انتفاضة العراق: قتلى وجرحى من المتظاهرين وتصاعد حدّة الغليان الشعبي

22 يناير 2020
الأمن العراقي استخدم الرصاص الحي (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -
تصاعدت وتيرة المناوشات بين المتظاهرين العراقيين في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية المنتفضة، والأمن الذي استخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريقهم، ما تسبب بسقوط ضحايا، بينما قتل عدد من متظاهري البصرة بينهم ناشطة وأصيب آخرون بنيران مجهولين هاجموهم بعد منتصف ليل الثلاثاء.

وفشلت قوات الأمن، صباح اليوم الأربعاء، بمحاولات فتح طريق محمد القاسم (الخط السريع الذي يحيط ببغداد من جهة الجنوب) والذي يقطعه المتظاهرون منذ عدّة أيام.

وحاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين المسيطرين على الطريق، عبر إطلاق الرصاص الكثيف عليهم، وقنابل الغاز، ما تسبب بسقوط أكثر من 9 مصابين غالبيتهم بحالات اختناق نقلوا على أثرها الى مستشفى قريب.


وتشهد منطقة الكيلاني وساحة الطيران القريبتان من طريق محمد القاسم اضطراباً إثر محاولات القوات الأمنية تفريقهم بالقوة، كما قطع المتظاهرون شارع فلسطين القريب من طريق محمد القاسم، باتجاه منطقة النهضة.

وتجدّدت عمليات الكر والفر بين متظاهري منطقة الدورة جنوبي بغداد، والتي شهدت طيلة الليل حتى ساعات الفجر، مناوشات بين عناصر الأمن والمتظاهرين، ومحاولات لتفريقهم. وانتشر عناصر الأمن في الأزقة والشوارع محاولين منع خروج المتظاهرين.

وتدفق المئات من أبناء المنطقة صباحاً، نحو جسر الميكانيك في المنطقة وقطعوه بإطارات محترقة، بينما يطلق الأمن قنابل الغاز باتجاههم.

وفي البصرة، قُتلت ناشطة تعمل كمسعفة للمصابين، مع متظاهرين اثنين وأصيب 7 آخرون، بنيران مجهولين هاجموا تظاهرة وسط البصرة. ويؤكد ناشطون أن "قوات الأمن لم تلاحق تلك المجموعة الملثمة واكتفت بإطلاق النيران عليها عن بعد".

ووفقاً لناشط في المحافظة، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "المجموعة المسلحة أطلقت عدة رشقات من أسلحة رشاشة باتجاه المتظاهرين، وانسحبت بالأزقة القريبة، بينما أطلق عناصر الأمن الرصاص في الهواء، ولم يلاحقوهم".

وأشار إلى أن "حدة الغضب تتصاعد بموازات تصاعد العنف الذي تتعمده عناصر الأمن، وهجمات المجاميع المسلحة ضد المتظاهرين، إذ تشهد غالبية مناطق المحافظة تظاهرات غاضبة في مناطق البحرية وشارع المحافظة وسط المدينة، ومناطق العشار وأم قصر وغيرها".

وأكد أن "المتظاهر له الحق بقطع الطرق عبر تظاهرات سلمية، لكن المرفوض هو إصرار الأمن على استخدام العنف والرصاص الحي وقنابل الغاز لإجهاض التظاهرات"، مشيراً إلى أن "الإجراءات الحكومية هي جرائم ضد الإنسانية، وإنها لن تثنينا عن استمرار التظاهر، بل إنها صعدت حدة الغضب الشعبي".

وفي كربلاء، أطلق عناصر الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين يغلقون الدوائر لاستمرار الإضراب العام، وتم تسجيل عدّة إصابات.

وشهدت محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية، تظاهرات ومناوشات تخللها إطلاق نار من قبل الأمن، الذين حاولوا فتح الطرق التي يقطعها المتظاهرون، ومنها طريق الكوت المقطوع منذ ثلاثة أيام، كما قضى المئات ليلتهم الثانية على الطريق الدولي الرابط بين بغداد والبصرة، ونصبوا سرادق جديدة عليه.

كما يستمر محتجو محافظة القادسية ومركزها مدينة الديوانية بقطع الطريق الذي يربط المحافظة بمحافظة النجف، فضلا عن قطع العديد من الطرق الفرعية الأخرى.

وطيلة الليل وحتى الصباح، شهدت محافظة المثنى ومركزها مدينة السماوة، تظاهرات غاضبة وحرقاً للإطارات على الطرق والجسور الحيواية، وسط إطلاق قنابل الغاز من قبل عناصر الأمن.

وفي العمارة (مركزها مدينة ميسان) والكوت (مركز مدينة واسط) غطّت سحب الدخان سماء المدينة، من جراء إحراق الإطارات وقطع الطرق، مع قنابل الغاز التي يستخدمها عناصر الأمن، وتم عزل أغلب المناطق عن بعضها بالإطارات المحروقة.

وتشهد المحافظات المضطربة إضراباً عاماً في غالبية دوائرها الرسمية والمدارس والجامعات، وقد فشلت القوات الأمنية رغم استخدامها العنف بإنهاء الإضراب.