الخارجية المصرية: مفاوضات سد النهضة ما زالت متعثرة

26 اغسطس 2018
لم تتوصّل مصر وإثيوبيا لاتفاق بعد بشأن سد النهضة(Getty)
+ الخط -
يتوجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومدير الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل، غداً الاثنين، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لنقل رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في وقت أكد فيه المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن مفاوضات سدّ النهضة بين كل من مصر وأثيوبيا والسودان لا تزال متعثرة.

وحول أهداف الزيارة، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، اليوم الأحد، إنها تهدف إلى متابعة مسار العلاقات المصرية الإثيوبية وسبل دعمها، والتطورات الخاصة بمفاوضات سد النهضة، في إطار الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015، ومخرجات الاجتماع التساعي الأخير الذي عُقد بأديس أبابا في مايو/ أيار 2018.

وأضاف أبوزيد، أنّ الاجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي من المنتظر أن يبحث أيضاً تطورات إنشاء صندوق للبنية التحتية بين مصر وإثيوبيا والسودان، بما يسهم في تفعيل التعاون المشترك في مجال المشروعات التنموية، وكذلك التطورات الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي وسبل دعم السلام والاستقرار في تلك المنطقة الحيوية والمهمة لمصر.

وفي ما يتعلق بملف سدّ النهضة تحديداً، أكد أبو زيد، خلال تصريحات إعلامية لفضائية "سي بي سي"، أن هناك اهتماماً بالتعجيل في التوصل إلى حلٍّ بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السدّ وقواعد ملئه وتشغيله، وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الدول الثلاث، لافتاً إلى أن الزيارة تأتي في إطار الاتفاق على تنفيذ ما تم التوصل إليه من قرارات والدفع بمسار العملية التفاوضية، لأن التفاوض لم ينتهِ ولم يسفر عن نتيجة حتى الآن، مُرجعاً الأمر إلى "تعقيدات في الملفات المطروحة والمحادثات العلمية بخصوص قواعد ملء السد وتشغيله".

وأوضح أبو زيد أن الاجتماع التساعي الأخير الذي عُقد في شهر مايو/ أيار خرج بتكليفات محددة بخصوص مفاوضات سد النهضة، واللجنة العلمية المستقلة الخاصة بالسد عقدت أربعة اجتماعات حتى الآن وقطعت شوطاً كبيراً في تسهيل الوصول إلى تفاهمات حوله، ولكنها لم تسفر عن اتفاق محدد حتى الآن، ولا بد أن يكون هناك دعم سياسي لهذه العملية التفاوضية، لافتاً إلى أن المسار الرسمي للمفاوضات لا يزال يواجه تعثراً، بسبب بعض الأمور الفنية التي لم تحسم.


وتأتي الزيارة المفاجئة للوزير المصري ومدير الاستخبارات، بعد ساعات قليلة من تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال مؤتمر صحافي، أمس السبت، أكد خلالها أن تأخر عملية بناء سد النهضة بسبب "الإدارة الفاشلة للمشروع"، وحمّل شركة "ميتيك" التابعة لوزارة الدفاع في إثيوبيا المسؤولية عن ذلك.

وأضاف آبي: "إن بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير كان من المخطط انتهاؤه في 5 سنوات، ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب إدارة فاشلة للمشروع، وخاصة بسبب تدخل شركة ميتيك".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الشركة وإدارتها لم تكن عندهما خبرة ولا معرفة بالعمل في مثل هذه المشروعات الكبيرة. واستطرد قائلاً إنه "وبعد مجيئه إلى السلطة تم تأسيس لجنة لمتابعة سير العمل في السد، وتشير تقاريرها إلى أن شركة ميتيك لم تنفذ الاتفاقية بشكل مطلوب".

وذكر آبي أن شركة "ساليني" الإيطالية طلبت من الحكومة تعويضات مالية بسبب تأخر شركة "ميتيك" في الانتهاء من المشروع في الوقت المحدد.


وبدأت إثيوبيا عملية بناء سد النهضة في نهر النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية السودانية في 2 إبريل/ نيسان 2011، ويثير هذا المشروع قلقاً كبيراً لدى مصر، التي تخشى من أن يؤدي تنفيذه إلى تقليل كميات المياه المتدفقة إليها من مرتفعات الحبشة عبر السودان، فيما تقول أديس أبابا، التي تتضامن معها الخرطوم، إن السد الذي تبلغ استثماراته 4.8 مليارات دولار لن يكون له تأثير قوي على مصر.

وأعلنت السلطات الإثيوبية في 26 يوليو/ تموز عن مقتل مدير مشروع سد النهضة، سميجنيو بيكيلي. ولم تكمل الشرطة التحقيق وعملية تحديد القاتل أو دوافع الجريمة بعد، إلا أنها احتجزت عدداً من المشتبه بهم.