عودة وشيكة لجونسون إلى "داوننغ ستريت"... وتزايد الضغوط لتوضيح استراتيجية رفع الإغلاق

25 ابريل 2020
توقعات بعودة جونسون الاثنين (Getty)
+ الخط -
يتوقع أن يعود رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى "داوننغ ستريت"، حيث مقر رئاسة الوزراء، قريباً، بعدما تعافى من إصابته بفيروس كورونا الجديد، في وقت تزداد الضغوط على حكومته لتوضيح استراتيجيتها بشأن رفع تدابير الإغلاق في بريطانيا.

ويتعافى جونسون (55 عاماً) في "تشيكرز"، المقر الريفي لرؤساء الحكومات البريطانيين، منذ أن غادر المستشفى في 12 إبريل/ نيسان، بعد أن قضى ثلاثة أيام في قسم العناية المركّزة، وأقر لاحقاً بأنّ "الأمور كانت لتأخذ أي منحى"، ما اضطرّه لأخذ وقت للاستراحة قبل العودة إلى المعترك السياسي.

لكن مؤشرات عودته الوشيكة ازدادت، بعدما قال مسؤولون إنه تحدّث إلى الملكة إليزابيث الثانية والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال ترامب، الخميس، إن لدى جونسون "طاقة هائلة" وكان صوته "رائعاً" عندما تحدّثا هاتفياً. وأضاف: "في الواقع فوجئت (...) كان مستعداً للعودة" إلى روتينه المعتاد.

بدورها، أشارت صحيفة "ديلي تلغراف"، حيث عمل جونسون في الماضي، إلى أنه قد يعود إلى مكتبه الاثنين لعقد اجتماعات فردية مع وزراء حكومته. لكن وزير الصحة مات هانكوك بدا أكثر حذراً رغم تحسّن حالة رئيس الوزراء. وقال، الجمعة: "تحدّثت إليه بالأمس وبدا مرحاً. إنه متحمّس وفي طريقه للتحسّن بكل تأكيد"، لكنه أضاف أن "الموعد الدقيق لعودته يعود إليه ولأطبائه".

انتقادات متزايدة


وينوب وزير الخارجية دومينيك راب عن رئيس الوزراء، منذ نقل الأخير إلى المستشفى، وترأس اجتماعات الحكومة بشأن استراتيجية مواجهة تفشي "كوفيد-19".

لكن بينما يتولى رئاسة الوزراء اسمياً، فإن راب بحاجة إلى موافقة مجلس الوزراء الجماعية بصفته "وزير دولة أول" لاتخاذ قرارات كبيرة مثل تخفيف إجراءات الإغلاق.

وعلى أرض الواقع، تشارك راب ووزير الصحة، ووزير الدولة مايكل غوف، أعباء القيادة في غياب جونسون، والتي تزامنت مع ازدياد الإصابات وكذلك الوفيات في المستشفيات.

وتعتبر بريطانيا من أكثر بلدان العالم تضرراً بالفيروس. وسجلت وزارة الصحة البريطانية، السبت، 813 وفاة إضافية بـ"كوفيد-19" في المستشفيات، ما يرفع الحصيلة الاجمالية إلى 20319.

وشهدت الحصيلة اليومية ارتفاعاً عن اليوم السابق الذي سجلت خلاله 684 وفاة، وذلك رغم اعتبار الحكومة أن البلاد تجاوزت ذروة الوباء. وقد يرتفع رقم الوفيات الفعلي إن تم حساب الحالات خارج المستشفيات وخاصة في دور المسنين.

وبينما كان جونسون غائباً، واجه الوزراء انتقادات على كافة الصعد بسبب النقص في معدات الحماية الشخصية، وعدم إجراء فحوص على مستوى أشمل، خاصة في صفوف الموظفين في القطاع الصحي وعمال الرعاية الاجتماعية.

وقال رئيس الرابطة الطبية البريطانية شاند ناغبول، لشبكة "سكاي نيوز"، إن "الحكومة لم تتحرك بسرعة كما ينبغي لها". وأضاف "لهذا الأمر ضريبة نفسية قوية للغاية، ويظهر أثره على القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية".


وسيكون لزاماً على جونسون كذلك، وبشكل فوري، توضيح كيف ينوي النهوض باقتصاد البلاد بالتوازي مع احتواء الفيروس.

وتزداد المطالب بوضع استراتيجية خروج من الإغلاق الحالي، والذي تم فرضه في 23 مارس/ آذار وتمديده في 16 الشهر الجاري، على أن تتم مراجعته في 7 مايو/ أيار.

ورفض الوزراء علناً حتى الآن التكهن بموعد رفع القيود، قائلين إن الخبراء غير متأكدين من أن بريطانيا تجاوزت ذروة تفشي المرض. ومع ذلك، ترتفع الأصوات الداعية إلى مزيد من الوضوح، بما في ذلك داخل حزب المحافظين الحاكم الذي يتزعمه جونسون، حيث باتت العواقب الاقتصادية لتفشي المرض أكثر حدة.

وقال الزعيم السابق للحزب إيان دانكن سميث، إن على الحكومة "اتخاذ القرارات الصعبة"، في وقت استأنفت بعض الأعمال التجارية نشاطاتها على الرغم من الحظر.

وحذر مصرف إنكلترا المركزي، الخميس، من أن البلاد تواجه أسوأ ركود "منذ قرون عديدة". بدورها، رفعت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن حدة الرهان عبر كشف خطوط استراتيجيتها العريضة التي تتضمن إمكانية إعادة فتح بعض الأعمال التجارية والمدارس على مراحل. كما ألمحت رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية أرلين فوستر، إلى أنها قد ترفع القيود قبل إنكلترا.

(فرانس برس)
المساهمون