احتشد مئات من الأفغان أمام السفارة الباكستانية في العاصمة كابول، اليوم السبت، مطالبين بإغلاق السفارة، واصفين إياها مركزاً استخباراتياً، وسط اتهامات بتورطها في أعمال عنف شهدتها البلاد مؤخراً.
ورفع متظاهرون لافتات ضد جهاز الاستخبارات الباكستاني (آي إس آي)، منتقدين انتهاك الجيش الباكستاني سيادة أفغانستان من خلال شنّ هجمات، بعد أن كان يؤيد حركة "طالبان" والجماعات المسلحة، على حدّ قولهم.
كما طالب المتظاهرون الحكومة الأفغانية بإغلاق السفارة الباكستانية، معتبرين أنّها باتت مركزاً للتخطيط لعمليات إجرامية تحصد أرواح الأفغان بصورة مستمرة، على حد تعبيرهم.
وقال أحد المتظاهرين وهو محمد أحمدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاستخبارات الباكستانية تقتلنا باستمرار ومنذ أعوام عديدة، ونطالب الحكومة الأفغانية بإغلاق سفارة باكستان، والمجتمع الدولي بالضغط على اسلام أباد لأجل القضاء على معاقل المسلحين هناك".
وجاءت التظاهرات، بعد موجة أعمال عنف في العاصمة الأفغانية كابول، وفي أقاليم أخرى، الأسبوع الماضي، شهدت مقتل وإصابة أكثر من 140 شخصاً، أبرزها التفجير داخل مقرّ حاكم الإقليم في قندهار، والذي أدى إلى مقتل خمسة دبلوماسيين إماراتيين.
وكانت حركة "طالبان" قد تبنّت باقي أعمال العنف، إلا أنّها نفت ضلوعها في تفجير قندهار، بينما اتهمتها الحكومة الأفغانية بالوقوف وراء التفجير، معتبرة أنّ نفي الحركة ضلوعها فيه يعود لمقتل إماراتيين وعدم رغبتها في توتر علاقاتها مع دول المنطقة، لا سيما الدول العربية.
في المقابل، وصفت وسائل إعلام باكستانية المظاهرات الأفغانية بـ"المؤسفة للغاية". وقالت صحيفة "إيسكبرس" المحلية تحت عنوان "المتظاهرون الأفغان يهاجمون السفارة الباكستانية"، إنّ "الأمر مقلق جداً، وانتهاك لحرمة السفارة في كابول".
وقد نفت باكستان أي يد لها في أعمال العنف التي تشهدها الساحة الأفغانية، معتبرة أنّ المعضلة الأفغانية "داخلية".
وشددت الخارجية الباكستانية، في بيان، على أنّ "باكستان لن تسمح لأي جماعة مسلحة أن تستخدم أراضيها ضد دول الجوار"، مطالبة أفغانستان "العمل بالمثل وتجنّب تبادل الاتهامات، إذ إنّها لا تصب في مصلحة البلدين".
وفي الوقت عينه قالت الخارجية الباكستانية، في البيان، إنّ "الأراضي الأفغانية تستخدم ضد باكستان"، مضيفة أنّ "المسلحين الذين ينشطون ضد إسلام آباد، ينعمون بملاذات آمنة هناك".