خريطة التظاهرات العراقية في الجنوب والوسط وبغداد... مدن مختلفة وشعارات موحدة
وشهدت نحو 12 مدينة، جنوبي ووسط العراق، تظاهرات واسعة، اليوم الأحد، شارك فيها آلاف العراقيين الغاضبين ضد الحكومة والأحزاب، مرددين شعارات بدت موحدة من حيث المضمون، حملت غالبيتها مطالب الانتخابات المبكرة، ومهاجمة النفوذ الإيراني في العراق الذي وصفه متظاهرو الناصرية بـ"السرطان".
وشهدت مناطق أم قصر وخور الزبير وسفوان في البصرة تظاهرات إلى ساحتي ذات الصواري والبحرية وسط المحافظة المطلة على مياه الخليج العربي، في وقت تواصلت التظاهرات في ساحتي الصدرين والتربية بالنجف وكربلاء، كما سجلت الكوفة تجمعات كبيرة مماثلة.
وتجددت التظاهرات في محافظة ذي قار، وتحديداً في مدن الناصرية والغراف والرفاعي، بينما أقدم المتظاهرون على قطع عدد من الطرق الرئيسة والجسور، ومنها تقاطع البهو وجسور الزيتون والنصر والحضارات وسط الناصرية، رافعين شعارات كتب عليها "كلا للأحزاب" و"كلا للذيول"، وهو شعار برز، أخيراً، للإشارة إلى القوى السياسية المرتبطة بإيران.
وفي محافظة القادسية، ومركزها مدينة الديوانية، التي شهدت تعطيلاً للدوام فيها، استمر الاعتصام في ساحة 25 تشرين وسط المدينة لدعم الاحتجاجات الشعبية، بينما أغلق المتظاهرون عدداً من الدوائر الحكومية ومنها مديرية تربية المحافظة، في وقت شهدت بلدة الشامية احتجاجات غاضبة، دعت إلى إبعاد الأحزاب ومرشحيها، وقطع المتظاهرون الغاضبون الطريق الرابط بين الديوانية والنجف وأحرقوا الإطارات فيه.
وفي حين، يستمر الإضراب عن الدوام في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، قطع المتظاهرون الطرق المؤدية إلى محطة كهرباء المدينة الحرارية، وأحكموا إغلاق بواباتها، كما قطعوا عدداً من الطرق التي شهدت مسيرات احتجاجية، رفعت شعارات ضد الحكومة وأحزاب السلطة والفساد.
وشهدت مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) إجراءات أمنية مشددة في محيط مجمع الدوائر الحكومية، بعدما شهدت المدينة تظاهرات واسعة، ووجهت ساحة التظاهر دعوات لتنظيم مسيرات طلابية تأكيدا للإضراب العام المستمر حتى تحقيق المطالب.
وفي ساحة التحرير وسط بغداد، توجه المئات من الطلاب المضربين عن الدوام نحو الساحة، التي تجمعوا فيها، وهتفوا بشعارات مناهضة لأحزاب السلطة ومرشحيها، داعين إلى أن تشغل منصب رئيس الحكومة شخصية مستقلة تلبي حقوق الشعب وتطلعاتهم.
على خط مواز، لا تزال المدينة القديمة في مدينة النجف، جنوبي العراق، تغلق أبوابها أمام السياسيين وقادة الكتل، حيث تؤكد مصادر مقربة من مكتب المرجع الديني علي السيستاني، وجود توجيهات برفض استقبال المكتب أي سياسي من القوى والأحزاب الحالية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الخطوة تأتي كتأكيد جديد على غضب واسع لدى المؤسسة الدينية في النجف من الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة بالبلاد، لتجاهل توصيات سابقة لها بشأن ترشيح شخصية غير جدلية لرئاسة الحكومة، وضرورة وقف القمع والاغتيالات في صفوف الناشطين وتلبية مطالب الشارع.
وقال الناشط في كربلاء، علي صالح، لـ"العربي الجديد"، إن "استمرارية التظاهرات نقطة تم تجاوزها ولا يمكن الحديث حول هل ستستمر التظاهرات أم لا، كونها باتت بديهية، فلا إنهاء للتظاهرات ولا الاعتصامات إلا عند التأكد من أننا حققنا ما نريد، وحتى الآن لم يتحقق شيء مهم"، وفقاً لقوله.
وبين أن "المتظاهرين لم يأخذوا من الحكومة والأحزاب سوى الوعود والقمع. وأما الوعود فلا ثقة بها، وأما القمع فهو يزيد المتظاهرين إصراراً على البقاء في الشارع".
وفي بغداد شهد اليوم الأحد، رفع شعارات مماثلة لما ردده متظاهرو الجنوب العراقي، من حيث التأكيد على مطالبهم السابقة والمناداة بكشف قتلة الناشطين والمتظاهرين.
وقال عضو "التيار" المدني حسين الصافي، لـ"العربي الجديد"، "الأسبوع الحالي نجح المتظاهرون في إسقاط البرد الذي كانت الحكومة والأحزاب تعول عليه بأنه سيقلل عدد المتظاهرين والمعتصمين ليلاً".
وتابع "بعد تحقيق المطالب ننهي التظاهرات، غير ذلك نحن نستقبل العام الجديد بالتظاهرات".