مأزق حزب الله

20 يونيو 2016
من تشييع أحد عناصر حزب الله (حسين بيضون)
+ الخط -

يعيش حزب الله أوقاتاً صعبة، وحتى بما هو إيجابي بالنسبة إلى الحزب، أي "تماسك جبهته الداخلية". يجد الحزب نفسه مدفوعاً بالعلاقة مع إيران، ومصالح جيواستراتيجية أخرى، للدفاع حتى الرمق الأخير، عن نظام سياسي، لا يثق فيه تمام الثقة. فلا يغيب عن قادة حزب الله، أن الرئيس السوري بشار الأسد، يمكن أن يبيع أي شيء، في سبيل استمرار حكمه، خصوصاً في ظلّ الاستفهامات الكبرى حول الاغتيالات الموجهة ضد قادة من حزب الله، متورطين في محاكمة رئيس الحكومة اللبناني المُغتال رفيق الحريري، كعماد مغنية. توازياً مع الأنباء حول اقتتال قوات موالية للنظام، مع عناصر حزب الله، الأسبوع الماضي، مما يعزز أجواء عدم الثقة بين الجانبين.
حزب الله يختلف عن المليشيات الطائفية التي تجلبها إيران إلى سورية، من أفغانستان والعراق وإيران. فالحزب أكثر انضباطاً، وقواته أفضل تدريباً، وحاضنته الاجتماعية أصغر، كما يتحمّل الحزب أعباء اقتصادية أكبر، إن كانت فيما يتعلق برواتب عناصره المسلحة، أو رعاية وتعليم ذويهم، أو ذوي قتلاه والجرحى. من هنا كان مقتل قرابة الخمسين عنصراً من حزب الله، بينهم ثلاثة قادة عسكريين، في معارك ريف حلب الجنوبي، الأسبوع الماضي، ضربة موجعة للحزب، وإن لم تؤثر على شعبيته في حاضنته الاجتماعية، في ظل انخراطها التام في الاحتراب الطائفي بالمنطقة، والذي جعل كل شيء مبرراً، حتى اعتبار قتلى الحزب في سورية، أشرف من قتلاه في مواجهة إسرائيل، وخطبة الأمين العام للحزب نصر الله ضد التدخل السعودي في اليمن، أشرف من تحرير الجنوب اللبناني.
تماسك الجبهة الداخلية لحزب الله، سيقوده إلى حتفه، فكلما صعّد الحزب من تورطه الطائفي في المنطقة، كلما زاد التفاف حاضنته الاجتماعية حوله، مما يجعل مراجعة الحزب لخطواته السياسية والعسكرية مكلفاً، وتكاد أن تكون مستحيلة. فكل سياق حزب الله، يشير إلى دخوله دائرة مغلقة، تقوم على رفع حدّة الخطاب الطائفي، لزيادة تماسك حاضنته الاجتماعية، لتبرير انخراطها في الصراعات العسكرية في المنطقة، وكلما زادت خسائر الحزب، سيقوم برفع حدة خطابه الطائفي، لتبرير خسائره، وترسيخ دعم حاضنته الاجتماعية.

المساهمون