تصعيد إسرائيلي في سورية بتنسيق مع روسيا

06 مايو 2020
يتم الاستهداف جوّاً ومن الجولان المحتل (جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -
زادت إسرائيل أخيراً من وتيرة غاراتها الجوية وعمليات الاستهداف في سورية، على نحو يشي باتباعها استراتيجية جديدة، قائمة على تصعيد المواجهة مع ما تسميه الوجود الإيراني في سورية، والذي تقول إنها مصممة على اقتلاعه نهائياً، وليس تقليصه وحسب. وبالتزامن، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الثلاثاء، إن إيران "بدأت للمرة الأولى منذ دخولها إلى سورية بتقليص عدد قواتها هناك وإخلاء قواعد لها". وقال مسؤولون عسكريون في إيجاز مع مراسلين عسكريين في الصحف الإسرائيلية، إن "سورية تدفع ثمناً متزايداً بسبب الوجود الإيراني على أراضيها، وعن حرب ليست لها. لقد تحولت إيران من ذخر للنظام إلى عبء عليه". وتوعدوا بأن "إسرائيل ستضاعف ضغوطها على إيران إلى أن تخرج من سورية". وأشار موقع الصحيفة إلى أن الإيجاز الصحافي للمراسلين العسكريين تم بعد 12 ساعة من الهجوم الواسع الذي استهدف مواقع عسكرية في حلب ودير الزور.

من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إن رئيس النظام السوري بشار الأسد "بدأ يدرك أن طهران تحولت إلى عبء على بلاده التي تدفع ثمناً عن التموضع الإيراني". وأشارت هذه المصادر بحسب "هآرتس"، إلى أن جيش النظام السوري الذي يعمل على إعادة تنظيم صفوفه وترميم قواته، بدأ يتلقى الضربات ويخسر عتاده العسكري ووسائله القتالية مثل المنظومات الدفاعية والبطاريات المضادة للطائرات.


وتشير المعلومات، ومنها ما أوردته وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، إلى أن الاستهداف الأخير، ليل أول من أمس، كان لمركز البحوث العلمية التابع للنظام السوري جنوبي محافظة حلب. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن وسائط الدفاع الجوي التابعة لقوات النظام تصدّت لطيران معادٍ قادم من شمال شرق أثريا (جنوب حلب)، استهدف بصواريخه بعض المستودعات العسكرية في منطقة السفيرة. من جهتها، ذكرت مصادر عسكرية قريبة من فصائل المعارضة السورية إن الغارات استهدفت مواقع تسيطر عليها مليشيات إيرانية، وهي مركز البحوث العلمية في محافظة حلب ومطار "كويرس" شرق المحافظة، إضافة إلى مدرسة المشاة ومعامل الدفاع في مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أخفقت الدفاعات الجوية التابعة للنظام في التصدي للصواريخ الإسرائيلية، مشيراً إلى وقوع انفجارات ضخمة أدت إلى تدمير مستودعات ذخيرة في منطقة لقوات النظام تنتشر فيها مليشيات الحرس الثوري الإيراني.



وفي توقيت متزامن، شنّ طيران مجهول غارات جوية عدة على مواقع متعددة للمليشيات الإيرانية في بادية الميادين ومنطقة البوكمال شرق دير الزور، شرقي البلاد. وقالت شبكات محلية، إضافة للمرصد السوري، إن الغارات التي يعتقد أنها إسرائيلية، استهدفت ثلاثة مواقع للمليشيات الإيرانية في بادية الميادين بعد دقائق من قصف معامل الدفاع في ريف حلب، وذلك بعد ساعات من انسحاب القوات الروسية من هناك، ما يشير بحسب المرصد إلى وجود تنسيق بين الإسرائيليين والروس حول استهداف المليشيات الإيرانية. وأوضح أنّ القصف استهدفت بادية القورية والصالحية وبادية الميادين.

وبحسب شبكة "دير الزور 24"، فإن أصوات القصف سمعت ناحية محيط مدينة الميادين بالقرب من قلعة الرحبة، ومن ناحية منطقة البلعوم وبلدة بقرص، وكذلك سمعت أصوات مشابهة في بادية الميادين وبادية البوكمال الممتدة من منطقة عين علي (في مدينة القورية) وحتى ريف مدينة البوكمال.

وتعرضت سورية منذ 25 إبريل/ نيسان الماضي لخمس غارات إسرائيلية استهدفت إجمالاً مواقع وقوات مدعومة إيرانياً، حيث أطلقت مروحيات إسرائيلية يوم الجمعة الماضي صواريخ عدة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل على أهداف داخل جنوبي سورية تعرف بأنها مركز لمسلحين من جماعة "حزب الله" اللبناني، فيما يعتقد أن ضربة إسرائيلية هي سبب انفجارات كبيرة في مخزن للذخيرة قرب مدينة حمص، وسط البلاد، في اليوم ذاته.

وكان قد قتل في 27 إبريل/ نيسان الماضي أربعة مقاتلين موالين للنظام وإيران، إلى جانب ثلاثة مدنيين، جرّاء غارات إسرائيلية استهدفت قاعدة المزة العسكرية قرب دمشق، فيما نشرت شركة متخصصة بالتقاط صور الأقمار الصناعية أدلة على وجود مدخل لطابقٍ سري تحت الأرض تابع للحرس الإيراني داخل المطار، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية. كذلك طاولت الغارات مواقع ومقرات تابعة للمليشيات الموالية لإيران و"حزب الله" ضمن المنطقة الممتدة من الكسوة حتى صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي.

وفي 20 إبريل، قتل تسعة عناصر من مجموعات موالية لقوات النظام وحليفتها إيران جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة تدمر وسط سورية، وفق حصيلة للمرصد السوري، فيما استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة في منتصف الشهر سيارة تابعة لـ"حزب الله" عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان، من دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى، بسبب تحذير إسرائيلي لركاب السيارة قبل لحظات من استهدافها، كما نقل الإعلام الإسرائيلي.

وبالتزامن مع هذه الغارات التي يرجّح أن إسرائيل تقف خلفها، شن قبل نحو أسبوعين طيران مجهول الهوية (يُعتقد أنه تابع للتحالف الدولي)، غارات عدة استهدفت رتلاً للمليشيات المدعومة من إيران قادماً من العراق باتجاه سورية. وبحسب شبكة "عين الفرات"، المتخصصة بأخبار البادية ودير الزور، فإن الغارات دمرت الرتل بشكل شبه كامل، وذلك في منطقة الثلاثات في بادية البوكمال شرق دير الزور، حيث قتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من المليشيات.

وسبق أن تعهدت الحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمنع إيران والمليشيات الموالية لها من التمركز عسكرياً في سورية، فيما صرح قبل أيام وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت لوسائل إعلام إسرائيلية "أنهم بدأوا مرحلة جديدة في التعامل مع الوجود الإيراني في سورية، تتمثل بإنهاء هذا الوجود نهائياً"، وذلك تعليقاً على تكثيف الغارات في الفترة الأخيرة.

 

 

دلالات
المساهمون