الحوار الليبي في المغرب: مؤشرات أولية متفائلة

06 مارس 2015
جانب من حوار المغرب بين الأطراف الليبية (فرانس برس)
+ الخط -
تشير العديد من المؤشرات على "نجاح" اليوم الأول من جولة الحوار بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، والتي انطلقت أطوارها في مدينة الصخيرات المغربية، أمس الخميس، وتستمر مبدئيا إلى يوم غد السبت.

وتتوزع جولة الحوار على ثلاث جلسات رئيسية. وتبعا لما رشح من أخبار بين أروقة مفاوضات الحوار التي تشرف عليها الأمم المتحدة، فإن هناك تفاؤلا واضحا على وجوه المشاركين في هذه الجلسات، بعد انتهاء المشاورات في اليوم الأول مع ممثلي المؤتمر العام الوطني، فيما يخصص اليوم للتباحث مع ممثلي مجلس النواب في طبرق.

وتختم المفاوضات الرسمية بين الطرفين الرئيسيين في الأزمة الليبية، غدا السبت، بجمعهما على طاولة واحدة من طرف ممثلي الأمم المتحدة في ليبيا، بهدف الخروج بتوصيات تروم إيقاف النزيف في خاصرة ليبيا، أبرزها الإعلان عن حكومة وحدة وطنية، ونزع السلاح، وسيادة الأمن، وإصدار وثيقة دستورية.

وعزا مراقبون التفاؤل الذي يسود جولة المغرب، بخلاف جولتي جنيف وغدامس غرب ليبيا، إلى العديد من العوامل ذات الدلالة، أولها حضور شخصيات لها وزن وتمثيلية من الأطراف المتناحرة، وقبولها بالمغرب ليكون أرضا تحتضن أطوار هذه المفاوضات، بعد أن كان "المؤتمر" يرفض إجراء حوار خارج البلاد.

وثاني المؤشرات على التفاؤل السائد بشأن "نجاح" جولة المغرب في تسوية الأزمة الليبية، يكمن في آليات التفاوض التي قام بها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برنادينو ليون، والتي وضع فيها النقاط على الحروف، مبينا للأطراف المختلفة أن حوار المغرب فرصة أخيرة قبل انزلاق ليبيا إلى المجهول.

وصرح الدبلوماسي الإسباني للصحافة، بأن الجلسة الأولى تمت في ظروف إيجابية توحي بالرغبة في تجاوز المعوقات الموجودة، مشيرا إلى أنه رغم وجود الوفود في جلسة منفصلة داخل قاعتين، ولم يجتمع الأعضاء وجها لوجه، إلا أن لديهم رغبة في الوصول إلى حل سياسي.

اقرا أيضا: حكومة الثني تعتذر عن التهديد بقصف معبر "رأس جدير"

وضغطت الأمم المتحدة على الأطراف المتصارعة في ليبيا، باعتبار أن الوضع في البلاد يسير من سيئ إلى أسوأ، وأن حالة من الفوضى الكاملة تهدد مفاصل الدولة وسيادتها ووحدتها الوطنية، ما يجعل القادة السياسيين في طرابلس وطبرق ملزمين بالجلوس إلى طاولة الحوار المثمر.

أما ثالث العوامل التي تجعل من جلسات الحوار المنعقدة في المغرب أكثر تطورا من سابقاتها، كون المغرب وفر الشروط الموضوعية لإنجاح اللقاء، بعد أن طلبت منه ذلك منظمة الأمم المتحدة، فتوافقت الأطراف المتصارعة على الالتقاء في المغرب، عوض بلدان الجوار، مثل تونس والجزائر ومصر.

ورابع المؤشرات يتجلى في أن المغرب كان على نفس المسافة من مختلف الأطراف المتناحرة في ليبيا، كما كان مساندا للثورة الليبية التي أسقطت نظام الراحل معمر القذافي، وهو بلد احتضن شخصيات ليبية وازنة، واستقرت فيه عائلات ليبية منذ عهد الملكية في ليبيا.

وتضاف إلى كل هذه المؤشرات تصريحات السفير الليبي في المغرب الذي سبق له أن طالب المملكة بإطلاق مبادرة سياسية للتقريب بين وجهات النظر بين الجهات المتصارعة في ليبيا، فضلا عن مطالب الجالية الليبية في الرباط التي دعت الأطراف المشاركة في الحوار إلى اغتنام الفرصة لإخراج ليبيا من عنق الزجاجة.

اقرأ أيضا: حقول نفط ليبيا مهددة بالإغلاق

دلالات