قوات الأمن العراقية تبدأ تفريق المتظاهرين بالبصرة باستخدام الذخيرة وقنابل الغاز
وارتفع عدد الضحايا في البصرة إلى 10 قتلى ونحو 200 مصاب، وفقاً لمصادر طبية عراقية، لكن وسائل إعلام محلية نقلت عن مصادر أمنية وناشطين قولها إن العدد ارتفع إلى 12 قتيلاً بعد وفاة جريحين اثنين متأثرين بإصابتهما فضلاً عن عشرات المصابين، وتواصل قوات الأمن قطع جسر الزبير والجسر الإيطالي وجسر التنومة.
وقال شهود عيان وناشطون إن قوات الأمن استخدمت الذخيرة وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين قرب مبنى الحكومة المحلية التي شهدت ليلة أمس مقتل ستة متظاهرين بنيران الأمن العراقي.
ومنذ ظهر اليوم، ازداد أعداد المتظاهرين في بغداد ووسط جنوب العراق مع دخول شرائح جديدة من المجتمع العراقي على خط التظاهر، وأبرزها العشائر التي كان لها حضور واضح في مدن الجنوب، فضلا عن النقابات واتحادات العمال، وذلك مع دخول حركة الاحتجاجات العراقية أسبوعها الثالث على التوالي.
وقال ناشطون في بغداد إن ساحة التحرير اكتظت بعشرات الآلاف من المتظاهرين، ما أدى إلى امتداد التظاهرات إلى شارع السعدون جنوبا وباتجاه منطقة الباب الشرقي، وسط استمرار التجمعات بالمئات أمام جسر الجمهورية وجسر السنك، وتقاطع جسر الشهداء.
وتواصل القوات العراقية إغلاق نصف جسور بغداد على نهر دجلة والبالغة 12 جسرا حيث أغلقت جسور الجمهورية والسنك والاحرار والشهداء والباب المعظم والجسر المعلق حتى الآن، تخوفا من عبور المتظاهرين إليها نحو المنطقة الخضراء.
وقال مصدر طبي عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن قتيلا واحدا وصل إلى مستشفى الجملة العصبية اليوم الجمعة وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى بدقائق متأثرا بإصابته فجر اليوم الجمعة، لكن المعلومات تؤكد أن المستشفيات الأخرى تلقت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية خمسة ضحايا من المتظاهرين، أربعة منهم قضوا بالرصاص وواحد توفي اختناقا بقنابل الغاز، مؤكدا أن عدد المصابين بلغ أكثر من 250 مصابا غادر نحو 200 منهم المستشفيات".
وفي كربلاء وواسط والمثنى وميسان شهدت المحافظات تظاهرات واسعة في ميادين وساحات عامة، شاركت بها زعامات عشائرية مختلفة ودينية مختلفة.
وقال عضو التيار المدني علي العبادي لـ"العربي الجديد"، بأن مشاركة زعماء ووجهاء العشائر تعطي عامل طمأنة أكثر للمتظاهرين بأن التظاهرات لن تقمع بوحشية فقوات الأمن والحكومة تتجنب حتى الآن استفزاز العشائر بالجنوب رغم أن كثرا من قتلى التظاهرات هم من أبناء عشائر كبيرة ولها تأثير بالجنوب"، مبينا أن التظاهرات اليوم في الجنوب أكثر من أي يوم آخر من حيث عدد المشاركين".
وفي ذي قار، فرضت قوات الأمن حظرا شاملا للتجوال على مدينة الرفاعي جنوبي المحافظة، كما أقرت إجراءات جديدة في الناصرية عاصمة المحافظة المحلية بعد اتساع رقعة التظاهرات خارج محيط ساحة الحبوبي وسط المدينة حيث قطعت عددا من الطرق الرئيسة وكذلك جسرين على نهر الفرات.
وفي جانب الكرخ من بغداد، قالت تقارير لوسائل إعلام محلية عراقية إن قوات الأمن منعت تجمعا من نحو 100 شخص كانوا متوجهين للتظاهر في الشارع الذي تقع داخله السفارة الإيرانية التي رفعت من وتيرة إجراءاتها الأمنية أسوة بقنصليات الجنوب في كربلاء والنجف والبصرة.
وقال عضو في البرلمان العراقي لـ "العربي الجديد"، إن الاعتقالات متواصلة في الجنوب. وأضاف، طالبا عدم ذكر اسمه، أن الاعتقالات الحالية تذكرنا باعتقالات صدام ونظام البعث، مشيرا إلى أن "هناك ترويعا وإرهابا حكوميا وحزبيا لسكان الجنوب المعترضين والمنتفضين".
وأكد أن عدد المتظاهرين الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين فقط قد يصل لعشرين شابا وعشرات الإصابات الخطرة ، معربا عن اعتقاده بأن تشهد جلسة البرلمان يوم غد السبت جمع تواقيع لاستجواب وزراء الداخلية والدفاع حول القمع والاعتقالات، والجهات التي تقف خلف خطف وقتل الناشطين أيضا بالجنوب وبغداد.
وصعدت السلطات العراقية من آلة القمع والعنف ضد المتظاهرين خلال الأيام الماضية، حيث بلغت حصيلة الضحايا نحو 300 قتيل وأكثر من 13 ألف مصاب، وفقا لتقارير طبية وحقوقية عراقية.
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، اليوم الجمعة، عن مقتل 23 عراقيا متظاهراً وإصابة أكثر من ألف آخرين في بغداد وجنوبي البلاد خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقالت المفوضية، وهي هيئة عراقية مستقلة وفقا للدستور وترتبط بالبرلمان وليس بالحكومة في بيان لها، إن 23 عراقيا من المتظاهرين قتلوا وأصيب 1077 من المتظاهرين والقوات الأمنية بين الثالث والسابع من الشهر الحالي في بغداد وكربلاء والبصرة وذي قار ومدن أخرى.
وأضاف البيان أن أغلب المصابين غادروا المستشفيات بعد تلقيهم العلاج، مؤكدا أيضا اعتقال 201 من المواطنين بالفترة ذاتها، بين يومي 3 ــ 7 من الشهر الحالي.