تحرّكت قوة كبيرة من الجيش العراقي، وأخرى من مليشيا "الحشد الشعبي" من مركز الموصل نحو بلدة سنجار التابعة لمحافظة نينوى شمالي البلاد، للسيطرة على الوضع الأمني المرتبك فيها، على خلفية اشتباكات مع عناصر حزب "العمال الكردستاني".
وتحرّكت قوات من الجيش ومليشيات "الحشد الشعبي" نحو سنجار للسيطرة عليها. وقال مسؤول عسكري في نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوة عسكرية تحرّكت فجر اليوم نحو بلدة سنجار، بعدما وردت معلومات عن حراك غير طبيعي لقوات حزب العمال الكردستاني في البلدة، ما قد يجدّد الاشتباكات"، مبيناً أنّ "القوات العراقية ستعزز وجودها في البلدة، حتى إشعار آخر".
وأشار إلى أنّ "قيادات عسكرية ومن الحشد الشعبي وصلت إلى البلدة، وستعقد اجتماعاً عسكرياً فيها"، مبيّناً أنّ "من بين تلك القيادات قائد مليشيا الحشد أبو مهدي المهندس الذي بدأ بتفقد قطعات الحشد".
واشتبكت، ليل الأحد، عناصر من حزب "العمال الكردستاني"، مع عناصر للجيش العراقي، على حاجز أمني في قرية حصاويك التابعة لبلدة سنجار القريبة من الحدود السورية، ما تسبّب بسقوط قتيلين وجرحى من الطرفين.
وأكدت غرفة العمليات الخاصة العراقية، أنّ "قوة من حزب العمال اعتدت على حاجز أمني تابع للفوج الأول لواء 72 التابع لقيادة عمليات نينوى، بعد أن طلب أحد الجنود من العناصر الاستحصال على الموافقات الأمنية بغية السماح لها باجتياز السيطرة".
وأوضحت، في بيان صحافي، أنّ "تلك القوات قامت بدهس الجندي والاعتداء على الحاجز ووقع اشتباك بينهما أسفر عن مقتل جنديين عراقيين، وإصابة خمسة من عناصر حزب العمال".
من جهته، أكد مسؤول محلي في سنجار، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخلاف بين الطرفين، كانت له مقدمات"، مشيراً إلى "أنّ عناصر حزب العمال الكردستاني لا تقبل بتفتيش سياراتها"، وموضحاً أنّ "هناك تنافساً لفرض السلطة والهيمنة على المنطقة من قبل الطرفين".
وأشار إلى أنّ "هناك مشاكل متراكمة بين الجانبين تتعلّق بعمليات تهريب وشبكات نفط بالمنطقة، تتورط فيها أطراف عدّة"، منبّهاً إلى أنّ "الوضع الحالي مرتبك جدّاً في سنجار، وهناك مخاوف من تجدّد الاشتباكات".
ويتهم الجانب الكردي، الحكومة العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي"، بدعم بقاء حزب "العمال الكردستاني" في سنجار، وطالب قادة أكراد بإخراجه وإخراج القوات غير النظامية (الحشد الشعبي) وإسناد مهمة الأمن في البلدة إلى قوات التحالف الدولي.
وبلدة سنجار، من البلدات العراقية الواقعة غربي محافظة نينوى، وتسكنها غالبية من الأيزيديين، وأقلية من التركمان، وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد اجتاحها في يونيو/حزيران 2014، فيما تم تحريرها من قبل قوات "البشمركة" الكردية بدعم من التحالف الدولي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ومن ثمّ استعادتها الحكومة العراقية من "البشمركة" عام 2017.