لبنان: تأجيل الانتخابات في بلدتين لأسباب "طائفية وأمنية"

05 مايو 2016
نهاد المشنوق يبرر التأجيل بالمخاوف الأمنية (الأناضول)
+ الخط -

أعلن وزير الداخلية والبلديات اللبناني، نهاد المشنوق، تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في بلدتي جديتا في قضاء زحلة وحوش الحريمة في قضاء البقاع الغربي، بالبقاع شرق لبنان، وذلك قبل أيّام من الموعد المفترض لإجراء الانتخابات في 8 مايو/أيار.

وجاء في القرار المتعلق بتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في بلدة جديتا أنه "بناء على العريضة المقدمة من بعض فاعليات ونواب قضاء زحلة، وبناء على قرار مجلس الأمن المركزي المتعلق بتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في بلدة جديتا، حتى إشعار آخر، وذلك في ظل الغليان والتشنج الذي يسود البلدة حالياً، بعد أن بدأت المعركة الانتخابية فيها تتخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً قد يؤدي إلى إثارة النعرات، وانفجار الخلاف والفتنة وحصول إشكالات أمنية بين أبناء البلدة.

وبحسب القرار، فإنه بناء على مقتضيات المصلحة العامة، وحفاظاً على الوضع الأمني والعيش المشترك بين أبناء البلدة وسلامة العملية الانتخابية، قرر وزير الداخليّة تأجيل الانتخابات البلديّة والاختياريّة إلى إشعار آخر، وتكليف محافظ البقاع القيام بأعمال المجلس البلدي حتى انتخاب مجلس فيها".

وعلم "العربي الجديد"، أن العُرف يقضي بأن يتقاسم المسلمون والمسيحيون أعضاء المجلس البلدي، على أن يكون رئيس البلديّة مسيحياً.

وبسبب وجود ثلاث لوائح مرشّحة، وغياب أي مرشّح ماروني عن إحدى اللوائح، واستبدال المرشح الماروني بسني، وهو ما أدى إلى تخوّف المسيحيين من "اختلال التوازن بين المسلمين والمسيحيين وكسر العرف".

وما زاد من هذا "التخوّف"، قيام هذه اللائحة باستبدال المرشح الماروني لمقعد المختار بآخر سني، (يوجد أربعة مخاتير، ماروني وكاثوليكي وأرثوذكسي وسني)، علماً أن هذه الأعراف غير ملزمة قانونياً.

أمّا فيما يخصّ بلدة حوش الحريمة في البقاع الغربي، فقد تمّ تأجيل انتخاباتها بسبب "الوضع الأمني المستجد" في البلدة، والذي "يحول دون إمكانية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية فيها"، وكُلّف قائم مقام البقاع الغربي، بالقيام بأعمال مجلس البلدية.

وحسب معطيات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن عبارة "الوضع الأمني المستجد"، ترمز إلى خلاف بين عائلتين تعدان من أكبر عائلات البلدة، أدى إلى مقتل أحد الشبان، وتحوّل إلى ثأر متبادل بينهما.

في سياق متصل، دعا رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، جميع اللبنانيين، إلى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية التي تبدأ مرحلتها الأولى يوم الأحد المقبل.

وفي تصريح أدلى به، بعد استقباله في السراي الحكومي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، للاطلاع منه على سير التحضيرات للانتخابات، اعتبر سلام، أن "الانتخابات البلدية والاختيارية هي مناسبة لممارسة حق وواجب، كفلهما الدستور لجميع المواطنين، وفرصة لتجديد التقاليد الديمقراطية التي يفتقدها اللبنانيون منذ زمن".

وأضاف، أن الأنظار تتجه بشكل خاص إلى بيروت "التي ستدشن مع محافظتي البقاع وبعلبك ــ الهرمل، مسار العملية الانتخابية في جميع أنحاء لبنان، والتي نأمل أن يتوجه أبناؤها بكثافة إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا من يرونه الأصلح لتمثيلهم، ولتحقيق ما من شأنه تحسين مستوى العيش في العاصمة".