افتتاح قمة نواكشوط: فلسطين وسورية واليمن تهيمن على الكلمات

نواكشوط

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
25 يوليو 2016
BBC591B7-0F1A-4DB5-8CB7-A0177596625E
+ الخط -

افتتحت القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين، اليوم الإثنين، في نواكشوط، التي تستضيف الحدث لأول مرة، حيث تناول الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، رئيس الدورة، في كلمته مجمل الأوضاع في البلاد العربية التي تشهد أزمات، خصوصاً سورية واليمن والعراق وليبيا، والصومال، داعيا العالم العربي والمجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود للحفاظ على وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي.

وأضاف الرئيس الموريتاني، مباشرة بعد تسلمه الرئاسة من مصر، أنه لا بديل عن توافق سياسي في سورية.

وفي الملف السوري أيضاً، قال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن الوضع هناك "يزداد خطورة بتفاقم الأوضاع الإنسانية"، مشيراً إلى أنه كان للكويت شرف استضافة ثلاثة مؤتمرات لتقديم الدعم الإنساني، في الوقت الذي كان المجتمع الدولي يقف صامتا إزاء ذلك. قبل أن ينتقل للملف اليمني، حيث ذكر أن المشاورات السياسية التي تستضيفها بلاده لم تنجح في الوصول لاتفاق ينهي هذا الأزمة.


ورغم ذلك، شدد أمير الكويت على أنه لا يزال هناك أمل في أن تنخرط كل الأطراف في توافق سياسي، مشيراً إلى أن الوضع في العراق وليبيا والسودان والصومال مصدر قلق كبير، قبل أن يبرز أن "نجاح أي حوار مع إيران يتطلب احترام الأخيرة للقانون الدولي".

وأمل الشيخ صباح في عقد مؤتمر دولي لدعم الطفل الفلسطيني، لتسليط الضوء على انتهاكات إسرائيل، مضيفاً أن "المواجهة مع الإرهاب شرسة، وينبغي أن تشمل الأبعاد التربوية والثقافية والدينية".

وذكر الرئيس السوداني، عمر البشير، بدوره، أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية، قبل أن يؤكد أن "أمتنا العربية تمثل قوة لا يستهان بها، واتحادها سيجعلها رائدة"، وأنه "علينا استدعاء القيم التي حدت بنا لإنشاء الجامعة العربية بحاجة لتفعيلها لتقود حوارا عربيا بنّاءً، وكذا إنشاء آلية للأمن الغذائي العربي".

وشدد الرئيس السوداني على أن بلاده تدعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، وأنه علينا استعادة زمام المبادرة العربية في سورية، كما عبّر عن الدعم اللامحدود للشرعية في اليمن.

من جهته، قال رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فائز السراج، الذي يحضر الاجتماع لأول مرة، إن "القمة تأتي في وضع استثنائي، ومرحلة فاصلة في حياة الأمة"، مبرزا، بدوره، أن "القضية الفلسطينية تبقى الأولى"، وأن بلاده تدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال الشعب مبتغاه، كما تدعم أي مخرج سياسي يعيد الاستقرار والأمن للعراق وسورية واليمن.

وقال إن "قوات الرئاسي" حققت تقدما ملحوظا في سرت، رغم ضعف الإمكانيات، موضحاً أن ليبيا البلد الثالث بعد العراق وسورية الذي تغلغل فيه "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، قبل أن يعرب عن ترحيبه بجميع المبادرات الساعية إلى إنهاء الأزمة السياسية شرط التنسيق مع حكومة الوفاق الوطني.

الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تحدث عن الأزمة في بلده، وقال إنه "حذرنا من مغبة قيام انقلابيين بخطف الدولة، والارتماء في حضن المشروع الإيراني الذي لا يستهدف المنطقة وحدها، بل كل المنطقة العربية"، مشدداً على أن "الحل في اليمن يكون بالتزام الانقلابيين بمبادرة مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة"، وأن "التحالف العربي بقيادة السعودية يمثل بارقة أمل".

وألقى كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي شدد على أن "الحوار هو السبيل لإحلال السلام في الدول التي مزقتها الحروب الطويلة"، مرحبا بـ"التقدم المحرز من استعادة عدة مناطق من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بما فيها الفلوجة".

وقال ولد الشيخ، نيابة عن بان، في ما يتعلق بفلسطين، إن "آفاق الحل القائم على دولتين آخذة بالتضاؤل"، مبرزا أن "على إسرائيل وقف أنشطتها الاستيطانية غير القانونية".

وأشاد بان بلبنان، الذي قال إنه "نموذج للتعايش، وهو يستقبل بسخاء عددا من اللاجئين"، قبل أن يحث ساسته على "نبذ خلافاتهم".

وذكرالمسؤول الأممي أن "الفراغ السياسي والأمني قوّى شوكة داعش في ليبيا والمنطقة"، مؤكداً أن "جامعة الدول العربية هي شريكنا لتحقيق الأمن والسلام والتنمية المستدامة".

وكان لافتا خلال كلمة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، تهنئته للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي غاب عن القمة، على ما وصفه بـ"حكمته في قيادة الدفة العربية"، وهو الكلام نفسه الذي كرره رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان، الذي شكر "مصر العروبة وعبد الفتاح السيسي".

واستعرض أبو الغيط رؤيته لمهامه كأمين عام للجامعة، متحدثا عن أنه سيكون "أميناً على مسيرة العمل العربي المشترك"، وأنه سيحافظ على "أمانة الحياة إزاء كافة الدول الأعضاء، وأتعهد بقيادة الأمانة للعمل بشكل شفاف".


وقال أبو الغيط إنه "لا بد من تكثيف العمل العربي"، وإن "الانتصار في الحرب على الإرهاب والتطرف يتطلب تطوير الاتفاقيات الخاصة لقيادة تحرك إقليمي ودولي ضد الإرهاب"، مبرزا أن "إعادة الاستقرار للمناطق المتأزمة سيجفف منابع الإرهاب".

وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن "القضية الفلسطينية في صدر أولويات العمل العربي"، وأنه يجب "بلورة مشروع يجمع الإرادات العربية، لبناء مجتمعات واعدة دون تطرف أو لجوء للعنف". كما أكد على "ضرورة مراجعة المشاريع الاقتصادية المتعثرة، من المنطقة الحرة إلى الاتحاد الجمركي العربي"، لافتاً إلى وجوب "احترام الشأن الداخلي لكل بلد".

من جهته، شدد رئيس جمهورية تشاد والرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، إدريس ديبي، على أن موقف بلاده وأفريقيا ثابت من القضية الفلسطينية، قبل أن يؤكد أن "البلدان العربية تواجه تحديات كبرى"، وأنه "لا يمكن بناء مستقبل للشعوب إن لم تكن هناك آفاق واعدة". وتابع أن "الأوضاع في العراق وسورية واليمن غير مقبولة، وأدت إلى الإرهاب العنيف"، وأن "ضحايا هذا الوضع من المدنيين الأبرياء، الأمر الذي يقوّض الأمل.. علينا إعادة الأمل والبسمة لشعوبنا".

وقال ديبي إنهم "منشغلون بالأزمة الليبية والصومالية، وإن تأثيراتها وصلت إلى أفريقيا"، قبل أن ينوه بإنشاء "قوة عربية مشتركة. هي مبادرة جيدة، والقارة الأفريقية أنشأت هيئة مماثلة لمواجهة الصراعات والإرهاب".

وأخذ الكلمة بعد ديبي الأمين العام المنتخب لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد بن أمين مدني، الذي قال إن "طريقنا ينبغي أن ينطلق من القدرة على فهم الواقع وتحليله وتفكيكه وإعادة تركيبه".



ذات صلة

الصورة
أول شاحنة مساعدات لغزة 22 أكتوبر 2023

سياسة

قد تُعقد قمة عربية طارئة في الأيام المقبلة، دعا إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أخيراً، فيما يكون قد مضى على العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من شهر. في موازاة ذلك، تتعارض الآراء حول أهمية القمة في ظل الدعم الأميركي لإسرائيل.
الصورة
مظاهرة في أعزاز احتجاجا على مشاركة الأسد بقمة جدة (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر مئات السوريين، اليوم الجمعة، في مدن وبلدات خارجة عن سيطرة النظام السوري، شمالي البلاد، احتجاجاً على مشاركة رئيس النظام بشار الأسد في القمة العربية بمدينة جدة السعودية.
الصورة
القمة العربية بمكة/ تويتر

سياسة

دانت القمة العربية الطارئة التي اختتمت بمكة، بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة "التدخلات الإيرانية" في المنطقة. بينما سجل العراق اعتراضاً على البيان الختامي للقمة.
الصورة
عاملات النظافة 1/مجتمع (العربي الجديد)

مجتمع

فجأة، انقلبت حياتهن رأساً على عقب. هنّ عاملات النظافة في مدينة الثقافة التونسية، اللواتي تم الاستغناء عن خدماتهن بعد انتهاء القمة العربية أخيراً. وها هن يعتصمن على أمل الحصول على حقوقهن