تشهد المنطقة الشمالية الشرقية من ريف إدلب المتاخم لريف حلب، شمال غربي سورية، توتراً بين الجيش التركي و"هيئة تحرير الشام"، على خلفية عزم الأخيرة على افتتاح معبر مع النظام السوري في المنطقة، في حين فجر مجهولون عبوة ناسفة في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الجيش التركي و"الجيش الوطني" المعارض.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ حشوداً عسكرية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" شوهدت تتوجه نحو بلدة معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي الشرقي، باتجاه النقطة التي تريد "الهيئة" افتتاح معبر فيها مع مناطق النظام السوري.
وأوضحت المصادر أن الحشود تزامنت مع استنفار تركي في المنطقة، وقيام السلطات برفع سواتر ترابية على الطرقات المؤدية إلى النقطة الواصلة بين بلدة ميزناز وبلدة معارة النعسان.
وتريد "هيئة تحرير الشام" فتح معبر تجاري مع النظام في تلك النقطة على مقربة من الطريق الدولي "إم 5" الواصل بين حلب ودمشق.
وكان الطريق الدولي "إم 4" الواصل بين حلب واللاذقية، قد شهد، قبل أيام، توتراً إثر محاولة الجيش التركي فض اعتصام تدعمه الهيئة على الطريق بالقرب من مدينة أريحا، بهدف منع الدوريات الروسية التركية المشتركة من العبور على الطريق.
وفي حين ترفض "هيئة تحرير الشام" السماح للدوريات الروسية التركية بالسير على طريق "إم 4" فإنها ترغب بفتح معبر تجاري مع النظام على طريق "إم 5"، وذلك عقب فشلها في فتح المعبر من جهة ناحية سراقب، إثر احتجاجات شعبية، فضلاً عن وجود الجيش التركي في المنطقة بكثافة.
بدوره، دان فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له، محاولات افتتاح معبر مع مناطق النظام السوري، محذراً من أنّ المعبر "قد يكون سبباً في انتشار فيروس كورونا في المنطقة قادماً من مناطق سيطرة النظام"، كما لفت إلى أن فتح المعبر "يعني اعترافاً بالحدود الحالية مع النظام ومنع النازحين والمهجرين من العودة".
Facebook Post |
وأكد الفريق أن فتح المعبر سيعود بالفائدة الاقتصادية على النظام وعلى "هيئة تحرير الشام" فقط، ولن يعود بالمنفعة على أهالي المنطقة الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة.
إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة في مدينة عفرين بمحافظة حلب، شمالي سورية، اليوم الثلاثاء، متسببة بأضرار مادية. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ عبوة ناسفة زرعها مجهولون على طريق قرية ترندة في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، انفجرت وأسفرت عن أضرار مادية فقط.
وشهدت المدينة سابقاً عدة تفجيرات مماثلة، أسفر بعضها عن وقوع قتلى وجرحى من المدنيين ومن عناصر "الجيش الوطني" السوري المعارض المدعوم من تركيا.
إلى ذلك، أعلنت مجموعة "قوات تحرير عفرين" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، تنفيذها عمليتين ضد الجيش التركي و"الجيش الوطني" في ناحية عفرين، يومي 25 و27 إبريل/ نيسان الجاري.
وذكرت، في بيان لها، أنها قتلت جنديين تركيين واثنين من "الجيش الوطني" بتفجير عبوة ناسفة بدورية لهم، كما قتلت عنصراً من "الجيش الوطني" في عملية قنص في قرية عناكبة في ناحية شرا قرب عفرين.
وكان مجهولون قد أطلقوا النار، أمس الاثنين، على دورية للشرطة التابعة لـ"الجيش الوطني" في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
ويذكر أن عفرين ومناطق سيطرة "الجيش الوطني" تشهد، بشكل متكرر، هجمات من مجهولين وعمليات تفجير تبنت العديد منها "قوات تحرير عفرين"، في بيانات إعلامية مكتوبة.