حنين عنوان المعركة

07 مارس 2015
الاعتداء على زعبي جاء مكمّلاً لنهج التحريض(مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -
لم يكن الاعتداء الذي تعرضت له النائبة الفلسطينية حنين زعبي، يوم الثلاثاء، مفاجئاً، ولا كان مستبعداً، بل جاء الاعتداء مكمّلاً بشكل "طبيعي" لنهج التحريض والتهديدات التي تلقتها زعبي، منذ اعتلائها سطح السفينة "مافي مرمرة" عام 2010. ولأن زعبي لم تعتذر، ولا تريد أن تعتذر عن موقفها الوطني، ولا عن حملها رواية شعبها الفلسطيني في وجه الاحتلال ونظامه السياسي، ولكن أيضاً في وجه المنظومة الفكرية للاحتلال، أصبحت محل تهديد دائم، والأخطر من ذلك محل شيطنة تستهدفها شخصياً كما فكرياً، وسط شخصنة العداء لها، في سياق يلمّح للفلسطينيين في الداخل بأن حنين هي المتطرفة وليس أنتم.
من هنا، تصبح قضية حنين "الشخصية" هي مسألة المجموع الفلسطيني في الداخل، وإن حاول بعض "النشطاء" والمرشحين في القائمة المشتركة، الإيحاء بخطاب جديد يعيد في واقع الحال إلى الوجود "العربي الجيد" الخارج من رحم "الأحزاب والثوابت الفلسطينية في الداخل، ليسبغ الشرعية على التراجع والنكوص في الموقف الفلسطيني في الداخل، مع التخلي عن أهم منجزات النضال السياسي للفلسطينيين في الداخل. وأهم هذه المنجزات، هنا، وضع الانتماء للشعب الفلسطيني والأمة العربية فوق كل شيء، والاحتكام لبوصلة فلسطينية وهوية عربية، لا تسعى لنيل إعجاب المحتل ولا لقطف المديح من الإعلام الإسرائيلي على الظهور "المعتدل والعقلاني".
فخطاب الاعتدال والعقلانية في القاموس الإسرائيلي يعني شيئاً أساسياً واحداً، هو تجرد الفلسطيني، الفرد، والسياسي في حالة حنين، من هويته الوطنية وبوصلته الوطنية والقومية والقبول ببوصلة "مدنية إسرائيلية" تتحدث عن أزمات غلاء المعيشة والمسكن والتعاون ودحر اليمين ولا تتحدث عن شعب، أو بقايا شعب له إرادة.
إرادة الشعب هي ليست مجرد قائمة مشتركة "مع جزء إسرائيلي الهوية والتطلعات" تزيد من عدد النواب الفلسطينيين في الداخل، فالمسألة ليست بالكثرة بقدر ما هي في النوع والموقف والبوصلة. وفي حساب النوع والبوصلة، تكفي حنين زعبي واحدة في الكنيست، وخير لنا بوجود حنين زعبي واحدة من وجود عشرين نائباً همّهم إرضاء الإعلام الإسرائيلي بكل ثمن.
هكذا تصبح حنين هي عنوان المعركة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني.
المساهمون