"لوموند": الدول الغربية تختار التدخل العسكري السري بليبيا

02 مارس 2016
الدول الغربية تتدخل بليبيا دون غطاء شرعي (فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى التقارير الإعلامية التي تؤكد أن الدول الغربية ماضية في عزمها على التدخل عسكريا بليبيا تحت ستار محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا حول الوضع الليبي، قالت فيه إن الدول الغربية اختارت التدخل العسكري السري بعدما باتت عديمة الحيلة، وغير قادرة على ممارسة أي نفوذ لتسريع ظهور حكومة الوفاق الوطني، التي لم تحصل بعد على ثقة برلمان طبرق، رغم التوقيع على اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015.


الصحيفة قالت إن الأمم المتحدة فعلت كل شيء من أجل ولادة حكومة الوفاق الوطني، وقد سعت من خلال ذلك إلى إقامة شرعية سياسية جديدة، تتجاوز الخلافات بين الفرقاء الليبيين، بهدف حشد جهود دول العالم لمواجهة صعود تنظيم "داعش". وأضافت الصحيفة أنه، لحد ما، يتعلق الأمر بفرض نهاية لـ"الحرب الثانية" بليبيا بين الفرقاء الليبيين (بعد "الحرب الأولى" التي انتهت بالإطاحة بمعمر القذافي)، وذلك من أجل إطلاق "حرب ثالثة" ضد الفرع المحلي لتنظيم "داعش".

وقالت الصحيفة إن السيناريو الأولي الذي وضعته العواصم الغربية كان يقضي بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وذلك للحصول على الشرعية المطلوبة لبدء عملية تدخل عسكري خارجية.

وأضافت أن ذلك التدخل كان سيتم في شقه الأكبر من خلال ضربات جوية ضد معاقل "داعش" بمنطقة سرت، فضلا عن إشراك مليشيات محلية "صديقة" في تلك الهجمات على الميدان.

وأمام تأخر الإعلان على الموافقة على حكومة الوفاق الوطني، ذكرت الصحيفة أن الدول الغربية قررت الانخراط وبدون تأخير في "حرب سرية" بليبيا، تشارك فيها فرنسا كما كشفت عن ذلك الصحيفة في وقت سابق. المقال أوضح أن هذه الحرب السرية تتخذ شكل ضربات جوية دون أن تعلن أي دولة المسؤولية عنها، وتقضي بتواجد وحدات من القوات الخاصة للدول الغربية على الميدان لمساندة المليشيات المحلية في مواجهة "داعش".

إلى ذلك، انتقدت صحيفة "لوموند" مسارعة الدول الغربية للتدخل العسكري بليبيا دون انتظار تشكيل الهيئات السياسية الضرورية بالبلاد، موضحة أنها تجازف بإضعاف المسلسل السياسي، لاسيما أن "الحرب الثانية" بين طبرق وطرابلس لم تنته بعد، عكس ما تتظاهر به العواصم الأوروبية.

المساهمون