ترودو يعتذر للكنديين عن صورة قديمة تقمّص فيها هيئة رجل أسود

19 سبتمبر 2019
تلقت حملة ترودو الانتخابية ضربة مؤثرة (فرانس برس)
+ الخط -
عبّر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الأربعاء، عن اعتذاره لأنه تنكر بشكل رجل أسود في حفلة مدرسية أقيمت في عام 2001، في محاولة منه للتغلب على الضربة التي تلقتها حملته بعد نشر صورة مربكة له قبل شهر من الانتخابات التشريعية.

ونشرت مجلة "تايم" الأميركية صورة بالأسود والأبيض لرئيس الوزراء أثارت ضجة كبيرة في كندا، بعد أسبوع على بدء الحملة الانتخابية، حيث يخوض ترودو سباقاً محموماً مع المحافظين بقيادة أندرو شيير.



ويظهر ترودو في الصورة في سن التاسعة والعشرين، مبتسماً ومحاطاً بأربع نساء، يضع عمامة ووجهه ويداه مغطاة بلون قاتم.

ويواجه ترودو (47 عاما)، الذي حقق حزبه فوزاً ساحقاً في انتخابات عام 2015، هجمات بسبب هفوات أخلاقية وأمور أخرى أثارت جدلاً.

وظهرت الصورة في ألبوم صور العام الدراسي 2000 /2001 لأكاديمية "ويست بوينت غراي"، وهي مدرسة خاصة كان يدرس فيها ترودو آنذاك، بحسب ما أوضحت مجلة "تايم" الاميركية.

وأكّد ترودو أنه هو من ظهر في الصور "في العشاء السنويّ للمدرسة الذي كان يجب أن نرتدي فيه ملابس بعنوان (ألف ليلة وليلة)".

وقال في مؤتمر صحافي متلفز في طائرة حملته الانتخابية "عملت طيلة حياتي لمحاولة خلق الفرص للناس ومحاربة العنصرية والتعصب".
وتابع "يمكنني أن أقول إنني ارتكبت خطأ حين كنت أصغر سنا وأتمنى لو أنني لم أفعله. إنه أمر لم أكن أعتبره عنصرياً حينذاك، لكنني أعترف اليوم بأنه عنصرية وأعبر عن أسفي الشديد لذلك".

وقال ترودو (47 عاماً): "كنت متنكراً بزي علاء الدين، ووضعت مساحيق تبرج وما كان يجب أن أفعل ذلك"، مكرراً مرات عدة أنه خطأ ارتكبه في شبابه ومعبراً عن اعتذاراته.

وتابع "بالنسبة للمجتمعات والأشخاص الذين يواجهون التمييز، إنه شيء مهم مؤلم للغاية".

ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الصورة ستؤدي إلى تغيير في حملته الانتخابية، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تعادل حزبه الليبرالي مع المحافظين، قال ترودو إنه "يطلب الصفح من الكنديين".

وأقر ترودو، الذي اعتبر يوماً الفتى الذهبي الشاب للسياسة الكندية، بوضع مساحيق تجميل ليبدو أسود في سباق مواهب في حفل منفصل.

وانتهز أبرز خصوم ترودو للانتخابات التي ستجرى في 21 أكتوبر/ تشرين الأول هذه الفرصة للتشكيك في حقيقة شخصية رئيس الوزراء المنتهية ولايته، الذي يبدي انفتاحاً وتسامحاً.

فقد وصفت جاغميت سينغ، رئيسة الحزب الديموقراطي الجديد، الذي حلّ ثالثاً في الانتخابات الأخيرة، سلوك ترودو "بالمزعج" و"المهين".

وقالت: "كل مرة نسمع نماذج عن وجه بنيّ أو أسود"، وتابع: "ماذا يبلغنا ذلك عن تفكيره في الناس الذين بسبب ما هم عليه من لون بشرتهم يواجهون تحديات وحواجز ومعوقات في حياتهم؟ عنصرية حقيقية".

بدوره، قال شير، وهو أحد أبرز معارضي ترودو، وينتقده دائماً بسبب الهفوات الأخلاقية، إنّه "صدم وشعر بخيبة أمل"، بسبب "افتقاد ترودو للإدراك والنزاهة".

وإلى الجنوب من كندا، انخرط عدد من السياسيين في الولايات المتحدة، بتاريخها الحافل بالعبودية والفصل العنصري، في فضائح هذا العام بسبب تنكرهم بـ"وجوه سوداء".

ورفض حاكم فرجينيا رالف نورثام الاستقالة بعد أن أقر في بادئ الأمر أنه ظهر في ألبوم صور لعام دراسي يظهر شخصاً بوجه أسود وآخر يرتدي عباءة جماعة "كو كلوكس كلان"، قبل أن ينفي في اليوم التالي أنه ظهر في هذه الصور.

وترودو من أشد أنصار دمج الثقافات المتعددة في الهوية الكندية، وستة على الأقل من وزراء حكومته من أصول أفريقية أو آسيوية.

وكان ترودو قد بدأ حملته بتقدم طفيف على المحافظين بزعامة شير في استطلاعات الرأي. لكن المهمة ليست سهلة جداً أمامه بعد تراجع شعبيته منذ سنة ونصف سنة على أثر فضيحة سياسية في مطلع السنة هزّت حزبه.

والفضيحة التي تكشفت في وقت سابق هذا العام، أساءت إلى صورة ترودو، وكلفت وزيرين واثنين من كبار المسؤولين مراكزهم، ووضعت الليبراليين في منافسة حامية مع المعارضة المحافظة في الانتخابات.

وترتبط الفضيحة باتهام وزيرين في حكومته له ولمساعديه بالسعي لحماية شركة "إس.إن.سي لافالان" من محاكمة بتهمة الفساد. وكانت قد وجهت للشركة ومقرها مونتريال، في 2015، شبهة دفع رشى لضمان عقود في ليبيا.

(فرانس برس)
المساهمون