتماع المجلس الثوري القادم، ولم يتم ترشيح أي عضو آخر للجنة المركزية في جلسة أمس".
يذكر أنه بقي مقعدان شاغران في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، سيتم تعيين من يشغلهما لاحقًا.
وقال المحيسن: "تم تشكيل لجنة لترشيح أعضاء المجلس الثوري، وأخرى لتدرس عضوية المجلس الاستشاري للحركة".
وبحسب المحيسن، فمن المقرر أن "يتم تعيين 25 عضوًا للمجلس الثوري من الفتحاويين، فيما سيتم تعيين 20 فتحاويًّا آخر من الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، فضلاً عن قرار اللجنة المركزية للحركة تشكيل لجنة لمتابعة وتقييم إضراب الأسرى الأخير".
وقال: "سيتم التعيين من المجلس المركزي، وستكون المصادقة من المجلس الثوري في ما يخص أعضاء الثوري".