"العربي الجديد" ينشر وثائق مقررات البرلمان العراقي العقابية ضد كردستان

27 سبتمبر 2017
شدد العبادي على عدم السماح بتجاوز الدستور(العربي الجديد)
+ الخط -

صعّدت بغداد من عقوباتها السياسية والأمنية والاقتصادية على إقليم كردستان العراق، بما فيها تفويض نشر الجيش العراقي في كركوك والمناطق المتنازع عليها، وهو أكثر القرارات التي قد تؤدي الى صدام مسلح في حال رفضت أربيل ذلك.

وتأتي القرارات، عقب جلسة ساخنة للبرلمان، استمرت ثلاث ساعات بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والأمن الوطني، فضلاً عن رئيس أركان الجيش وعدد من القيادات العسكرية الأخرى.

ومن أبرز تلك القرارات، تفويضُ العبادي فرضَ سلطة الدولة الاتحادية في كركوك، والمناطق المتنازع عليها، خلال وقت قصير، وطرد جميع الموظفين الحكوميين من الأكراد المشاركين بالاستفتاء، بما فيهم السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والعسكريون، وأفراد الأمن، ومنع قبول أي حوار مع أربيل، قبل أن تعلن أربيل عن إلغاء نتائج الاستفتاء، وعدم العمل بها.

كما تقرر تنفيذ أمر إقالة محافظ كركوك من منصبه، وإعادة جميع حقول النفط الشمالية، التي تقع تحت سيطرة الإقليم، لسلطة الدولة وإعادة السكان إلى منازلهم في المناطق المتنازع عليها لوقف عمليات التغييرات الديموغرافية، وإبلاغ شركات النقل العاملة في العراق بإغلاق المجال الجوي لإقليم كردستان، اعتباراً من منتصف نهار الجمعة، وحتى إشعار آخر. بالإضافة إلى إمهال الإقليم 3 أيام لتسليم المعابر الحدودية مع تركيا وإيران لبغداد، وبإدارة طاقم عراقي، أو سيتم إغلاقها من قبل الطرف الثاني (إيران وتركيا) وتهيئة عملية تسليم الحقول النفطية وآبار الغاز في كركوك والمناطق المتنازع عليها لبغداد بأسرع وقت ممكن. فضلاً عن تقديم كشف عن صادرات الإقليم من النفط والغاز طيلة السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي للعراق، وتشكيل لجنة وزارية لتعقّب حسابات مسؤولي كردستان المالية في البنوك، وتجميدها لشبهات الفساد. كذلك، إلزام البنك المركزي، بوقف تزويد بنوك ومصارف كردستان بالعملة الصعبة، اعتباراً من صباح غد الخميس، ووقف تعامل الوزارات الاتحادية مع نظيرتها في إقليم كردستان.

وحصل "العربي الجديد" على هذه الوثائق عبر مراسله في المنطقة الخضراء ببغداد.

مقررات بغداد العقابية 1 



و

مقررات بغداد العقابية 


كان العبادي عقد فور وصوله إلى مبنى البرلمان اجتماعاً مع رئيس البرلمان سليم الجبوري، وأكد مسؤول برلماني لـ"العربي الجديد"، أنّ "الرئيسين بحثا موضوع الضغط على إقليم كردستان، وتطبيق العقوبات الرادعة بحقه، فضلاً عن نشر القوات العراقية في كركوك والمناطق المتنازع عليها".

وأضاف المسؤول أنّ "الجبوري اتفق مع العبادي على تصويت البرلمان على كل قرار يتم الاتفاق عليه لتكون هناك شرعية في تطبيقه".

عقب ذلك، ألقى رئيس الحكومة حيدر العبادي كلمة داخل البرلمان، حذر فيها من "تداعيات أزمة الاستفتاء"، مشدداً "لن نسمح بتجاوز الدستور العراقي، ولا بد من إلغاء الاستفتاء كشرط للدخول في حوار مع الإقليم تحت سقف الدستور".

وشدّد العبادي أنه "سنستخدم كافة الصلاحيات ونتخذ كافة الإجراءات المتاحة لدينا، وسنفرض حكم العراق على كافة مناطق الإقليم بقوة الدستور"، مضيفاً "سنفرض الدستور على كل المناطق التي سيطر عليها الأكراد بعد العام 2003، وبعد دخول داعش عام 2014، وسيكون ذلك من دون إراقة دماء"، مشيراً أنّ "الانتخابات ستجري في موعدها، وأدعو لإجرائها في كركوك".

وأكد أنّ "الاستفتاء غيّر التوازن في العراق، ولن نتحاور بنتائجه مطلقاً"، مشيراً أنّ "أولويتنا حفظ أمن المواطن، وسندافع عن الجميع بدون استثناء، وحماية المواطن الكردي داخل الإقليم وخارجه، وأنّ الاعتداء على أي كردي هو اعتداء علينا". وأوضح "أبلغنا قادة الإقليم بأننا سنتخذ إجراءات في حال الاستفتاء".

وعقب كلمة العبادي، صوّت البرلمان على صيغة قرار نهائي بشأن الاستفتاء، وعدّه باطلاً.