ليبيا: هدوء حذر في الجفرة بعد اشتباكات بين قوات حفتر و"الوفاق"

03 يونيو 2017
قوات حفتر اقتحمت بعض المقرّات (عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -



يسود هدوء حذر، محيط منطقة الجفرة، في وسط جنوب ليبيا، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة، مساء أمس الجمعة، بين قوات موالية لحكومة "الوفاق الوطني"، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد جيش البرلمان، وفق ما أكّدته مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد".

وبحسب مصادر أهلية من مدينة ودان (إحدى مدن منطقة الجفرة الثلاث؛ ودان وهون وسوكنة)، فإنّ مجموعة مسلحة من داخل المدينة، اشتبكت مع قوات "سرايا الدفاع عن بنغازي"، فيما قامت قوة تابعة لقوات حفتر، باقتحام بعض المقرّات بالمدينة، والسيطرة عليها.

وفيما أكدت المصادر لــ"العربي الجديد"، أنّ الهدوء الحذر يسود كافة مناطق الجفرة، صباح اليوم السبت، قالت إنّ 7 قتلى من المدنيين و"سرايا الدفاع عن بنغازي"، سقطوا خلال الاشتباكات، أمس.

وكان أحمد المسماري المتحدّث باسم قوات حفتر، قد أكد، في مؤتمر صحافي، مساء أمس الجمعة، اقتحام قوات حفتر لمنطقة الجفرة، مطالباً الأهالي بالابتعاد عن المعسكرات والمقار الأمنية كونها "هدفاً مشروعاً" لطيران هذه القوات، على حدّ قوله.

من جانبها، كشفت وكالة "بشرى"، الذراع الإعلامية لـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، وصول قوات مصرية إلى حقل المبروك النفطي القريب من منطقة الجفرة، دون تقديم مزيد من التفاصيل، عن أسباب وجودها بالمنطقة.

لكنّ مصادر ليبية مسؤولة، أكدت لــ"العربي الجديد"، عزم حفتر الإعداد لحملة عسكرية برية، بمشاركة قوات خاصة مصرية، في جنوب وشرق ليبيا، كاشفة النقاب، عن وصول وحدة من القوات الخاصة المصرية إلى معسكر لملودة، بالقرب من درنة، للمشاركة في عملية عسكرية، بهدف اقتحام المدينة، خلال الأيام المقبلة، للسيطرة عليها.

وشهدت الجفرة، قصفاً جوياً مكثّفاً، ليل الخميس الماضي، وصل، بحسب مصادر أهلية في المنطقة، إلى 14 غارة جوية، تعتقد ذات المصادر، أنّ مقاتلات مصرية هي من نفّذتها.

وتزامنت التحرّكات العسكرية الجديدة لقوات حفتر، مع هجوم شنّته، الخميس الماضي، على موقع عسكري لقوات "البنيان المرصوص" في جنوب سرت.

وبحسب المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" في سرت، فإنّ "الهجوم الذي تمّ إفشاله"، تزامن مع هجوم آخر لفلول تنظيم "داعش"، المتمركزة بمشروع اللود الزراعي، جنوب المدينة.


وبحسب مراقبين للوضع الليبي، فإنّ حفتر يخطّط، بدعم مصر ودول إقليمية أخرى، لتسريع خطواته من أجل السيطرة على أكبر رقعة من ليبيا، لاسيما في الجنوب، والسيطرة على مدينة درنة، آخر المعاقل المناوئة له في الشرق، بهدف تحسين وضعه التفاوضي، ضمن طاولة الحوار التي ستجمع ممثلي البرلمان ومجلس الدولة، خلال الأسابيع القادمة.

وتُعتبر منطقة الجفرة المكوّنة من مدن سوكنة وهون وودان، وسط الجنوب الليبي، والتي تتمركز فيها "القوة الثالثة" و"سرايا الدفاع عن بنغازي" المواليتان لحكومة "الوفاق الوطني"، منطقة استراتيجية كونها تتوسّط البلاد.

كما تقع في منطقة الجفرة، قاعدة جوية هي الأهم في الجنوب، كما تتحكّم المدن الثلاث (سوكنة وهون وودان) بالطريق الرابط بين الجنوب والشمال والوسط الليبي، فضلاً عن كونها تضمّ عدداً من المقارّ العسكرية والأمنية.