أفادت مصادر تركية مطلعة على المفاوضات بحصول تقدم اليوم، موضحة لـ"العربي الجديد"، أن "المفاوضات التركية الأميركية تسير بشكل جيد، وقد يتم التفاهم على منطقة آمنة جزئية، شرق الفرات، بعد أن أظهر الجانب التركي حزماً وجدية في القيام بعمل عسكري، رافقته أفكار جديدة من الجانب الأميركي في محاولة جديدة لثني الجانب التركي عن مخططاته".
ولفتت المصادر إلى أن "الجانبين التركي والأميركي حريصان على الوصول إلى تفاهم، لأن أي تأزم بالمنطقة سيؤدي إلى وضع لا يحمد عقباه مما يؤثر على العلاقات الثنائية، ولهذا استمرت المفاوضات اليوم نحو 7 ساعات، على أن تتواصل غداً الثلاثاء".
المصادر المطلعة كشفت أن "تطورات المفاوضات ستظهر بشكل واضح على الأرض، حيث يقود ممثلو جيشي البلدين عملية التفاوض بسرية كبيرة، وقد تؤدي توافقات المنطقة الآمنة الجزئية التي جرت اليوم، إلى طلب أميركي من الوحدات الكردية، بإنزال أعلامها والانسحاب".
وعقب مفاوضات اليوم، ذكرت وزارة الدفاع في تغريدة على حسابها في موقع "تويتر": "انتهى اليوم القسم المخصص للمباحثات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين حول المنطقة الآمنة المخطط إقامتها بالتنسيق شمالي سورية، وستتواصل المباحثات في وزارة الدفاع التركية بأنقرة".
وتعتبر المفاوضات التي جرت اليوم، الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك في أنقرة بشأن إقامة "منطقة آمنة" شمالي سورية، حيث انعقدت الأولى في 23 يوليو/ تموز الماضي في مقر وزارة الدفاع التركية.
وأكدت تركيا في عدة مناسبات أنها ستضطر لإقامة منطقة آمنة شمالي سورية، في حال عدم التوصل لتفاهم مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص.
ويأتي الاجتماع في ذروة الخلاف المستمرّ منذ سنوات بين البلدين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشأن الدعم الأميركي للمقاتلين السوريين الأكراد، الذين قادوا الحرب البرية ضد تنظيم "داعش"، وتعتبرهم تركيا إرهاباً يهدّد أمنها. وفي الصدد، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب أطلقت جهداً أخيراً من أجل تجنب اجتياح تركي لشمال شرق سورية.
وترى الصحيفة أنّ فشل الجهد الأميركي قد يرمي بالمنطقة المدمّرة بالحرب، نحو اضطرابات أعمق، ما يعرّض للخطر جهود طرد بقايا "داعش"، فضلاً عن هدف ترامب بسحب القوات الأميركية من سورية.
ويتضمّن العرض الأميركي عملية عسكرية أميركية تركية مشتركة، لتأمين شريط جنوبي الحدود السورية التركية، بعمق 9 أميال وبطول 87 ميلاً، يتمّ سحب المقاتلين الأكراد منه.
وتقوم القوات الأميركية والتركية، بموجب هذه العملية، بتدمير التحصينات الكردية، وحراسة المنطقة الواقعة في الثلث الأوسط من الحدود الشمالية الشرقية، بين نهر الفرات والعراق، على أن يتمّ توضيح الأمور بشأن الثلثين المتبقيين في وقت لاحق.
في المقابل، رفضت تركيا هذا العرض، مع إصرارها على منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً على الأقل، مع تفضيلها السيطرة عليها لوحدها.