هدوءٌ بجبهات القتال... والأمم المتحدة تطالب النظام بإدخال المساعدات

14 سبتمبر 2016
شاحنات المساعدات على معبر باب الهوى (جيم جينكو/ الأناضول)
+ الخط -
تشهد مختلف جبهات القتال في سورية، ومناطق سيطرة المعارضة المسلحة، منذ صباح اليوم الأربعاء، هدوءاً شبه تام، وذلك بعد مرور نحو أربعين ساعة من الهدنة التي أقرت ضمن اتفاق روسي أميركي السبت الماضي، على أن تكون بدايةً، لمدة ثمان وأربعين ساعة تنتهي مساء اليوم، ويُصار إلى تمديدها لاحقاً لتُكمل الأسبوع.

وقالت عدة مصادر ميدانية، في محافظات إدلب وحلب وحماة وحمص وريف دمشق ودرعا والقنيطرة، لـ"العربي الجديد" إنّ مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة في هذه المحافظات، لم تتعرّض، اليوم الأربعاء، لأي استهدافٍ مدفعي أو جوي، خلافاً لما كانت عليه أوضاع بعض المناطق خلال يومين، حيث سُجلت خروقات لقوات النظام، بعد بدء الهدنة، لا سيما في محافظات حلب وريف دمشق والقنيطرة، فيما تبادلت قوات النظام مع فصائل بالمعارضة السورية القصف بمناطق القتال في ريف حماة الشمالي.

وأكد الناشط في "مركز حماة الإعلامي" عبيدة أبو خزيمة لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأوضاع في مختلف مناطق حماة هادئة، اليوم الأربعاء، ولم تُسجل خروقات جديدة، لكنه أشار إلى أنه "ومع بدء سريان الهدنة عند الساعة السابعة من مساء الإثنين الماضي، تم تسجيل عدة خروقات في ريف حماة الشمالي بدأها النظام بقصف مدفعي من مواقعه في جبل زين العابدين، مما دفع الثوار للرد على الخرق واستهداف دبابة لقوات النظام بصاروخ مضاد للدبابات، أدى لتدميرها بالكامل ومقتل طاقمها".

وأضاف أنّ "خرقاً آخر قام به الطيران المروحي للنظام، عبر إلقاء البراميل المتفجرة على منطقة الزوار، وقرية الزلاقيات، بريف حماة الشمالي، مما خلف دماراً في منازل المدنيين، في حين سقط خمسة جرحى من الأطفال جراء انفجار مقذوف من مخلفات الغارات الجوية لطيران النظام على مدينة اللطامنة".
وأشار الناشط إلى خروقات مماثلة، في مناطقَ بريف حماة الشرقي، فيما تشهد مناطق سيطرة المعارضة بريف المحافظة الجنوبي "هدوءاً تاماً، باستثناء نيران رشاشات من مواقع النظام في جرنية العاصي، واستهداف قرية القنطرة".


وينسحب مشهد الهدوء شبه التام، في مناطق حماة، على المشهد في محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، وكذلك إدلب وحمص وحلب، ولو أنّ الأخيرة تحديداً لم تسلم بعض مناطقها، أمس الثلاثاء، من قصفٍ مدفعي وجوي لقوات النظام السوري.


وكانت مدفعية النظام في تلة القرع، قد قصفت ظهر أمس، قرية القراصي جنوبي حلب، فيما شن الطيران الحربي مساء، عدة غارات بالصواريخ على بلدة خان طومان في الريف الجنوبي، وقصفت المليشيات المساندة له في قريتي نُبل والزهراء بالمدفعية، مدينة عندان في الريف الشمالي للمحافظة.


ومع اقتراب انتهاء مدة الثماني والأربعين ساعة، من الهدنة التي من المفترض أن يتم تمديدها، فإنّ أي تقدمٍ على صعيد إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة لم يحصل حتى ظهر اليوم الأربعاء.


ويبدو أنّ الاستعدادات لدخول مواد غذائية إلى شرقي مدينة حلب تحديداً، ما تزال متواصلة، إذ من المنتظر، أن تصل شاحنات المساعدات إلى مناطق المعارضة المحاصرة، عبر طريق الكاستيلو، الذي انتشرت فيه منذ عصر أمس، وحدات عسكرية روسية لمراقبة تنفيذ الاتفاق الموقع مع واشنطن، والذي يفرض على قوات النظام سحب عناصر ومعداتٍ عسكرية أخرى، بعيداً عن الطريق الذي ستمر عبره المساعدات الأممية وغيرها، والتي ستأتي من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وفي السياق، ما يزال دخول المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب، يصطدم برفض النظام مرور المساعدات عبر مناطق يسيطر عليها، مطالباً بالتنسيق معه قبل ذلك، إذ نقلت وكالة النظام "سانا" عن "مصدر مسؤول في الخارجية"، أنّ دمشق "ترفض إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب ولا سيما من النظام التركي، بدون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة".


وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قال أمس، "لم نتلق حتى الآن إذناً من النظام السوري بإدخال المساعدات الإنسانية"، مشدداً على أنه "يعتين على النظام السوري السماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى حلب".
وقد عبرت شاحنات تحمل مساعدات إنسانية قطرية، الحدود التركية السورية أمس، على أن تتجه إلى المناطق المحاصرة في حلب لاحقاً.


وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي عمار الزير لـ"العربي الجديد" إنّ "أربع عشرة شاحنة تحمل مساعدات إنسانية مقدمة من دولة قطر، تجمّعت في ساحة معبر باب الهوى الحدودي"، مشيراً إلى أنّها "تنتظر الإذن للتوجّه نحو المناطق المحاصرة في مدينة حلب".



المساهمون