تظاهرات في الجنوب السوري ضد الحشد العسكري للنظام

14 مايو 2020
عملية عسكرية وشيكة في الجنوب (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -
عمّت تظاهرات غاضبة، مناطق عدة في محافظة درعا جنوبي سورية، ليل أمس الأربعاء، احتجاجاً على التعزيزات العسكرية التي يقوم بها النظام في الجنوب، تمهيداً لعملية عسكرية هناك كما يبدو.

ونشرت مواقع محلية، منها "تجمع أحرار حوران"،  لقطات مصورة لمشاركة عشرات الأهالي في مدينة طفس غربي درعا، بتظاهرة رفعوا فيها شعارات تستنكر التوغل الإيراني في المنطقة الجنوبية، بعد تعزيزات جديدة وصلت، بينها آليات ثقيلة ومدافع انتشرت في محيط المدينة، قيل إنّها بهدف اقتحام المدينة.

كما شارك مئات الشبان في تظاهرة حاشدة في ساحة المسجد العمري بدرعا البلد، تنديداً باستقدام تعزيزات جديدة لقوات النظام والمليشيات الإيرانية إلى ريف درعا الغربي.

وكانت قوات النظام السوري قد استقدمت تعزيزات من الفرقة الرابعة انتشرت في ريفي درعا الشرقي والغربي، قبل أن يُسحب بعضها، قبل يومين، لكن الفرقة التاسعة عادت وأرسلت قواتها إلى تل الخضر وحاجز التابلين ومنشأة تميم بدر في محيط اليادودة، وفق مصادر محلية.

وحسب "تجمع أحرار حوران"، فإن المعطيات والمعلومات المتوفرة تشير إلى أنّ ايران هي من تقف خلف هذه التعزيزات، لا سيما وأنّها تسيطر فعلياً على الفرقتين التاسعة والرابعة، وهي المستفيد الوحيد من عملية الاقتحام، بعد أن هيّأت المناخ المناسب لها.

وأصدرت فعاليات أهلية، أمس الأربعاء، بياناً يبين موقفهم مما يجري في المحافظة. وجاء في البيان الذي نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه "أمام توتر الأحداث في الجنوب السوري وتطوراتها، فإن أبناء حوران وأعيانها ووجهاء عشائرها يؤكدون وقوفهم ضد أعمال القتل والاغتيال والخطف مهما كان مصدرها، ويحملون أصحابها المسؤولية الشخصية، لكنهم في الوقت نفسه يرفضون استقدام الجيش وانتشاره خارج ثكناته بغية الترهيب والتهديد وخلق أعمال عدائية".

وحذّر البيان "كل من يهدد ويتوعد باقتحام الجنوب"، مضيفاً أن "القرارات ذات التبعية الحاقدة التي تنفذها أجندات طائفية سيئة الصيت ونخص بذلك المليشيات الإيرانية ومن يدور في فلكها لن تجد لمبرراتها وحججها الواهية سبيلاً للسيطرة على الجنوب وزعزعة أمنه واستقراره وتمزيق نسيجه الاجتماعي بإثارة الفتن والنزاعات".

ووقع البيان كل من مجلس عشائر درعا وأعيانها، ولجنة درعا البلد، واللجنة المركزية بالمنطقة الغربية، وعشائر وأعيان منطقة الجيدور، وعشائر وأعيان المنطقة الشرقية.

وكانت اللجنة المركزية في درعا قد عقدت، قبل أيام، لقاءات مع رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي الذي عبّر عن رفضه لاقتحام المنطقة، بحسب بعض الحضور، فيما انتشرت أنباء على لسان العلي بأنّ العملية العسكرية المرتقبة في الجنوب جاءت بقرار من القيادة، وليس بالإمكان إيقافها.

وتشهد محافظة درعا منذ سيطرة قوات النظام السوري عليها، قبل عامين، اغتيالات وتفجيرات بشكل شبه يومي طاولت عناصر من قوات النظام، وعناصر سابقين في فصائل المعارضة. لكن التوترات زادت قبل أيام حين تم قتل 9 من عناصر الشرطة التابعين للنظام، وقد وُجّهت اتهامات لقائد سابق في فصائل المعارضة بالمسؤولية عن الحادث رداً على مقتل اثنين من أشقائه على يد قوات النظام.

دلالات