"الوفد المصري" يعد وثيقة حزبية لـ"المعارضة الوطنية"

23 مايو 2018
اجتمعت الأحزاب بناء على دعوة أبوشقة (فيسبوك)
+ الخط -

اجتمع، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، عدد من رؤساء الأحزاب المصرية، بناءً على دعوة رئيس حزب "الوفد"، بهاء الدين أبو شقة، استجابة منه لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تشكيل لجنة تنسيقية بين رؤساء الأحزاب والسلطة الحاكمة، للتشاور حول مختلف القضايا الراهنة، فضلاً عن بحث سبل "اندماج" الأحزاب القائمة، بهدف الوصول إلى حزبين أو ثلاثة "أقوياء".

وصرح أبو شقة، على هامش الاجتماع، أنه يعد جلسة افتتاحية ستعقبها ورش عمل وجلسات عدة، بغرض إعداد وثيقة وطنية حزبية متكاملة، تلتف حولها الأحزاب والقوى السياسية، لإعادة التوازن للحياة السياسية، وتفعيل المادة الخامسة من الدستور التي نصت على التعددية الحزبية، والتداول السلمي للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها.

وأضاف أبو شقة، وهو نائب معين من السيسي في البرلمان، أن تفعيل المادة الدستورية "لن يتحقق إلا بوجود أحزاب سياسية متماسكة، وتنافس حزبي حقيقي، وطرح الرأي والرأي الآخر، والمعارضة التي تهتم بمصلحة الوطن"، معتبراً أن الحديث عن اندماج الأحزاب هو أمر "سابق لأوانه" خلال المرحلة الراهنة.

وأفاد أبو شقة بأن "الهدف هو ألا نكون أمام حزب واحد، وإنما أمام ديمقراطية حقيقية، والتي لا تتم إلا في وجود تعددية حزبية حقيقية"، متابعاً أن "بيت الأمة (مقر الحزب) سوف يحتضن اجتماعات القوى السياسية لحين الانتهاء من إعداد هذه الوثيقة، بحيث تكون وثيقة وطنية توافقية بين الأحزاب الموقعة عليها".

وأضاف أبو شقة أن "تفعيل الديمقراطية لن يتأتى إلا بوجود حزبين أو ثلاثة أحزاب أو أربعة أحزاب على الأكثر للتنافس فيما بينها، بحيث تتشكل من بينها المعارضة الوطنية التي تبغي مصلحة الوطن والمواطن"، حسب تعبيره.

وزاد في حديثه: أن "القوى السياسية والحزبية في بلاده أمام فرصة ذهبية لتحقيق الديمقراطية، وأنه إذا ضاعت هذه الفرصة ستكون الأحزاب هي المسؤولة عن ضياعها"، مختتماً بالقول إن "الديمقراطية ليست رفاهية، وإنما هي الحصن الذي يحمي الحاكم قبل المحكوم.. فالتجارب السياسية أثبتت أن دولاً كثيرة ضاعت بسبب غياب الديمقراطية".


بدوره، قال المتحدث باسم الحزب، ياسر الهضيبي، إن "الاجتماع بلور رؤية جديدة للحياة الحزبية في مصر، ليفتح الباب أمام ممارسة ديمقراطية حقيقية تساعد في النهوض بالدولة خلال الفترة المقبلة"، منوهاً إلى أن أهم توصياته تتمثل في تشكيل لجنة تنسيقية للتواصل بين الأحزاب والحكومة، وعقد اجتماع آخر للأحزاب، الثلاثاء المقبل، لتشكيل لجنة إعداد الوثيقة الحزبية.

حضر الاجتماع سكرتير عام حزب "الوفد"، هاني سري الدين، ورئيس حزب "الغد" ومنافس السيسي "الكومبارس" في الانتخابات الرئاسية المنقضية، موسى مصطفى موسى، ورئيس حزب "التجمع" السيد عبد العال، ونائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "النور" السلفي محمد صلاح خليفة، ورئيس حزب "حُماة الوطن" محمد الغباشي، ورئيس حزب "الجيل" ناجي الشهابي.

كان أبو شقة قد أعلن انضمام المتحدث السابق باسم الجيش، العميد محمد سمير، إلى عضوية حزب "الوفد"، وتعيينه في منصب مساعد رئيس الحزب لشؤون الشباب، وهو ما أثار ردود فعل واسعة عن تحرك نظام السيسي قدماً نحو "عسكرة" الأحزاب الفاعلة.

وجاء انضمام سمير لحزب الوفد، ليؤكد ما كشفته مصادر برلمانية لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، بشأن شروع النظام المصري في إجراءات تأسيس "حزبين كبيرين"، أولهما تحت رعاية جهاز الاستخبارات العامة، ليكون حزباً حاكماً على غرار الحزب الوطني "المنحل"، والثاني تحت رعاية جهاز الاستخبارات الحربية، ليكون كياناً للمعارضة "البناءة" من داخل النظام ذاته.