صراعات داخل القوات المدعومة إماراتياً تؤجج الوضع في عدن

06 يونيو 2020
حالة من التوتر تعيشها عدن (Getty)
+ الخط -
تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حالة من التوتر، جراء تأجج الصراعات الداخلية بين فصائل القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، والتي تطورت إلى اشتباكات مسلحة، فجر الجمعة، وسط مخاوف من انفجار الوضع جراء استمرار الاحتقان.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ خلافات عميقة اندلعت بين أوسان العنشلي، قائد ما يسمى بـ"لواء العاصفة" التابع للمجلس الانتقالي، وبين إمام النوبي، قائد قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً بمدينة كريتر، على خلفية رفض الأخير أوامر "الانتقالي" بالتوجه لقتال الشرعية في محافظة أبين.

وأشارت المصادر إلى أن قوات لواء العاصفة والتي تحظى بدعم مباشر من القيادي السلفي بالمجلس الانتقالي، هاني بن بريك، هاجمت مدينة كريتر، فجر أمس الجمعة، بعد زعمها أن دورية عسكرية تابعة لها تعرضت لهجوم بقنبلة يدوية من قبل عناصر مسلحة.

وعلى الرغم من توقف الاشتباكات التي استمرّت لساعات، إلا أن التوتر لا يزال سيد الموقف في مدينة كريتر التي تنتشر فيها البنوك، ويقع في إطارها قصر معاشيق الرئاسي، وسط انتشار أمني مكثف من الجانبين، وفقاً للمصادر.

وذكرت المصادر أن قوات لواء العاصفة قامت باستحداث 4 حواجز تفتيش جديدة في مداخل كريتر، كما أعلنت حظر التجول لمدة 3 أيام، بعد القبض على عدد من العناصر المسلحة التابعة للقيادي الآخر، إمام النوبي، الذي وصفته وسائل إعلام تابعة للانتقالي بـ"الإرهابي".
وفي أول تعليق له على الأحداث، كشف النوبي عن تلقي تحذير من فصيل عسكري تابع للمجلس الانتقالي "يخيّرهم بين الخروج من عدن إلى جبهات القتال في محافظة أبين، أو تعرضهم للتصفية".

وأشار النوبي، في بيان صحافي، إلى أن قواته رفضت طلب فصيل لواء العاصفة، وأعلنوا أنهم سيبقون في مدينة كريتر، نافياً مزاعم القوات التي تتلقى توجيهات من قيادات الانتقالي، بأنهم قد قاموا بالاعتداء على دورية أمنية.

وفي توضيح لأسباب الاشتباكات، ذكر القيادي النوبي أن قوة أمنية حاولت اعتقال شاب من منطقة الطويلة، وهو ما تسبب باندلاع اشتباكات مسلحة، لافتاً إلى أن شباب الطويلة ومدينة كريتر، "قاموا بالدفاع عن أنفسهم وأسرهم".

ولجأ قادة المجلس الانتقالي ووسائل إعلام موالية لهم إلى اتهام قوات النوبي بـ"موالاة الشرعية" والعمل لصالحها كخلايا نائمة من داخل مدينة كريتر، كما زعمت قيادات انفصالية بأن تلك القوات المتمركزة في كريتر تقف خلف عمليات الاغتيالات بعدن، وآخرها اغتيال المصور الصحافي نبيل القعيطي.

وكانت مدينة كريتر معقل أبرز الاحتجاجات الشعبية التي خرجت أواخر رمضان، ضد المجلس الانتقالي، تنديداً بتردي الخدمات العامة، ومن المرجح أن تكون التطورات الجديدة هدفها كسر شوكة أي احتجاجات قادمة ضدهم.

وقوبلت الاستفزازات التي يقوم بها المجلس الانتقالي والقوات المأمورة ضد أبناء مدينة كريتر بتنديد من قيادات في الحراك الجنوبي السلمي، واعتبروها بأنها تكشف عورة الإدارة الذاتية.
وكتب القيادي الجنوبي، عبد الكريم السعدي، على "فيسبوك": "نطالب عقلاء الانتقالي بالعودة إلى جادة الصواب، وتصحيح توجهاتهم وتنقية صفوفهم والتخلي عن إدارة المعارك الإقليمية بالنيابة"، في إشارة إلى الإمارات.


وفيما أدان ما وصفه بـ"إرهاب الآمنين وانتهاك حرمات المنازل في عدن"، اعتبر السعدي مداهمات كريتر وما سبقها من جرائم بأنها "تفضح هشاشة خطاب الانتقالي عن التحرير والحرية وقيام الدولة، وتكشف عورة الإدارة الذاتية".